مقدمة تلفزيون “أم تي في”
هل تصدق التحليلاتُ الصحافيةُ الإسرائيلية وينفذ حزبُ الله ردَه المرتقب خلال الساعات الأربعٍ والعشرين المقبلة؟ أم أن كلَ ما يقال ويكتب، ليس مبنياً على حقائق بل على ترجيحات يمكن أن تصيب أو أن تخطئ؟ في الحالين الحذر الشديد قائم. إسرائيل، مثلاً، كثفت عملياتِ التشويش على تطبيقات تحديد المواقع إن في إيلات قرب حدود الأردنّ أو على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك تحسباً لأي هجومٍ جويٍ محتمل.
في المقابل، الجبهة الجنوبية على سخونتها. فحزب الله أطلق أربعةَ صواريخ باتجاه الجليل الأعلى، ما أدى إلى اندلاع حريقٍ جنوب كريات شمونة، في حين قصفت إسرائيل عدة بلدات في الجنوب.
إقليمياً، الصورة ليست أهدأ. فالتهديدات الإيرانية مستمرة. وآخر تهديد، أطلقه مستشار المرشدِ الإيراني للشؤون السياسية علي شمْخاني، الذي أكد في تدوينةٍ بالعبرية أن الظروف كلَها باتت مهيأةً لإنزال أشدِ العقاب بإسرائيل.
كل هذا يجري فيما إسرائيل تواصل حربَها ضد غزة، وهي أصدرت أوسعَ أوامرِ إخلاء في خان يونس منذ بدء الحرب، شملت عشرات آلاف الفلسطينيين.
في هذا الوقت، لا جديد على صعيد المفاوضات التي من المقرر أن تُجرى الخميس، إما في القاهرة أو قطر، للتوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار. علماً أن حماس لم يبدر منها حتى الآن ما يشير إلى موافقتها على المشاركة في المفاوضات المذكورة.
**************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
في وقت خفَتَ مرحلياً الحديث الإعلامي عن موعد الرد الإيراني الموعود، وعلى رغم التصعيد الإسرائيلي المستمر في غزَّة، حيث ارتُكبت أمس مجزرة جديدة دانها العالم، لا يزال موعد الخامس عشر من آب الجاري قائماً لاستئناف مفاوضات الهدنة في شكل رسمي، علماً أن التكهنات سيدة الموقف حول المنسوب الإيجابي، الذي يتلقى باستمرار صدمات سلبية جراء جرائم العدو. واليوم تبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من المستشار أولاف شولتس أنه آن الأوان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
أما إقليمياً، فأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن بلاده لن تكون ساحة حرب، معتبراً ان المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع، طالما الحرب على غزة مستمرة.
وفي غضون ذلك، لا تزال الجبهة اللبنانية أسيرة القلق والترقب لرد حزب الله على اغتيال الشهيد فؤاد شكر، وقد جدد هذا المساء وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت تهديداته لإيران وحزب الله، معتبراً أن عليهما أن يعرفا ان كل من يؤذي اسرائيل بطريقة جديدة من المحتمل أن يؤذى بطريقة لم يستخدمها الجيش الإسرائيلي من قبل.
لكن، على المستوى السياسي المحلي، فالطبقة السياسية اللبنانية تبدو فعلاً وكأنها على كوكب آخر. فالرئاسة على فراغها، ومجلس النواب في عطلة، فيما رئيس الحكومة يملأ نهاره باتصالات ولقاءات يعرف قبل سواه أن تأثيرها في مجريات الأزمة محدود.
*************
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
على فالقٍ تفجيري كبير تقبع المنطقة في هذه المرحلة حيث تنفلت دائرة التوحش الإسرائيلي مستفيداً من حال اللاتوازن الإقليمي والدولي.
أحدث فصول هذا التوحش سطّره الدم المسفوك في مجزرة مدرسة النازحين في حي الدرج شرق غزة.
والصور المرعبة لضحايا المجزرة – وجلُّهم من الأطفال والنساء – هزت كل من تبقّى لديه شيء من ضمير ووجدان ولكن لم يرفَّ له جفن أيٍّ من البلدان التي تقدم نفسها رائدة في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
فبلدٌ مثل الولايات المتحدة لم يجد بيته الأبيض سوى مجرد التعبير عن قلق إزاء ما وصفها بتقارير عن سقوط قتلى من المدنيين قبل أن يسارع إلى تبني الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن مَن استُهدفوا في مدرسة النازحين هم مقاتلون في حركة حماس.
