وسط الانهيار الحاصل الذي تشهده البلاد على مختلف الصعد، يشكّل التداعي الحرّ للقطاع الصحي أخطر ما يمكن أن يواجهه اللبنانيون المنهكون من الأعباء التي تثقل كاهلهم بشكل يومي.
فبالإضافة إلى أزمة “كورونا” التي ترافقهم منذ أكثر من عام، وأزمة انقطاع الأدوية من الصيدليات، تطلّ أزمة انقطاع أدوية “البنج” في المستشفيات والتي من شأنها أن تؤدي إلى عدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية، ما قد يهدّد حياة المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء هذه العمليات بشكل طارئ.
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، وجّه ما قال إنّه “نداء استغاثة” إلى المسؤولين، محذراً “من وقف إجراء العمليات الجراحيّة على أنواعها وحتى الطارئة منها، بسبب انقطاع أدوية البنج”، مناشداً المسؤولين “الإسراع إلى حلّ هذه “الكارثة” لإنقاذ المرضى من هذا الخطر المُحدق بحياتهم”.
وكشف هارون عن “واقع خطير تعاني منه المستشفيات منذ أسبوع وحتى اليوم، مرشّح للاستمرار أياماً عدة، ويتمثّل هذا الواقع في انقطاع أدوية “البنج” Propofol والـEsmeron ووكيلهما Droguerie de l’Union”، مؤكداً أنه “من دون هذين النوعين من الدواء يصبح من المستحيل إجراء العمليات الجراحية، لذلك تجد المستشفيات نفسها ملزَمَة بتعليق العمليات، أما في ما خَصّ المخزون المحدود جداً الموجود لديها، فتتركه للعمليات الطارئة”.
ونبّه هارون إلى أنه “في حال طال أمد هذه المعضلة فلن نتمكّن من إجراء كل أنواع العمليات حتى المُلحّة والطارئة” وحذّر أنّ “هذه الحالة خطيرة جداً تتطلب تدخلاً سريعاً من أي مسؤول لحل تلك “الكارثة” فوراً”.
من جهته، أعلن عضو لجنة الصحة النيابية، النائب فادي علامة، في حديث إذاعي، أمس الثلاثاء، أنّه “حتّى الآن لم يتم التوصل إلى حلّ بما خص أزمة البج”، كاشفاً أنّ “لقاء عقد بين لجنة الصحة ومستوردي المستلزمات الطبية ومستوردي الأدوية وممثل عن “مصرف لبنان” لفهم ما يحصل”.
وأوضح أنّ “موافقة مصرف لبنان المسبقة على الاستيراد تسببت بهذه الأزمة”.