أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” المنعقد في الرياض، إلى “أنني أعرب عن شكري الجزيل للسعودية وللولايات المتحدة الأميركية على مبادرتهما لعقد هذا الاجتماع، وأحيي جهود جميع الشركاء في سبيل القضاء على داعش وما يمثله من إرهاب في وجه دولنا ومجتمعاتنا وقيمنا وحرياتنا وإرثنا الثقافي والتاريخي والإنساني”.
ولفت إلى أنّه “ساهم لبنان، المعروف بتقديسه للحريات وبتعايش أبنائه بتنوّعهم الديني، بهذه المواجهة كونه دفع ثمن موقعه الجغرافي وحدوده المشتركة مع سوريا. واجه لبنان بحزم تحديات كبيرة تمثلت بتفجيرات متنقلة في المناطق المأهولة ومعارك ميدانية طالت شعبه الآمن ومراكز جيشه الوطني”.
وأوضح بوحبيب أنّ لبنان “استطاع تفكيك شبكات داعش وتوقيف ومحاسبة أعضائها وكشف خلاياها وهزيمتها عسكريا، وذلك بفضل جهود السلطات العسكرية والأمنية فيه، وفي طليعتها الجيش اللبناني، وبفضل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتجارب الناجحة مع دول التحالف والدول الصديقة. كما اتخذ لبنان إجراءات تشريعية وتنظيمية لصد حركة تمويل هذه الشبكات الإرهابية وقطع مواردها المالية والمادية ونشاطاتها المصرفية، وشدد الرقابة على حدوده لمنع تسلل المقاتلين الإرهابيين إلى أراضيه”.
وشدد على أنّه “نجح لبنان لغاية اليوم في أن يحرم الإرهاب الداعشي من أن يجد ملاذا آمنا له في بلدنا أو أن يراهن على الجغرافيا وتعددية بلدنا ليتسلل إلى مجتمعنا، أو أن يستغل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها لبنان، لا سيما في أماكن تجمع النازحين واللاجئين لاستقطاب الضعفاء ماديا أو فكريا والأفراد الأكثر تهميشا”.
وأكّد بوحبيب، أنّ “من الضروري التنبيه إلى أن استمرار سياسة إبقاء النازحين السوريين، الذين قارب عددهم المليونين والمتواجدين بصورة خاصة في شمال وشرق لبنان، في ظروف إنسانية صعبة وتزداد صعوبة في ظل أسوأ أزمة منذ تأسيسه، من شأنها أن تسهل تجنيدهم واستقطابهم من قبل الإرهابيين وتحويلهم إلى قنابل موقوتة وخلايا ناشطة تهدد الأمن والاستقرار، سواء في أماكن تجمع النازحين، أو حتى في بؤر تواجدهم داخل المناطق اللبنانية الفقيرة التي تستضيفهم”.
وأشار إلى أنّه “ساهم التحالف الدولي في إلحاق هزيمة كبيرة بداعش في العراق وسوريا وعلى العديد من الجبهات، لكن الحرب على داعش لم تنته. فما زال لدينا تحدي إنهاء تخريبه الذي يتنقل من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى، لا سيما في إفريقيا وآسيا الوسطى، إضافة إلى الحاجة إلى تحرير ما تبقى من مناطق تحت نفوذ هذا التنظيم، وإعادة من تهجر من سوريا والعراق إلى أرضه بأمان وكرامة وأن تعود إلى هذه المناطق متطلبات الاستقرار والنهوض والحياة ضمن جدول زمني محدد. كما علينا جميعا العمل لمنع عودة ظهور تنظيم داعش أو مثيله، لا سيما عبر مكافحة الدعاية الداعشية والتصدي لنشر الفكر الإرهابي”.
ولفت بوحبيب إلى أنّ “تضامننا وتوحيد جهودنا كدول ومنظمات إقليمية ودولية ومجتمعات في معركتنا بوجه الارهاب الذي يهددنا جميعا، والذي نكرر أن لا طائفة له ولا جنسية، سيصب حتما في خدمة السلام والاستقرار الذي يحتاج إليه عالمنا وشعوبنا اليوم”.