منذُ بداية الأزمة الحكومية كثُر الكلام عن مبادرة روسية. وشهدت موسكو زيارات متعدّدة لمسؤولين لبنانيين، ما يطرح علامات استفهام عمّا اذا كانت هذه المبادرة انتهت، وإذا ما كانت روسيا تدعَم أطرافاً معينين، في وقت نُقِل ولا يزال، عن تأييدها للرئيس سعد الحريري.
فيقول السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف في حديث لصحيفة “الأخبار”:”الأولوية في السياسة الروسية الخارجية هي لمبدأ عدم التدخل في الشؤون السيادية لأي من البلدان. نحترِم القوانين والأنظمة المرعية في الدول الأخرى، ونقدّر العلاقات الثنائية على أساس احترام المصالح والمعاملة بالمثل. ومن هذا المنطلق، ننظر إلى العملية السياسية في لبنان أو أي بلد آخر، ونؤكّد أن موسكو لم تقِف طرفاً في موضوع تشكيل الحكومة، إن كانَ على صعيد التكليف أو التأليف، لأن القرار وطني بالدرجة الأولى”.
كما شدد روداكوف على أن بلاده “لا تدعَم إسماً معيناً لتأليف الحكومة، لكن الرئيس المكلف الوحيد اليوم من مجلس النواب هو الرئيس سعد الحريري، وبالتالي نرى أن من المفترض أن يؤلّف الحكومة وفق الآليات المتعارف عليها وبحسب الصلاحيات. وفي حال كانَ هناك اسم آخر يصار إلى تكليفه في ما بعد، فسيكون موقفنا هو نفسه”.
وعن زيارة وفد من حزب الله لروسيا وما تم تداوله عن زيادة منسوب التنسيق، وافتتاح مراكز للحزب في موسكو، لفت روداكوف إلى أنه “منذ عقود باتَ معروفاً أن روسيا تعتبر حزب الله جزءاً لا يتجزأ من النسيج السياسي والإجتماعي في لبنان، ونحن نهتمّ باستمرار حوارنا الوثيق والتفصيلي مع قيادة الحزب”.
بينما جرى التركيز في الآونة الأخيرة على رغبة روسية في مساعدة لبنان اقتصادياً، لم تسلَم الوفود الروسية التي زارت البلاد أخيراً من حملات الهجوم واتهامها بأنها لا تحمِل مشاريع جدية، غيرَ أن السفير الروسي شدد على “جدية الجانب الروسي في مساعدة لبنان، لكن أي شركة اليوم تريد أن تستثمر في لبنان ستواجهها مشاكل، لذلك من الضروري الإسراع في تشكيل الحكومة لأهمية هذه المشاريع”.
وأوضح “في نيسان وحزيران الماضيين، زارَ وفد من الشركات الروسية لبنان لإجراء مفاوضات مع وزراء الطاقة والاقتصاد والأشغال العامة، وناقش المشاركة الروسية في إعادة إعمار مرفأ بيروت، وبناء أو تحديث محطات توليد الكهرباء ومصفاتي التكرير، فقد شاهدنا كيف تعاطت بعض وسائل الإعلام مع خبر التعاون مع الوفد الروسي، وحملت شعار تغيير هوية لبنان، ومن الواضح أن هذه الوسائل تستمع إلى طلب بعض الدول التي تفضّل لغة الإملاءات والضغط”.