اشار الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى انه في الايام القليلة الماضية تم الاعلان عن اتصالات لملوك ورؤساء عرب مع الرئيس السوري بشار الاسد وهذا يساوي الاعتراف العربي بانتصار سوريا وهو المشروع الذي انفق فيه مئات المليارات العربية لهزيمة سوريا.
ولفت السيد نصرالله في احتفال يوم شهيد حزب الله، الى انه من انجازات الشهداء منع الحرب الاهلية التي كان يخطط لها وما زال يخطط لها في لبنان، ومنع الاطباق الاميركي الكامل على لبنان ومنعه من ان يكون بلد ذات سيادة. واوضح بان اسرائيل تعاني من القلق الوجودي وعندما نشاهد المناورات الجارية في فلسطين المحتلة فهذا يعني انهم قلقون من لبنان، والخوف من ان يقتحم لبنان مساحة كبيرة في الشمال.
واشار الى ان هناك مناورات شبه فصلية في منطقة الشمال، ويضعون فرضيات وهي ان المقاومة ستدخل الى الجليل وهذا دليل ان الاسرائيلي يثق جيدا بالمقاومة في لبنان وصدق وعودها وعظمة رجالها واهمية عقولها الاستراتيجية. واكد بان هناك قلق من قوة المشاة التي قد تدخل الى الجليل والقلق من صواريخ المقاومة الدقيقة ومن الحرب مع لبنان ويحسبون لهذا الامر الف حساب. واوضح بانه لدى كيان العدو قلق وجودي وعلينا قراءة ما يقوله المسؤولون في هذا الكيان حيث يتكلمون عن القلق من قوة المحور الذي يزداد تقدما وانتصارات وخروجا من كل الصعوبات التي حاطت به. واعتبر بانه من المضحك بان هناك من يتحدث عن ان محور المقاومة يضعف بالمنطقة رغم ان كل المعطيات تؤكد عكس ذلك. وشدد على ان كيان العدو يحاول التنفس من خلال فتح العلاقات والتطبيع مع بعض الدول العربية.
واوضح امين عام حزب لله بانه في لبنان لا نتحدث عن الخروج الكامل من الهيمنة الاميركية ولكن هناك هيمنة ما في مستويات متعددة ولبنان قادر على الوقوف على رجليه. ولفت الى ان ما نتطلع اليه اليوم هو منع السيطرة الاميركية الكاملة على لبنان، وكل ما يحتاجه اليوم هو الارادة السياسية لمنع فرض الارادة الاميركية في ملف ترسيم الحدود البحرية. واكد بان الدولة اللبنانية رفضت الخضوع للاملاءات الاميركية في موضوع ترسيم الحدود، لانها تستند الى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو. واعتبر بان الدولة التي تقبل الاملاءات الخارجية تكذب حين تدعي انها ذات سيادة واستقلال وحرية.
ولفت الى انه في الازمة الاخيرة التي افتعلتها السعودية مع لبنان انا لن اصعد ولن اعقد الامور ولكن نحن معنيون بتبيان الحقائق لاننا امام قضية راي عام. واوضح بانه “ما زالت هذه الازمة قائمة وهناك عدد من الفرضيات والاحتمالات اولا: لم يكن لدى السعودية اي فكرة عن تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي ما اغضب السعودية وقامت برد الفعل”، واعتبر بان ردة الفعل السعودية على تصريح وزير الاعلام جورج قرادحي مبالغ فيها جدا سيما ان العديد من المسؤولين الاميركيين والعرب والامين العام للامم المتحدة وصفوا الحرب في اليمن بتعابير اقسى مما قاله الوزير قرداحي ولم نر اي ردة فعل سعودية.
وذكر بان السعودية تقدم نفسها كصديق للشعب اللبناني والسؤال هو هل هكذا يتعامل الصديق مع صديقه؟ وهذا السؤال برسم اصدقاء السعودية في لبنان. وذكر بان سوريا تشتم من رؤساء ومسؤولين في لبنان طوال 16 سنة، وبالمقابل سوريا كصديقة والتي تم سبها واهانتها وارسال مقاتلين ومسلحين لقتالها لم تطالب عند طلب مرور الغاز المصري عبر اراضيها إعتذار احد ممن شتمها واهانها، وكذلك الصديقة ايران رغم كل الشتائم لم تسحب سفيرها ولم تطرد السفير اللبناني عندها، وقدت الفيول الايراني بالليرة اللبنانية.
