أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد “نريد تشكيل الحكومة من أجل تعزيز الدستور، ونسعى لحوار بين كل مكونات المجتمع اللبناني، رغم مآخذنا الكبرى على كل السياسات، التي أفضت منذ عقود إلى ما نحن عليه اليوم”، موجها النقد إلى “من يقول لن أشارك في هذه الحكومة، ويتنصل من كل الواقع، ويهرب إلى التل، يترقب كيف تميل المايلة”، موجها إليهم رسالة، بأنه “ممنوع الهروب والتخلي عن المسؤوليات، إن شاركتم أو لم تشاركوا في الحكومة، فأنتم معنيون، ولن ندعكم وشأنكم، وهذا البلد بلدنا وبلدكم، فمنذ ثلاثين عاما، وأنتم تغرفون من خيراته، واليوم تتنكرون وتقولون للناس دبروا حالكم”.
وقال: “نحن مع الحراك، لكن لو شاركنا فعليا فيه، لكانت الحرب الأهلية تقرع أبوابنا الآن، وكلنا مأزومون من السياسة المالية والنقدية، لكن لا تيأسوا، لأنها أزمة اقتصادية عابرة”.
وفي كلمة ألقاها خلا حفل تأبيني في عدلون، قال رعد إن “الأميركيين كانوا يريدون أن يكون استهداف قاسم سليماني موجها إلى كل محور المقاومة، في لحظة نزاع انتخابية، يعيشها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه الآن، ها هو يحاسب على طيشه في الكونغرس، ويحول ملفه إلى مجلس الشيوخ، من أجل عزله، لأن هناك رأيا عاما وازنا في الولايات المتحدة، لم يعد يطيق السمعة البائسة، التي يظهرها هذا الرجل في المنتديات الدولية”.
أضاف: “الرد على استشهاد قاسم سليماني، كان عبر رسائل استراتيجية للأميركيين ولكل الأعداء، مضامينها لم تحصل في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فاستهداف قاعدة عسكرية كبيرة في منطقتنا، ونوعية التدمير التي حصلت بالضربة، كانت رسالة إضافية، واختيار الهدف هو رسالة، والكل يعلم أنه منذ عهد بوش إبان الغزو الأميركي للعراق، إلى ترامب حاليا، كل الرؤساء الأميركيين، جاءوا سرا إلى العراق، واجتمعوا مع قيادات عراقية، في قاعدة عين الأسد، فرمزية هذه القاعدة، كانت رسالة، رسالة تحمل مضامين سياسية، فضلا عن تدمير عدد من المباني والمنشآت والرادارات وبعض الطائرات، والآن بدأت القيادات العسكرية الأميركية، تتحدث عن ارتجاج دماغي لدى بعض الضباط والأفراد، الذين يخضعون للعلاج”.
وفي الشأن الحكومي، قال: “إن مسألة الحكومة، ليست فقط بالتشكيل، المشكلة هي أن إسرائيل تملك الغاز، ولا تستطيع تصديره إلا عبر أنبوب يمر في المحيط اللبناني”، مؤكدا أن “هذا الأمر لا يمكن السماح به أبدا”.
أضاف: “لطالما قلنا نحن مع مطالب الحراك، لكن لو أنا كنا مشاركين فعلا فيه، لكانت الحرب الأهلية تقرع أبواب بلدنا الآن، فلنفكر بتعقل وبحكمة، بما يحفظ مصلحة بلدنا، فالمسألة ليست مسألة شعارات نطلقها، المسألة بالإدارة التي تدار فيها أمور البلاد، ويجب أن نصل إلى نقطة ارتكاز، ونجمع نقاط ارتكاز نتمسك بها، لنصل إلى معايير لمعالجة شؤوننا”، سائلا: “هل المعايير أن يرسل الناس لممارسة الشغب، وليشتبكوا مع قوى الأمن الداخلي، ولنقيم لهم في مقر حزبي مستشفى ميدانيا؟ هل هذه هي السياسة التي تبني وطنا؟ إلى أين ذاهبون والناس تصدق؟ نعم كلنا مأزومون من السياسة المالية والنقدية، لكن من سيدفع كلفة بناء تدمير المصارف والاعتداء عليها؟ أنتم أيها الناس، ومن دخلنا الوطني، حين نريد أن نقتحم المجلس النيابي، ماذا يعني ذلك؟ الذي يعنيه أننا لا نريد دستورا في هذا البلد، وإلى أين نأخذ البلاد؟ إلى الفوضى وإلى الدمار والخراب وسفك الدماء؟”.
وتابع: “نحن نريد تشكيل الحكومة من أجل تعزيز الدستور، ونسعى لحوار بين كل مكونات المجتمع اللبناني، رغم مآخذنا الكبرى على كل السياسات، التي أفضت منذ عقود إلى ما نحن عليه اليوم، وأوصلت البلاد إلى ما هذا الواقع”، موجها النقد إلى “من يقول لن أشارك في هذه الحكومة، ويتنصل من كل الواقع، ويهرب إلى التل، يترقب كيف تميل المايلة”.
وأكمل: “نقول لهؤلاء، ممنوع الهروب والتخلي عن المسؤوليات، إن شاركتم أو لم تشاركوا في الحكومة، فأنتم معنيون، ولن ندعكم وشأنكم، وهذا البلد بلدنا وبلدكم، فمنذ ثلاثين عاما، وأنتم تغرفون من خيراته، واليوم تتنكرون وتقولون للناس دبروا حالكم”.
وختم “الإرادات تصنع المعجزات، ونقولها لأهل الإرادات، عندما اجتاحت إسرائيل بلدكم، كل العالم راهن على استسلامكم، لكنكم استطعتم أن تقلبوا الطاولة على الاحتلال، كل العالم كان يتوعدكم بالغزوالتكفيري، لينغص عليكم حياتكم، وليحل القتل والدمار والخراب وقطع الرؤوس ونحر البطون، لكن هذه الأزمة ارتدت على أصحابها، وانتهى داعش بإرادتكم وصمودكم، ونحن كنا معكم، واليوم معكم في أزمتكم، فلا تيأسوا، إنها أزمة اقتصادية عابرة، في هذا البلد”.