أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعد انتهاء اجتماع تكتل الجمهورية القوية في معراب، إلى أنه “من جديد كارثة كبيرة حلت بنا، كارثة لم يرها لبنان بإستثناء زلزال بيروت، ومرّ الكثير من الحروب والغارات الإسرائيلية ولم يؤثر أي منهم ببيروت بقدر هذا الانفجار”.
واضاف، “تكبد هذه الخسائر بين الخيانة والإهمال واللامبالاة أمر غير مقبول، والأسوأ ما تكشف في الأيام الـ5 الأخيرة، وهي التقارير التي وصلت إلى قصر بعبدا والسراي قبل 15 يوماً من وقوع الانفجار”.
وتابع جعجع، “رئيس الجمهورية يقول ألا صلاحية لديه للتدخل، والتحقيقات التي تجري لا نعترف بها ونعاود المطالبة بالتحقيق الدولي، في حين أن الأجهزة الأمنية والقضائية تتحمل مسؤولية بما حصل”، مشيراً إلى أنه “منذ اللحظة التي وقعت فيها الكارثة ونحن في حالة تشاور دائم، طبعاً نحن إلى جانب بيروت والأشرفية وفعلنا ما بوسعنا، أما على المستوى السياسي كان هناك إجماع على أن بعد الانفجار لا يمكن للأمور أن تستمر على المنحى نفسه”.
وأكَّد جعجع أن “التغيير لن يكون إلا عبر تغيير السلطة الحاكمة، والثورة الشعبية بكل ما للكلمة من معنى لا توجد في لبنان لأنها ستودي بنا إلى حرب أهلية، فيبقى لدينا حل واحد وهو التخلص من الأكثرية النيابية عبر جمع العدد الأكبر من الاستقالات لإسقاط مجلس النواب، وأي استقالات من المجلس لا تؤدي لإسقاطه تكون جهداً ضائعاً، ولنفترض أننا استقلنا اليوم كتكتل، يصبح مجموع المستقيلين 25 نائباً، وسيتم الدعوة لانتخابات فرعية بعدها”.
وأضاف، “يسألون لماذا لم نستقل، استقلنا عشرات المرات في الماضي، لكن في الوقت الحالي الهدف إسقاط المجلس النيابي للذهاب لانتخابات نيابية جديدة وتكوين سلطة جديدة، وتفكير البعض في عزّ الأزمة التي نمر بها هو إزاحة القوات وأتحدث هنا تحديداً عن المناطق المنكوبة الموجودة فيها القوات اللبنانية”.
وإعتبر جعجع أنه “استقال وزير من قماشة ناصيف حتي استبدل بـ5 دقائق ومع احترامي للوزير الجديد لكن ليس هذا المطلوب”.
وأعلن جعجع أن “استقالتنا بجيوبنا ولنفترض أننا استقلنا الآن، هناك مجموعة مصالح كبيرة في البرلمان، وستتوقف الأمور عند استقالة 25 نائباً وسيدعو وزير الداخلية لانتخابات فرعية، وعندها يفوز نواباً بـ200 أو 300 صوت، وبـ95 نائباً يصبح لديهم إمكانية تعديل الدستور أو انتخاب رئيس جمهورية من الدورة الأولى، لكن نحن كم مرة استقلنا؟ حُلّ حزب القوات بسبب الاستقالات، اعتقلت 11 عاماً بسبب الاستقالات”.
وأضاف، “كنا باشرنا الاتصالات لجمع الاستقالات وتواصلنا مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وفي اجتماع معراب كنا على قاب قوسين من الاستقالة حتى دخلنا في تفاصيل إعلان الاستقالة ولهذا قلت إنني قد أحمل أخباراً سعيدة في الساعات المقبلة، وفي موضوع تشكيل الحكومة الجديدة هناك ضغط دولي هائل لم ألمس مثله من قبل”.
ولفت جعجع إلى أن “هدفنا الأساسي سيظلّ التخلص من هذه السلطة وإسقاط المجلس النيابي ومن هذا المنطلق أعيد النداء للمشاركة في الاستقالة من المجلس النيابي وإذا لم يرد أي من تيار المستقبل أو الحزب التقدمي الاشتراكي من اليوم للغد، أتمنى على كل من استقال من البرلمان استرداد استقالاته قبل جلسة الغد”.
وأضاف، “بعد استقالة الحكومة تريث كل من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في تقديم الاستقالة من المجلس النيابي وبقيت القوات وحدها كالعادة”، متمنياً “خصوصاً على حزب الكتائب وتواصلت مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من أجل ذلك، أن يعودوا عن استقالاتهم قبل طرحها في المجلس، لأنه بإمكاننا التأثير من داخل البرلمان في هذه المرحلة”.
وعن إمكانية تسميته للرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قال جعجع: “نحن مع حكومة جديدة تماماً ومستقلة تماماً وحيادية تماماً، والمستقل لا يعني أنه لا يملك آراء لكن ألا يكون مرتبطاً بأحد وصار بدنا أفلاطون تيخلصنا”.
وختم جعجع، “لم أذكر رؤساء الحكومات السابقين لأنني لم أعلم إلا بوصول المذكرة إلى قصر بعبدا ، وكل السلطة متهمة وعلى كل المستويات ولهذا نحن نطالب بلجنة تحقيق دولية، وإذا لم يتحقق هذا المطلب سنتوجه نحو تقديم عريضة للمطالبة بتحقيق دولي وتقصير ولاية مجلس النواب”.