واكد امين عام حزب الله بانه أيد موقف وزير الاعلام قرداحي بعدم الاستقالة او الاقالة، لان اول الوهن كان بإستقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبي وهذا كان خطأ لان السعودية قابلت هذه الخطوة بمزيد من السلبية. واوضح بان المطالب السعودية لن تنتهي في لبنان ومن طالب وزير الاعلام بتقديم المصلحة الوطنية نسأل ما هي المصلحة الوطنية؟ هل هي اذلال وانتقاص سيادة لبنان. واعتبر بان ما حصل هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان ومنذ عام 2006 السعودية هي ضمن هذه المعركة فنحن نعرف التحريض السعودي للعدو الاسرائيلي خلال حرب تموز وهذا موثق ومعروف ومنشور في الوثائق الاميركية.
واوضح بان “السؤال هو لماذا لم تقدم السعودية اي تقديمات مالية لحلفاءها وجماهير حلفاءها خلال السنوات الماضية؟ لانها تريد ثمن وهذا الثمن هو الحرب الاهلية واللبنانيون صنفين اما انهم لا يريدون الحرب الاهلية او انهم غير قادرون على بدء الحرب الاهلية”.
واعتبر السيد نصرالله بأن “أي لبناني منصف يعلم ان موضوع هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية هو امر غير صحيح، نحن لا ننكر اننا جهة مؤثرة ونحن اكبر حزب في لبنان واقول ان لدى الاحزاب الاخرى تأثير اكبر في الادارات والمؤسسات اللبنانية، وكشواهد على مدى تاثير حزب الله على الدولة هو اننا ومنذ ما يقارب السنة نحاول تنحية قاضي عن ملف يعمل بشكل مسيس واستنسابية ولم نستطيع تغيير هذا القاضي”. واوضح بانه “لطالما نادينا بان التنسيق مع سوريا هو امر مطلوب ومهم ولم نحصل على اي تجاوب من اي حكومة سابقة او حالية ولم نستطع تغيير رأي احد هل هذا يجعلنا حزب مهيمن”. اضاف “حجة هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية هو كذب وافتراء وهناك شواهد على ذلك”.
وذكر بان “وزير الخارجية السعودي نفسه اعترف بأن مشكلته مع لبنان هي مع “حزب الله” وبالأخص مسألة اليمن، والمزاعم السعودية بشأن ما تقول عنه “الاحتلال الإيراني” للبنان سخيفة “ويا محلى الإحتلال الإيراني”. واشار الى انه “بعد 7 سنوات من الحرب على اليمن وصرف مئات مليارات الدولارات فشلت هذه الحرب، ومساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد شنكر بنفسه اعترف بفشل الحرب على اليمن، وان سقوط مأرب هو اسوأ سيناريو للرياض”.
واكد نصرالله بانه “لم يتم ذكر حزب الله او لبنان خلال جولات المفاوضات الاربع التي حصلت بين السعوديين والايرانيين في بغداد”. ولفت الى ان السعودية تتصور ان من يقود الجبهات العسكرية في اليمن هم حزب الله وهذا كله اوهام وليس له اي اساس من الصحة، ومن حقق الانتصارات في اليمن هم عقول وايمان وحكمة ومعجزات المجاهدون اليمنيون. وشدد على ان موضوع اليمن لا يمكن ان يكون حجة لمعاقبة لبنان، واذا اردت معاقبة احد عاقبنا نحن كحزب الله لا الدولة اللبنانية، واقول للسعودية اذا كنتم تريدون الانتهاء من الملف اليمني عليكم ان تقبلوا بوقف اطلاق النار ووقف الحصار والذهاب الى المفاوضات السياسية”. اضاف “ادعو في لبنان الى الصبر والحفاظ على السيادة الوطنية والهدوء، فنحن لا نريد معركة مع السعودية او اي دولة خليجية اخرى”.
واشار السيد نصرالله الى انه في يوم الشهيد يحضر بين ايدينا دماء شهداء خلدة ودماء شهداء مجزرة الطيونة، اليوم صدر قرار ظني ونحن ننتظر الاحكام وكذلك منفتحون على المصالحة في خلدة، ومن قتل احباءنا في خلدة سيلقى عقابه وفي ملف مجزرة الطيونة التي قام بها حزب القوات اللبنانية عن سابق اصرار وترصد فان الملف عند القضاء العسكري. وتابع “عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة هم متساوون لدينا، والمطلوب في قضية المرفأ الوصول الى العدالة وان اختلفنا في الطريقة وسنواصل العمل في القضيتين”.
واوضح نصرالله بانه عندما نتوقف امام إنجازات الشهداء فنحن نتحدث عن انجازات تاريخية، فببركة دماء الشهداء المقاومين لكل القوى المقاومة تم تحرير الارض، تحرير الاسرى، الحماية والردع وكلها انجازات ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.