أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “كل المنطق الذي يطرح ونسمعه اليوم الهادف إلى المس بالاحتياط الالزامي مرفوض بشكل قاطع من قبلنا وسنستمر بتحركنا المعارض له”، معتبرا أن “الاحتياط الالزامي هو مال وقف موجود في المصرف المركزي كأمانة ولا يحق لأحد المساس به”.كلام جعجع جاء عقب لقائه وفدا من جمعية “صرخة مودعين”، في حضور الأمين العام للحزب الدكتور غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جودة، رئيس مصلحة النقابات في الحزب ريمون حنا ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.
ولفت جعجع إلى أن “مسألة الاحتياط الالزامي المهم جدا، ليس لكونه يشكل 15% من أموال المودعين أي مجمل اللبنانيين، إنما الأهمية تكمن في أنه الخميرة الوحيدة الباقية إذا أراد القطاع المصرفي النهوض من جديد. من هذا المنطلق نرفض رفضا تاما المس به وسنستمر بإعلاء الصوت والقيام بكل التحركات والاتصالات اللازمة من أجل ألا يقدم أحد في الدولة، إن في المصرف المركزي وإن في وزارة المال أو في الحكومة، على مجرد التفكير بالدنو منه”.
وقال: “إذا ما أرادوا تأمين سلفة للكهرباء فهم دولة وعليهم أن يجدوا طريقة لتأمين هذه السلفة، باعتبار أن المواطنين يقومون بتسديد الضرائب المتوجبة عليهم ويقومون بواجباتهم عبر تطبيق القوانين، لذا ما تبقى هو من مهام الدولة التي لا يحق لها أبدا التسلل إلى جيوب المواطنين عند كل حاجة. إذا أرادوا تمويل البطاقة التموينية على الدولة أن تجد مصادر لهذا التمويل إلا أنه لا يحق لها أبدا أن تمد يدها إلى ما تبقى من مال في جيوب المودعين، وتقضي على الأمل الأخير في إعادة تكوين ودائع المودعين اللبنانيين في المصارف اللبنانية حيث أن الـ15% منها الموجودة اليوم في المصرف المركزي ستكون نقطة الإنطلاق في هذا المجال”.
وأشار إلى أن “الفكرة التي طرحت الأسبوع المنصرم عن توزيع خمسة وعشرين ألف دولار أميركي من المصرف المركزي على كل مودع هي واحدة من الأساليب المعتمدة من اجل المساس بالاحتياط الالزامي، فإذا ما أرادت المصارف توزيع خمسة وعشرين ألف دولار من ودائع الناس لمن يريد ذلك فهذا أمر محق، إلا أنه يجب ألا يكون هذا المال مسحوب من الاحتياط الالزامي”.
وجدد جعجع مطالبة “جميع المودعين بالتقدم بدعاوى حجز احتياطي على الاحتياط الالزامي من اجل منع أي أحد من المساس به”، موضحا أن “هناك فريقا من المحامين مستعد لمساعدة من يرغب بتقديم دعوى مماثلة وهو بحاجة لاستشارة قانونية في هذا الإطار”.
من جهته قال علاء طنوس باسم الوفد: “لقد تلقفنا اليوم المبادرة من حزب القوات اللبنانية ورئيسه من أجل المحافظة على ما تبقى وهو الاحتياط الالزامي، وقد أبدينا وجهة نظرنا في هذا الشأن الذي نعتبره شأنا وطنيا مقدسا باعتبار أن أموال المودعين مقدسة”.
ولفت إلى أنهم تبادلوا مع رئيس القوات والحاضرين الآراء حول هذه المسألة، آملا أن “تبقى الاجتماعات بين الطرفين مفتوحة من أجل الاستمرار في المشاروات خدمة لهذه القضية”.
وردا على سؤال، قال طنوس: “تداولنا في الخطوات الواجبة من أجل الحجز على الاحتياط الالزامي وهذا أمر نؤيده، وهم مهتمون بهذا الشأن اليوم فقط، إلا أننا من جهتنا تهمنا أيضا باقي أموال المودعين التي تشكل 85% من الودائع. ونحن بدأنا العمل منذ 4 أشهر مع فريق من المحامين وقمنا برفع دعوى امام القاضية اماني سلامة بغية الحجز على كامل أموال وأصول المصارف باعتبار أنه في النهاية نريد أن نحصّل شيئا ما من حقنا كمودعين ولا يمكننا أن نترك هذه القضية من دون حل، ولا يعرف أحد من المودعين أين هي أمواله”.وتابع: “هذه ليست قضيتي وحدي أو قضية الدكتور جعجع وإنما قضية جميع المواطنين اللبنانيين منهم المتقاعد الذي بعد 30 عاما من العمل المضني إن في الصحارى أو في البلدان الأفريقية عاد ليتقاعد في لبنان، ومنهم من عمل هنا في لبنان طيلة حياته من أجل الحصول على تعويض نهاية خدمته وكلهم خسروا أموالهم ومنهم من لا يزال في طور تأسيس حياته، وحتى من أصبح اليوم يتقاضى راتبه الشهري تبعا لسعر صرف الـ3900 أو الـ1500، لذا هذه قضية الشعب اللبناني أجمع وستكسر اليد التي ستمتد على هذه الأموال”.