الرئيسية / مقالات / الرئيس دياب لن أوافق على رفع الدعم قبل تأمين البطاقة التموينية

الرئيس دياب لن أوافق على رفع الدعم قبل تأمين البطاقة التموينية

أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب أنه لن يوافق على رفع الدعم عن السلع الأساسية التي تطال المواطن اللبناني في معيشته قبل تأمين البطاقة التموينية لأكثر من ٧٥٠ ألف عائلة لبنانية ،
وفي هذا السياق ، أتت زيارته الأولى إلى قطر لإستطلاع آراء المسؤولين القطرين ، ونقل معاناة الشعب اللبناني الذي أصبح رهينة الفساد والمحاصصة . ناهيك عن خسارة المواطنين لإيداعاتهم في المصارف، مما جعل معظمهم تحت خط الفقر.
كما ركز دياب في لقاءاته مع المسؤولين القطريين على الوضع المعيشي الطارئ في لبنان ، وضرورة دعم الشعب اللبناني الذي يعاني الأمّرين، عبر تمويل البطاقة التموينية التي لا تحتمل التأخير والتجاذبات السياسية الحاصلة في البلاد .
من ناحية اخرى ، تشكل هذه الزيارة خرقًا مهمًا في العزلة العربية المفروضة على لبنان وحكومته ، خاصةً بعد تأجيل اللقاءات التي كانت مرتقبة بين الحكومتين اللبنانية والعراقية، والإيحاء بإلغائها ، ما زاد الوضع سوءًا، خاصة وأن اللبنانيين قد عولّوا كثيرأ على اتفاقات إقتصادية بين الدولتين ، كان يمكن أن يكون لها وقعها الإيجابي في التخفيف من حدة المرحلة والتهديد بالعتمة… وبسياقٍ متصل يواصل الرئيس دياب العمل على إتمام زيارته للعراق لما فيها مصلحة البلدين ويؤكد على عدم إلغائها..
لقد استطاع رئيس حكومة تصريف الاعمال ، أن ينأى بموقع رئاسة الحكومة عن التجاذبات والإنقسامات السياسية الحادة الداخلية التي ترافق عملية تشكيل الحكومة ، ووضع نفسه بتصرف أي مخرج يساعد في التخفيف من خطورة المرحلة ، محافظاً بذلك على توازن موقع رئاسة الحكومة وعلى عمقه الوطني والعربي … ما قد يتماهى مع السياسة القطريه المرتكزة على تهدئة التشنجات الحاصلة بين الأفرقاء في المنطقة، وعلى ضرورة تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين وخاصة ً بين الطرفين الإيراني والسعودي ، مما سينعكس إيجابيةً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في لبنان .
إهتمامات دياب المعيشية وثباته في احترام الدستور والقوانين ونأيه عن الخلافات السياسية الداخلية وزهده في المناصب أكسبه استقلالية ومصداقية رجل الدولة واحترام الدول له ولمساعيه الهادفة لمساعدة الشعب اللبناني ، الذي يدفع ثمن السياسات الاقتصادية والسياسية الفاسدة منذ عقود ، كما ان تمايز نهجه هذا عن سائر رؤساء الحكومات ، سيزيد من ثقة الداخل والخارج فيه ليكون عنواناً لأي توازنات مستقبلية جديدة مبنية على شفافية الدولة والمؤسسات .
فهل يكون ألرئيس دياب قد وضع بصمته الأولى في العلاقات العربية في الوقت الضائع من تشكيل الحكومة ما لم يتمكن من فعله في كل فترة حكومته ؟؟؟

وجيه فرنجي

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …