كتب حسن سلامه في صحيفة “الديار” تحت عنوان “معلومات تتحدث عن مخطط لتحريك خلايا ارهابية نائمة لاجهاض عودة النازحين”: “يبقى موضوع اعادة النازحين السوريين احد ابرز الاولويات التي تحتاج الى توافق داخل الحكومة، على آليات معينة للتواصل مع دمشق من اجل انجاز هذه العودة، نظراً لمجموعة اعتبارات لها علاقة بالداخل اللبناني، من الاعباء الضخمة التي تتحملها خزينة الدولة، حتى ان مصدر سياسي بارز في قوى 8 اذار يلاحظ انه في ضوء عرقلة الغرب لهذه العودة، وفي الوقت نفسه يعطل كل خطوات الحل السياسي في سوريا، وبالاخص استكمال ضرب ما تبقى من مجموعات ارهابية، فالمعلومات لدى اكثر من جهة استخباراتية داخلية وخارجية لا تستبعد ان تلجأ قيادات التنظيمات الارهابية الى محاولة اعادة تحريك خلاياها النائمة في بعض المناطق السورية وداخل مخيمات النازحين السوريين في لبنان سعياً لمحاولة التعرض للاستقرار الداخلي، واستهداف مواقع ومناطق محددة في المرحلة المقبلة خصوصاً في الصيف المقبل.
ويقول المصدر ان رغم نجاح الاجهزة الامنية في لبنان بكشف عشرات الخلايا الارهابية في المرحلة السابقة، لكن كل المعلومات تشير الى ان كثيراً من الخلايا الارهابية جمدت نشاطها وأي تحرك قد يفضي الى تمكين الاجهزة من وضع اليد على هذه الخلايا، وكذلك الامر حصل في العديد من المناطق السورية، مع الضربات الكبيرة التي اصابت الارهابيين في الفترة الماضية، خاصة تنظيم “داعش”.
كما ان المصدر يؤكد – وفق معطيات جهات استخبارية معادية للغرب – انه ليس مستبعدا ان تتعمد بعض الجهات الاستخبارية الغربية وغيرها الى محاولة تحريك “خلايا” ارهابية تتحرك بشكل او بآخر و”اجندات” بعض الجهات التي لا تريد انهاء الازمة في سوريا، لكن تسعى في المقام الاول الى اظهار ان سوريا لا تزال غير آمنة لاعادة النازحين، وفي الوقت نفسه الضغط على الجهات اللبنانية التي تصرّ على عودة سريعة للنازحين السوريين الى بلدهم، كما يساهم ذلك في زيادة الضغوط الداخلية على حزب الله في ضوء فشل كل العقوبات التي استهدفت الحزب.
وانطلاقا من ذلك، يؤكد المصدر نقلاً عن جهات ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان بعض مواقع القرار في العالم التي عطلت في السابق عودة النازحين لن تسهل هذه العودة في المرحلة المقبلة، اكراما لمطالبات عدد من المسؤولين والقوى السياسية في لبنان باعادتهم الى بلدهم، وبالتالي، فما يجري تداوله عن ايجابية في كلام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو امام الكونغرس الاميركي على خلفية ما سمعه من اصرار من جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب على عدم ربط العودة بالحل السياسي في سوريا يقع في باب التفاؤل غير المقرون بخلفية الموقف الاميركي الذي ينظر الى قضية النازحين باعتبارها قضية تتعلق بكامل الصراع حول سوريا، وبالتالي، فالاميركي لن يسهل العودة، اذا لم يقبض اثمان ذلك في الحل المقبل داخل سوريا فقضية النازحين مثلها مثل شروط الحل السياسي في سوريا واعادة سيادة الدولة الى الشمال السوري.
وكذلك الامر بما خص المبادرة الروسية فرغم استعداد الاخيرة للعب دور تسهيل العودة، الا ان الاميركي عرقل هذه المبادرة سابقاً، ولن يسهل لاحقاً، على غرار ما هو حاصل في كل المفات المتصلة باعادة سوريا الى حالتها الطبيعية، بل بالعكس فكل المعطيات -بحسب المصدر – تشير الى ان لبنان سيتعرض في الفترة المقبلة لمزيد من الضغوط والابتزاز لمحاولة القبول بما يطرحه الغرب حول مسألة النازحين، وشروط “تسييل” المساعدات للبنان للتخفيف عن الاعباء التي تتحملها الخزينة ويوضح المصدر ان مفتاح اطلاق العودة السريعة في يد الحكومة وحدها، التي عليها ان تسارع الى مناقشة جدية وصريحة لطبيعة ما هو مطلوب من لبنان، اذا كانت تريد فعلاً وضع آليات واضحة ومتكاملة تؤمن عودة سريعة وكريمة للنازحين، حتى ان المصدر يرى – ان الكرة في المقام الاول في مرمى القوى الداعية للتواصل مع سوريا وصولاً لاعادة النازحين، بحيث يتم رفع مجلس الوزراء امام خيار اتخاذ قرار بهذا الشأن، وحتى يمكن حصر التواصل عندها مع دمشق بالجهات الرسمية ووزراء ومسؤولين اخرين الذين يؤيدون التواصل مع سوريا، واما الذين يعارضون التواصل، فلا احد يطالبهم بفتح قنوات التواصل مع دمشق، وبالتالي يمكن لهؤلاء في حال كانت وزاراتهم معينة بقضية العودة اناطة هذه المهمة بغيرهم في الوزارة، اما استمرار الرهانات على مؤتمرات دولية او اجراء وساطات مع اطراف ثالثة، نتيجتها الوحيدة ابقاء النازحين الى فترة طويلة في لبنان”.
شاهد أيضاً
بيان استنكار صادر عن مخاتير مدينة الشويفات
بيان استنكار صادر عن مخاتير مدينة الشويفات يستنكر مخاتير مدينة الشويفات العمل المشين الذي استهدف …