هؤلاء المقاتلون المزعومون أدرجهم جيش الإحتلال في لائحة سرعان ما تم دحضها ليتبين أنهم مدنيون إما أطفال أو اساتذة أو رجال دين وأن بعضهم أستشهد خلال إعتداءات إسرائيلية سابقة لارتكاب الجريمة فضلاً عن أن حركة حماس نفت بشدة أن يكون ثمة مسلحون في المدرسة المستهدفة.
على ايّ حال تحطّ مجزرة مدرسة (التابعين) في جلسة طارئة لمجلس الأمن تُعقد بعد غد الثلاثاء بطلب من الجزائر لكن الفيتو الأميركي سيكون جاهزاً لإسقاط أي إدانة لإسرائيل.
وبعد الثلاثاء بيومين في الخامس عشر من الشهر الجاري يفترض أن تُعقد جولة تفاوض جديدة حول التهدئة في غزة لكن هذا الموعد بات مدار شك في ظل مساعي وشروط بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق خفضّت هيئة البث الإسرائيلية سقف هذه الجولة إلى درجة القول إنها تهدف إلى تحريك مفاوضات صفقة التبادل وليس إحداث إختراق.
وعلى هذا الخط تطلق الولايات المتحدة في الايام الفاصلة عن يوم الخميس حركة دبلوماسية كثيفة باتجاه المنطقة فيزورها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير (CIA) وليام بيرنز.
على المسار اللبناني ثماني عمليات جديدة للمقاومة اليوم بين الصباح والظهر غداة يوم حافل تُوِّج بضربة مسيّرة إنقضاضية استهدفت قاعدة عسكرية قرب طبريا في توسيع لنطاق هجمات المقاومة رداً على الإعتداءات الإسرائيلية التي طال أحدها مدينة صيدا قبل يومين. الضربة التي نفذتها المقاومة اعتبرها الإعلام العبري الأكبر منذ بداية الحرب ولاحظ أن المسيّرات تجولت بحرية في الأجواء وفشلت القبة الحديدية وسلاح الجو في إصابة أيٍّ منها.
****************
مقدمة تلفزيون “المنار”
قد يمعنُ بنيامين نتنياهو قتلاً وسفكاً للدماءِ في غزةَ، وقد يهددُ لبنانَ وايرانَ كثيرا ً ويَلقى الدعمَ الغربيَ وغضَّ النظرِ العربي على إجرامِه المستمرّ، ولكنه لن يُبدّلَ في حقيقةِ فشلِه الميداني نقطةً واحدةً، ولن يُعيدَ مستوطناً واحداً الى الشمالِ قبلَ ان يوقفَ الحربَ على غزة، ولن يستطيعَ التاثيرَ على قرارِ جبهةِ المقاومةِ بالردِ على اغتيالِ القائدينِ اسماعيل هنية والسيد فؤاد شكر، وفقَ ما دارت حولَه تحليلاتُ الصهاينة.
ليس هذا فقط، بل نتنياهو اعجزُ من تحقيقِ انجازٍ استراتيجي مع ما وصفتها صحيفة يديعوت احرونوت بهيئةِ أركانٍ محبطةٍ وجيشِها الذي يدفعُ الاثمانَ الباهظةَ ويقاتلُ بلا هدف، اما القناةُ الرابعةَ عشرةَ فكشفت رسالةً من ضباطٍ في الاحتياطِ الى قائدِ اركانِهم هارتسي هاليفي يسخرونَ فيها من تمنياتِ نتنياهو بالنصرِ المطلق ويسألون: “أين هو النصرُ الذي اُخبِرْنا انه في متناولِ اليدِ بينما لا يزالُ وضعُنا بعيداً عن هذا النصر ؟!”
هذا الاحباطُ المتجذرُ تدريجياً بينَ الصهاينةِ لا ينفصلُ عن حالةِ القلقِ التي تكبلُ مفاصلَ حياتِهم بانتظارِ ردِّ حزبِ الله على اغتيالِ القائد شكر، ولانَ الانتظارَ هو من انواعِ العقوبةِ كما قال الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله فانَ احساسَ الصهاينةِ بالخوفِ يصبحُ اكثرَ تاثيراً عليهم ويَظهرُ في اعترافِ اوساطِهم بفقدانِ القدرةِ على الصمودِ في ايِّ حربٍ شاملةٍ التي لا مصلحةَ لاسرائيلَ بها كما قال رئيسُ وزراءِ العدو السابقُ ايهود اولمرت..
