فيما عاد خلاف الازرق البرتقالي الاعلامي الى الواجهة من جديد بعد البيانات المضادة التي يتهم كل واحد منها الفريق الاخر بالتعطيل والوقوف وراء عدم ولادة الحكومة، لم تعد الانظار اقله في الساعات المقبلة تتجه الى ماذا سيفعل الرئيس المكلف سعد الحريري بل الى ماذا ينتظر لبنان بعد موعد 20 كانون؟ وبالانتظار، وفي الوقت المستقطع، تتجه الانظار الى ما سيقوله الليلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يطل في حديث تلفزيوني لاطلاق سلسلة مواقف وصفتها مصادر مطلعة عبر الديار بالهامة.
وفي هذا السياق، افادت معلومات «الديار» الى ان جنبلاط استطلع في الايام الماضية وفي اجتماع خاص نواب واعضاء «للقاء الديموقراطي» آراءهم حول المشاركة من عدمها بالحكومة وفي حال المشاركة هل ستكون هذه المشاركة مجدية وفعالة، واللافت بحسب ما تكشف مصادر بارزة للديار بان اكثرية اعضاء «اللقاء» كانوا ضد المشاركة، ولا سيما كما نقل عن احدهم، ان هذه الحكومة الموعودة ستكون مجرد «ديكور» ولن تكون قادرة على اتخاذ اي قرار طالما ان القرار الفعلي هو بيد حزب الله.
معلومات «الديار» تكشف اكثر من ذلك وتشير الى ان احد نواب «اللقاء الديموقراطي» توجه لجنبلاط بالقول: «اذا بدك رأيي فهو ليس فقط الاستقالة او عدم المشاركة من الحكومة انما ايضا من مجلس النواب».
وعليه، كوّن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فكرة عن آراء الجميع لاتخاذ الموقف المناسب الذي قد يعلنه الليلة.
ولكن ما الذي قد يدفع جنبلاط الذي كان اول من اعلا الصوت مطالبا بحصة وزارية وازنة وحددها في مقابلة تلفزيونية قائلا : الصحة والشؤون الاجتماعية؟ ولا سيما ان حصته في التشكيلة التي وضعها الحريري تضمن له حقيبة سيادية كالخارجية؟ على هذا السؤال ترد مصادر بارزة في «اللقاء الديموقراطي» عبر الديار بالقول: هذا التوجه (بعدم المشاركة بالحكومة) كان موجودا منذ فترة لدى جنبلاط اي منذ ثنائية الحريري باسيل وهو لم يكن متحمسا للدخول بالحكومة ولا لتسمية الحريري لو لم يكن يريد ان يعطي فرصة للمبادرة الفرنسية التي جهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لانجاحها اما اليوم فقد ماتت هذه المبادرة، ولم تعد موجودة وبالتالي هذا ما قد يدفع وليد بيك لتغيير البوصلة الحكومية.
وتختم المصادر الاشتراكية بالقول: «تعودنا على جنبلاط بان يفاجئ الجميع بمن فيهم نحن».
اما على خط الرئيس المكلف، فتؤكد مصادر مقربة منه بانهم ليسوا في جو ان جنبلاط قد يعلن اليوم عدم المشاركة بالحكومة لكنها تستطرد بالقول: «على كل حال اذا كان الامر كذلك فهو يسهل بذلك مهمة الحريري ولا يعقدها، وبالتالي ساعتئذ لا يشارك لا هو ولا حزب اخر…»
ولكن متى يعود الحريري وماذا سيفعل؟ هنا تشير المصادر الى ان عودته كانت مقررة امس الاربعاء، لتضيف: «على اي حال بالاخر رح يرجع» بس الاكيد ان عمليات الهجوم من قبل التيار الوطني الحر على الحريري لن تبدل في موقفه نقطة واحدة.فليعلم الجميع ذلك..تختم المصادر.
هل يفعلها وليد بيك فيعلن الليلة موقفاً يعيد خلط كل الاوراق الحكومية حتى 20 كانون وما بعد 20 كانون؟
جويل بو يونس – الديار