أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “ايران دولة ذات استقلال حقيقي وسيادة كاملة”، وتابع ان “الشعب هو الذي يحكم في ايران”.
ولفت السيد نصر الله في حوار شامل مع “قناة العالم” مساء الثلاثاء الى ان “الجمهورية الاسلامية في ايران تشكل نموذجا للاستقلال والحرية في العالم الاسلامي والعالم برمته”، وتابع “كثيرون في المنطقة ممن يتحدثون عن الاستقلال والسيادة هم اتباع سفارات”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “ايران قوة اقليمية عظمى ولا يمكن تجاهلها ومحاربتها بسهولة”، وأضاف “الولايات المتحدة الاميركية تعادي النظام الاسلامي في ايران لانه نظام مستقل ذو سيادة ولا يقبل الظلم”، ولفت الى ان “الادارة الاميركية الحالية غير قادرة على الذهاب الى حرب مع دولة غير عادية مثل ايران والحديث الاميركي عن الحرب ليس الا للتهويل والضغط”، وتابع “اغلب المستوى الامني والعسكري في “اسرائيل” يخالف قيام ضربة عسكرية ضد ايران”.
وشدد السيد نصر الله على ان “ايران دولة قوية ذات سيادة والولايات المتحدة الاميركية تخشى محاربتها”، وأوضح ان “الجمهورية الاسلامية اذا قُصفت من قبل اسرائيل هي سترد بالمباشر وردها سيكون قويا وقاسيا واذا اقدم الاسرائيلي على هكذا عمل فستكون حماقة على مستوى الكيان”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الامارات لجأت الى طلب الحماية الاميركية والاوروبية والاسرائيلية في أول مواجهة مع انصار الله في اليمن”، وتابع ان “التطبيع ممكن أن ينفع إسرائيل ماليا واقتصادياً وأعلامياً لكن عسكرياً هؤلاء لا يمكن أن يشكلوا نفعا لإسرائيل”.
وقال السيد نصر الله “لو كان العدو الاسرائيلي لديه قناعة 50 بالمئة ان شن حرب على لبنان يمكن ان ينهي قدرة المقاومة لفعلوا ذلك”، واضاف “اذا حصلت الحرب فنحن لا نخافها ولا نتخلى عن بلدنا وهناك أمور مخبأة لمفاجأة العدو”، واكد “تجاوزنا مرحلة الخطر على المقاومة بفعل الاحتضان الشعبي وصلابة المقاومة ومعنوياتها العالية”، وأشار الى ان “الحركة الاسرائيلية في الجو تراجعت بشكل كبير بعد ان قمنا بتفعيل الدفاعات الجوية”، ورأى ان “المقاومة تعتبر انها معنية بامتلاك اي سلاح يمكّنها ان تدافع عن شعبها وبلدها وتواجه التهديدات الاسرائيلية”.
وأكد السيد نصر الله “قرارنا نصنعه نحن، وحزب الله يضع مصالح لبنان أولا”، وتابع “على الآخرين ان يقولوا لنا ماذا قدموا للبنان؟”، وشدد على ان “قرار حزب الله لبناني ومن يجب مناقشة لبنانيته هو بعض الاحزاب التي تأتمر من السفارات”، وتابع “لا يوجد احتلال اميركي في لبنان وانما نفوذ مالي وأمني وهيمنة على القطاع المصرفي”، واضاف “نحن امام نفوذ أميركي سياسي وأمني ومالي واقتصادي في لبنان وكل من يتحدث عن السيادة والاستقلال عليه ان يواجه هذا النفوذ المخرّب”.
وقال السيد نصر الله “أي شبهة تطبيع او تعاون او تنسيق مع العدو نحن طبعا ضده وهذا الموقف الرسمي اللبناني”، وتابع “نحن لا نتدخل في المفاوضات بشأن ترسيم الحدود لاننا لا نعترف بوجود اسرائيل”، وأكد “لسنا في وارد القبول بأي شيء يمس المقاومة التي تعني الضمانة الوحيدة لحماية لبنان”.
من جهة ثانية، أوضح السيد نصر الله “نحن لا نتدخل في شؤون أي دولة من الدول الخليجية بل نساند الشعب اليمني المعتدى عليه من قبل السعودية”، ورأى ان “من يطلب من لبنان او أي حزب ان لا يتدخل في شؤونه الداخلية عليه ان يكف هو اولا عن التدخل في شؤوننا الداخلية”، ولفت الى انه “لا مشكلة لدى حزب الله بأي حوار مع الدول الخليجية انطلاقا من مصلحة لبنان”.
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله إن “قرار الرئيس سعد الحريري مؤسف وغياب تيار المستقبل له تأثير كبير في الانتخابات وفرص التعاون مع تيار المستقبل كانت وتبقى قائمة”، وتابع “الحديث عن ان انسحاب تيار المستقبل سيفتح الباب امام التطرف مبالغ فيه”.
وعن الوضع في الساحة الفلسطينية، قال السيد نصر الله “المعطيات الميدانية تجعل الشعب الفلسطيني بجميع توجهاته امام خيار واحد هو المقاومة”، ولفت الى ان “الهدف الاساسي من التطبيع هو ان يصل الشعب الفلسطيني الى الاحباط واليأس وفي النهاية التخلي عن حقه”، وتابع “كل كلام عن مفاوضات أو حل الدولتين في فلسطين ليس واردا وكل ما تريده حكومة العدو من السلطة الفلسطينية هو التنسيق الأمني”.
وفي سياق متصل، قال السيد نصر الله “نشيد بموقف الجزائر من القضية الفلسطينية ورفضها عضوية تل ابيب في الاتحاد الافريقي”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله إن “استهداف اليمنيين للإمارات هو رد فعل والواضح أن هذا الرد مستمر في حال استمر التدخل الإماراتي في الحرب”