لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في كلمته خلال الدّورة الثّالثة والثّلاثين لمجلس جامعة الدول العربيّة على مستوى القمّة، إلى أنّ “لبنان يأتي إلى قمة البحرين، على متن بحرٍ من الأزمات، تَلطُمُه أمواجُها من كلّ جانب، لكنّه في الوقت نفسه واثقٌ بأنّ برّ العروبة هو الرّصيف الوادع الّذي يحميه من أخطار العواصف”.
وأشار إلى “أنّني سأتحدّث أمامكم عن ثلاثة مواضيع تشكّل موضع قلقنا ومتابعتنا هذه الأيّام. أوّلًا إنّ ما يشهده لبنان من أحداث وتصعيد على حدوده الجنوبيّة، منذ أكثر من سبعة أشهر، تزامنًا مع ما يُعانيه أهالي قطاع غزة من وجع أليم، ليس سوى نتيجة طبيعيّة لتواصل الاعتداءات الإسرائيليّة على بلدنا المؤمن بالسّلام والعدالة، في ظلّ انتهاكات إسرائيل المستمرّة لسيادته الوطنيّة، وخرقها المتمادي لقرار مجلس الأمن الدولي الرّقم 1701؛ الّتي وصلت إلى نحو 35 ألف خرقٍ منذ صدوره في العام 2006”.
وشدّد ميقاتي على أنّ “لبنان ما انفكّ يُبادر منذ اندلاع هذه الأحداث، إلى إطلاق النّداءات لوقف إطلاق النّار والحفاظ على الاستقرار والهدوء، مُحذّرًا من أنّ تمادي إسرائيل في ارتكاباتها سيساهم بتدحرج رقعة الأزمة وإشعال المنطقة”، معلنًا أنّ “من هذا المنطلق، نُجدّد اليوم، أمامكم، التزام لبنان قرارات الشّرعيّة الدّوليّة، ونطالب بالضّغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلّة، ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتّطبيق الشّامل والكامل للقرار 1701؛ ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة”.
وأوضح أنّ “الملف الثّاني الّذي يشغل بالنا، يتعلّق بتزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان، ما يشكّل ضغطًا إضافيًّا على الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة الصّعبة والموارد المحدودة لوطننا”، مركّزًا على أنّ “لبنان الّذي تحمّل العبء الأكبر منهم، يعوّل على ما تمّ تحقيقه من تطوّر في الموقف العربي الجامع، مع عودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة في قمّة جدّة العام الماضي”.
كما أعرب عنم أمله في “تفعيل عمل لجنة الاتصال العربيّة بشأن سوريا، ممّا يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللّازمة لتسهيل وتسريع عودة النّازحين السّوريّين إلى بلدهم، حيث ينبغي التوقّف عن استخدام هذه القضيّة الّتي باتت تُهدّد أمن واستقرار لبنان والدّول المُضيفة والمانحة على حدٍّ سواء”.
وأكّد ميقاتي “استعداد لبنان الكامل للتّعاون، وخصوصًا مع دول الجوار العربيّة والأوروبيّة، من أجل معالجة هذه الأزمة ووضع حدٍّ لها، من خلال تأمين عودة السّوريّين إلى بلداتهم وقراهم الّتي أصبحت آمنة، وتقديم المساعدات اللّازمة والمُجدية لهم في بلدهم، وتأمين مقوّمات الحياة الأساسيّة لسكان القرى والبلدات المتضرّرة. فهذه مشكلة تتراكم عندنا وَهْنًا على وَهْنٍ، وهي مُعْضِلَةٌ جميعنا شركاء في حلِّها”.
واعتبر أنّ “رأس الأزمات عندنا، الّذي يحتلّ الأولويّة في الاهتمام وليس في التّرتيب، هو شغور سُدّة الرّئاسة، وعدم توصّل اللّبنانيّين حتّى الآن إلى آليّة اتفاق على انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، يعيد الانتظام إلى الحياة الدّستوريّة”، مبيّنًا أنّ “اللّبنانيّين يعوّلون جدًّا على الدّور الفعّال للأشقّاء العرب، ولا سيّما أعضاء اللجنة الخماسية، من أجل مساعدة القوى السّياسيّة اللّبنانيّة على إنجاز هذا الاستحقاق، الّذي يشكّل الحوار مدخلًا لا بدَّ منه لاستعادة الاستقرار وإطلاق ورشةِ التّعافي والنّهوض”.
وأضاف: “إنّ قضيّة فلسطين هي قضيّتنا العربيّة الأولى، ونكبتُها ما زالت تعصف بعالمنا العربي وتهدّد أمنه واستقراره وازدهاره، في ظلّ الممارسات الإسرائيليّة الوحشيّة وانتهاكاتها اليوميّة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ومشاريعها التّوسّعيّة والتّهجيريّة”.
وجزم ميقاتي أنّ “من هنا، علينا العمل معًا من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النّار، وإدخال المساعدات وإعادة إعمار قطاع غزة، وإطلاق مسار سياسي جدّي وفاعل يدفع باتجاه حلّ عادل وشامل على أساس حلّ الدّولتَين، استنادًا إلى القرارات الدّوليّة ذات الصّلة ومبادرة السّلام الّتي أُطلقت في قمّة بيروت العربيّة للعام 2002؛ وذلك في سبيل استقرار ثابت لشعوب دولنا”.
وختم: “إنّ لبنان يعوّل على إخوانه العرب، للعمل معه ودعمه، ومساعدته على الخروج من أزمته ووضعه على سكّة الازدهار والنّهوض الاقتصادي”.
الرئيسية / أخبار دولية / ميقاتي من القمة العربية: للضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا ووقف اعتداءاتها وتطبيق الـ1701
شاهد أيضاً
”لن أترك خلدة“… أرسلان لـmtv: لا تواصل مع “الحزب”
شدد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان على أن “قدرنا في خلدة وفي كلّ الأحداث …