لم تعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي دخلت شهرها السادس، تقتصر على الميدان الجبهات، بل توسعت إلى جبهات أخرى بدءاً من الجامعات إلى شركات الطعام الكبرى والملابس والأزياء، وصولاً إلى شركات التكنولوجيا.
وفي جديد هذا الاستقطاب اليوم، شكوى تقدم بها عدد من مستخدمي هواتف آيفون من آبل انزعجوا من بروز رمزٍ تعبيري يمثل العلم الفلسطيني عند كتابة كلمة “القدس” في تطبيق الشركة للرسائل النصية.
ما دفع أبل على الفور إلى وقف الاقتراح التلقائي لدى بعض مستخدمي آيفون.
وأعادت شركة التكنولوجيا العملاقة الأمر إلى خطأ برمجي بعد اتهامها بالتحيز ضد اسرائيل وسط الحرب المستمرة في غزة.
كما أوضحت أن الرمز التعبيري المقترح في لوحة مفاتيح آيفون عند كتابة رسالة ليس مقصودا، مشيرة إلى أنه سيتم إصلاحه في التحديث التالي لنظام تشغيل الهاتف “آي أو اس”.، وفق ما نقلت فرانس برس.
أتت تلك البلبلة بعدما شكت المذيعة التلفزيونية البريطانية راشيل رايلي من هذا الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتساءلت عن السبب وراء ذلك، ملمحة إلى تورط بعض الموظفين ربما عن قصد، حسب ما كتبت على حسابها في منصة إكس أمس الخميس.
وكتبت رايلي مغردة “عندما أكتب عاصمة إسرائيل، القدس، يُعرض عليّ رمز تعبيري للعلم الفلسطيني”، مطالبة آبل بتوضيح.
وأشارت إلى أنه لم يتم اقتراح أي رموز تعبيرية لأعلام دول عند كتابة أسماء عواصم أخرى في رسائل آيفون.
كما اعتبرت في منشورها “أن إظهار المعايير المزدوجة في ما يتعلق بإسرائيل هو شكل من أشكال معاداة السامية، وهو في حد ذاته شكل من أشكال العنصرية ضد الشعب الاسرائيلي، وفق تعبيرها.
ومنذ السابع من تشرين الاول الماضي، إثر تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، تجدد جدد الجدل بشكل صارخ على مواقع التواصل وفي أروقة كافة الجامعات العالمية العريقة حول أحقية إسرائيل أو الفلسطينيين بالمطالبة بالقدس عاصمة لهم.
ولطاما وجه ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية اتهامات لكبرى شركات التكنولوجيا العملاقة، وعلى رأسها غوغل بالتحيز إلى إسرائيل التي تحتل القدس الشرقية.
يذكر أن الاتفاقات العديدة التي عقدت على مدى سنوات بين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والجانب الإسرائيلي كانت أفضت إلى مبدأ أو حل الدولتين الذي يدعمه المجتمع الدولي.
ويقضي هذا المبدأ بأن تكون حدود الدولة الفلسطينية مماثلة للحدود التي كانت قائمة قبل ضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية بعد حرب عام 1967.
كما يشمل رؤية لمستقبل مدينة القدس وهي القضية الأكثر تعقيداً وحساسية للجانبين، إذ ترفض إسرائيل تقاسم تلك المدينة الرمزية مع الفلسطينيين، الذين يعتبرونها جزءا من دولتهم الموعودة والمحتلة من قبل إسرائيل.