أكدت مصادر قناة “العربية” في العاصمة الأميركية واشنطن أن السبب الأساسي في أن المنطقة لم تشهد تصعيداً للحرب والمواجهات يعود إلى الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي أرسلها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيران.
وكشفت المصادر أن رسميين أميركيين التقوا بمسؤولين إيرانيين وأبلغوهم التهديد الجدّي بضرب مواقع في إيران لو وقع تصعيد، كما أن الأميركيين تعمّدوا إيصال هذه الرسائل العنيفة عن طريق وسطاء.
وأشارت المصادر إلى أن دول عدة في منطقة الشرق الأوسط قامت بدور الوسيط بين واشنطن وطهران ومنهم عُمان وقطر، ومن الأرجح أن الأميركيين طلبوا من حكومتي الدولتين إيصال هذه الرسائل الجديدة، وفي مرات سابقة كان ممثلون للحكومة الإيرانية يجتمعون مع رسميين أميركيين بحضور ممثلين لطرف ثالث يوفّر المكان والسرّية، ويكون شاهداً على إبلاغ الرسائل ويستطيع متابعتها مع الطرفين لاحقاً.
وأوضحت أنه تبيّن الآن أن مقاربة الرئيس الأميركي لما حدث في الأسبوع الأول من شباط الحالي هي أن بايدن اختار القيام بثلاثة أمور، الأول هو قتل شخصية مسؤولة مباشرة عن مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة، والثاني هو ضرب مقرّات تابعة للميليشيات والحرس الثوري الإيراني وتدمير قدراتها في منطقة يستعملها الإيرانيون والميليشيات للهجوم على الأميركيين في التنف وشمال شرق سوريا، وأخيراً على موقع أميركي عند الحدود الأردنية.
ولفت إلى أن قرار الرئيس الأميركي شمل “قصف مواقع في الأراضي الإيرانية” على لائحة الخيارات وطلب من معاونيه إبلاغ الإيرانيين مباشرة وبالواسطة أنه سيتخذّ قرار القصف إن انخرطت إيران في أي عمل ردّاً على التصعيد الأميركي، خصوصاً أن الطائرات الاستراتيجية الأميركية قادرة على الوصول إلى الأراضي الإيرانية في أي وقت، أما بُعد حاملة الطائرات أيزنهاور باتجاه اليمن فلن يؤثّر على القدرات الأميركية التي تستطيع الوصول إلى أهدافها في كل الأراضي الإيرانية.
وأشارت إلى أن ردّ الرئيس الأميركي المتعدد الأوجه، وتهديده إيران بالقصف يبدو الآن أعطى نتيجة، فهو نفّذ تهديده الأول بقتل مسؤول كبير في كتائب “حزب الله” العراقي، سبق ذلك شن الطائرات الاستراتيجية الأميركية موجة قصف على مواقع للميليشيات الموالية لإيران والحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق، ولم تتحرّك إيران أو تقوم بردّة فعل ميدانية.
ولفتت إلى أن الإدارة الأميركية تشعر الآن أنها تمكنت مَن ردع إيران، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن تمكّن من الوصول إلى النتيجة التي يريدها و”إبقاء إيران في الزاوية” من دون أن يلجأ إلى اغتيال شخصية إيرانية كما فعل دونالد ترامب بقتل قاسم سليماني، ومن دون وضع الأمور بين الإيرانيين والدول الجارة والولايات المتحدة على شفى مواجهة.
وأضافت: “يشعر الاستراتيجيون العسكريون الأميركيون بنوع من الطمأنينة لهذه النتيجة، خصوصاً أن الخليج العربي خال من القطع البحرية الأميركية، ويجب النظر إلى ذلك على أنه فراغ أو ثغرة، لكن الالتزام الإيراني بعدم الانخراط في الصراع، يجعل من الممكن لدى البنتاغون نشر حاملة الطائرات قبالة اليمن، في حين يؤكد المشرفون على خطط الانتشار الأميركي أنه من السهولة إعادة الحاملة أيزنهاور إلى بحر العرب أو الخليج العربي في وقت قصير”.
شاهد أيضاً
نتانياهو: المفاوضات تتم الآن تحت النيران والقصف
اشار رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمة امام الكنيست الاسرائيلي، الى ان “المفاوضات …