اما في جبهةِ الجنوب، فحمايةُ لبنانَ ومساندةُ غزةَ مستمرةٌ، والمقاومةُ تباغتُ العدوَ في كلِّ تموضعاتِه المستحدثةِ وداخلَ نقاطِه وحيثُ تقتضي المعادلاتُ كما فَعلت بالامسِ اسرابُ المُسيّراتِ الانقضاضيةِ في قاعدةِ محفاه ألون جنوبَ غربِ صفد المحتلة رداً على العدوانِ الصهيونيِّ الاخيرِ على بوابةِ الجنوب صيدا.
*************
مقدمة تلفزيون “الجديد”
لم تعد تعرف “إسرائيل” من أين تأتيها الضربة . ومع انشغال راداراتها السياسية والعسكرية بالتقاط إشارة من المحور تلقت دُفعة صغيرة على الحساب من غور الأردنعند خاصرة الضفة الغربية الشمالية بعملية إطلاق نار مزدوِجة وقعت على طريق بين حاجزين عسكريين وأدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخر وفرار المنفذين. في حين أجرت قوات الاحتلال عمليات مطاردةٍ واقتفاءِ أثر براً وجواً بحثاً عن المهاجمين. والعملية التي نفذت بالسلاح البدائي المتاح اكتسبت نوعيتها من توقيتها إذ تأتي بعد تصريح أدلى به وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس خلال اجتماع مع رؤساء المستوطَنات قال فيه يجب التعامل مع مخيم جنين كغزة. وتهديد كاتس بنقل نموذج غزة إلى قلب الضفة يتزامن مع تصاعد العمليات ضد الاحتلال تضامناً مع القطاع، ورداً على الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات وهدمِ منازل الفلسطينيين واتساع حركة الاستيطان. وإذا كان إطلاق النار في الأغوار الشمالية رداً طبيعياً على الجرائم والإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة فإن ما هو خارج الطبيعة أن تمرَّ جريمةُ الفجر مرور الإدانات العربية من دون أن تخرق ولو جدار صوت فوق العلاقات مع كيان مجرم مطلوب للعدالة الدولية ومحكمتِها الجنائية أو أقله التلويح بالانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا من باب هز العصا إذا ما استمرت حرب الإبادة وهي مستمرة بدعوة إيتمار بن غفير إلى وقف المساعدات وقطع الوَقود عن غزة واحتلال القطاع وفرض الهجرة الطوعية وسحق حماس وبذلك يتحقق النصر الكامل بحسب زعمه. ومزاعم بن غفير، قوبلت برسالة وجهها ضباط إلى رئيس الأركان قالوا فيها: نحن الذين أتينا من الميدان نعلم جيداً أن النصر لا يزال بعيداً. وعلى مسافة أيام من خميس التفاوض فإن الحراك الأميركي المرتقب اتجاه المنطقة يهدف للضغط على تل أبيب وحماس لإبرام صفقة تُجيّر لحساب الحزب الديمقراطي في السباق الرئاسي ونقلاً عن مصدر إسرائيلي نقلت محطة (سي أن أن) أن واشنطن أبلغت تل أبيب أن الوقت قد حان لاتفاق لوقف إطلاق النار كما نقلت شبكة (سي بي أس) عن بايدن قوله ما زلت أعتقد أن وقف إطلاق النار بغزة ممكن وأعمل مع فريقي لضمان خفض التصعيد. والإدارة الأميركية التي تحمل “غصن الصفقة” بيد وضعت باليد الأخرى أساطيلها وبوارجها وإمدادات السلاح والمال تحت إمرة بنيامين نتنياهو وعن دراية تصل حد التواطؤ فهي قد تُلدغ من جُحره مرة جديدة بوضع العراقيل أمام سكة التفاوض والتهمة جاهزة لإلبهاسها لحماس خصوصاً وأن شبكة (سي أن أن) نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله لا أحد يعرف ما يريده “بيبي” في إشارة إلى بنيامين نتنياهو. وبانتظار قمة الخميس فإن المنطقة لا تزال تحت تأثير المرتفع الجوي على مقياس الردين الإيراني وحزب الله فعلى جبهة طهران الرد آت حتماً وحزب الله فصل بين جبهة الإسناد وانتظار الصيد الثمين وفك ارتباط الرد عن مصير المفاوضات.