بيان صادر عن سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين
نتساءل عمّا يحدث في لبنان من مصائب وما ننتظره من مفاجآت، حقا إنه أمر يندى له الجبين. أما يكفينا الوضع الاقتصادي المنهار، والغلاء الفاحش، واستهتار أولي الأمر بمقدرات الشعب وتغريداتهم المشينة وكأننا مازلنا في زمن الرفاهية والازدهار ؟
لقد اجتمعت الكلمة لمحاسبة المسؤولين عن هدر أموال الدولة وتهريبها إلى الخارج واجتمع نواب الأمة واتّخذوا قرارا بإجراء التدقيق الجنائي ولكن ليس قانوناً، فرفض من قبل أولي الأمر وكأن شيئاً لم يكن. وعندما اتفق الرأي أن المسؤولية تقع على حاكم مصرف لبنان، تعالت الأصوات معلنة الخط الأحمر. ولمّا أصدر المدّعي العام مذكرة للتحقيق مع الرئيس دياب بفعل انفجار المرفأ، ذهب الرئيس الحريري إلى السراي بعد أن حرّكته الحساسية الطائفية وأعلن أيضا الرئيس سلام أن رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا لأحد. وعندما أعلنت المداورة في الوزارات، ذهب أحدهم لتكريسها للطائفة وهذا أيضا خط أحمر. وعندما كثرت الخطوط الحمر لم يسعنا إلّا أن نقول: لا تقتربوا من الدعاوى على وزارة المهجرين، فهذا أيضا خط أحمر. فلولا الأموال المتواضعة التي اتّفق على دفعها أنذاك، لم يكن باستطاعة أحد إعادة المهجرين إلى قراهم وذلك لإرضاء من فقد أبناءه وممتلكاته من جميع الطوائف في هذا الجبل.
إذا، فعن ماذا تسألون ؟ هل عن موظفين صغار وبعض العقارات المزعومة ؟ لا أيها الإخوان. انظروا إلى مجلس الجنوب، وما صرف في سبيله من الأموال ما خلا من تضرر بفعل العدوان الإسرائيلي على لبنان.
أمّا مجلس الإنماء والإعمار، فحدّث ولا حرج. فأين ذهبت الأموال التي خصّصت لهذا المجلس ؟ وكذلك الهيئة العليا للإغاثة التي لا رقيب عليها ولا محاسب.
نحن هنا لا ندافع عن أّوّل وزير مهجرين التي استحدثت الوزارة في أيامه أي وليد بيك، مع أننا نختلف معه في كثير من الأمور لكنّ الحق يقال. لقد استجلبت الأموال لهذا الجبل للمحافظة على السّلم الأهلى والعيش المشترك بعد المجازر التي ارتكبت بفعل الغزو الإسرائيلي إلى لبنان وأذنابه المطواعين.
لذا نقول المثل الدارج: ظلم بالسوية، عدل في الرعيّة.