مقارنة بالحشرات الأخرى التي تلدغ الإنسان، أو تكتفي بالعيش في منزله، أو تأكل محصوله، لا يعرف العلماء الكثير عن «بقة السرير»، وفق التسمية اللاتينية.
وتشهد دول عديدة حول العالم، وخاصة الولايات المتحدة، تفشياً في ظاهرة انتشار «البق». ولم يسلم لبنان منها. فما هي هذه الحشرة، وكيف تنتقل، وكيف تقضي عليها؟
البق حشرة «مسطحة» في شكلها، تعتاش على «مص دماء» الكائنات الحية. وعليه، كما شرح المسؤول في شركة «بويكر» ألفرد شويفاتي، «يشتبه في وجودها، أينما كان».
ويؤكد شويفاتي أن انتشار البق «لا علاقة له بالنظافة»، حسبما يلتبس على الكثيرين، مشيراً إلى أن البق ينتقل عبر الكائنات الحية: الإنسان وحاجياته وحقائب سفره، والحيوانات الأليفة، والطيور والحمام..
وعن انتشار البق في لبنان، «الذي لم يشهد قط مستوى إصابات عالية، كما يحصل حالياً»، قال شويفاتي إن الظاهرة انتشرت مع ازدياد أعداد السياح، وخاصة من دول الخليج حيث هناك انتشار عال لظاهرة البق.
بعد مناشدة اهالي طرابلس المعنيين من اجل العمل على مكافحة الحشرات التي انتشرت بكثرة مساء اليوم في المدينة قام موقعنا بالتواصل مع البلدية التي بدورها ابدت سرعة التجاوب و ستقوم ورش الطوارئ في البلدية برش المبيدات لمكافحة هذه الحشرات.
يذكر ان الارصاد الجوية قد حذرت من انتشار مثل هذه الحشرات بعد هطول الامطار مساء اليوم في طرابلس ولبنان.
وعن طريقة مكافحة البق، ينصح شويفاتي باللجوء إلى الشركات المتخصصة، التي ترش المنازل.
أما في الولايات المتحدة، فأصدرت «وكالة حماية البيئة» و«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» بياناً تعترف فيه بأن «مشكلة انتشار البق كبيرة»، وذكرت بالنصائح التي قدمتها الوكالات الفيدرالية لقتل هذه الحشرات بالإضافة إلى نصائح أخرى، تتراوح بين «استخدام المكنسة الكهربائية لتنظيف الأسرّة، وتعريض الأغراض المتضررة للحرارة والمواد الكيميائية».
أما العلاجات التقليدية التي استخدمها أسلافنا فكانت خطرة كإشعال البارود على الفرش، أو نقعها بالبنزين، أو تبخير المباني مع حرق الغاز أو كبريت السيانيد. ومنذ 1950، نجحت التجارب في مكافحة البق عبر المبيدات، لكنها لم تقضِ عليها.
وقال الخبير في جامعة «كنتاكي» مايكل بوتر إن «الذين كانوا يرتبون وينظفون أسرّتهم تكرارا بالماء الغالي عانوا أقل»، محذراً من مغبة عدم مراقبة الأسرة في الفنادق.
وتعزو إحدى النظريات أسباب عودة انتشار البق إلى استبدال شركات إبادة الحشرات، رش الصراصير بالطعام المسموم الذي لا يتناوله البق. لكن النظرية السائدة هي أن البق الجديد دخل من الخارج، لأن البق الموجود في المدن الآن مقاوم للمبيدات. أما من أين تأتي هذه الحشرات، فالأمر لا يزال غامضاً.
لعل البق كان يلدغ أسلافنا منذ انتقالهم من الأشجار إلى الكهوف. والبق هي «عش الطفيليات» كانت تتغذى من دماء الخفافيش والطيور في الكهوف قبل أن تنتقل إلى البشر.
ولدغتها تسبب الحكة وقد تسبب صدمة حساسية في حالات نادرة.
ورغم أن الخفافيش هي مصدر أمراض داء الكلب والإيبولا وغيرها، لكن البقة، عندما تمتص دماء الخفافيش، لا تنقل تلك الأمراض، أو على الأقل «لا أحد أثبت عكس ذلك حتى الآن»، مع العلم أن باحثين من جنوب أفريقيا أطعموا مجموعة من البق دماً يحتوي على مرض الأيدز لكن المرض مات داخل البق. وهذا ما جعل خلو البق من الأمراض، أمراً محيراً.