مقدمة تلفزيون “أم تي في”
في الجنوب الحربُ مستمرّة بحماوتها المعتادة، وفي الداخل المعركةُ الرئاسيةُ تعاود حماوتَها السابقة شيئاً فشيئا. وكما أن القصف المتبادَل في الجنوب لم يُبدّل في الواقع الميدانيّ كثيراً، فإنّ كلمة الرئيس نبيه بري اليوم لم تأتِ بجديد، إذ إنّه عاد إلى مبادرة كان طرحها منذ عام تماماً، أي الحوارُ أو التشاورُ قبل فتحِ أبوابِ المجلسِ النيابيّ، لإنتخاب رئيسٍ للجمهورية. وهو أمرٌ ترفضُه المعارضة لأسباب كثيرة، أبرزُها أنه يتعارضُ وأحكامَ الدستور، فكيف يُفَسَّر إصرارُ بري على مبادرة وُلِدت ميتة؟ هل هو للبقاء في دائرة التعطيل، أو لرفع سقفِ شروطِ الثنائي قبيل معاودةِ اللجنةِ الخماسيةِ حراكَها؟
في الضفة الغربية، إسرائيل تواصل عمليّاتِها العسكرية وسْط قلقٍ دوليّ، فيما مفاوضاتُ القاهرة معلّقة على محور فيلادلفيا، الذي يبدو أنه أصبح العقبةَ الكبرى أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاقِ النار. أما إقليمياً، فإنَّ الردَّ الإيراني لا يزال بين أخذٍ ورد بين أركانِ النظامِ الإيرانيّ. وبحسب معلوماتٍ استخباراتيّة سريّة تَسَرَّبَ مضمونُها للـ MTV فإن هناك محاولاتٍ لإقناع الإمامِ الخامنئي بأمرين: إما تأجيلُ الردّ إلى ما بعدَ انتهاءِ مفاوضاتِ غزة، أو أن يكونَ الردُّ الإيرانيّ محدوداً، تماماً، كردِّ حزبِ الله ، كمثلِ استهدافِ قواعدَ إسرائيليّة سريّة في كردستان أو أذربيجان. فهل تسير إيران بالخيار الثاني، فتتجنّب فشلَ مفاوضاتِها مع أميركا وتعريضَ الملفِ النوويِّ للخطر؟ البداية من الجنوب. فبلغة الأرقام، شهِدَ شهر آب تنفيذَ إسرائيل أربعمئة غارة وسبع عشرة عمليةَ اغتيال، فيما أعلن حزبُ الله تنفيذَ مئتين وثمانٍ وعشرينَ عمليةً عسكريّة. فماذا بعد؟
****************
مقدمة تلفزيون “المنار”
ستة واربعونَ عاماً وما غَيّبتكَ السِّنُونَ، بل كنتَ ولا تزالُ اليومَ ابرزَ الحاضرين، برجالِكَ الذين زَرَعتَهُم في الارضِ فاَنبتوا نصراً بعدَ نصر، وفِكرِكَ الذي ما زالَ يَسقي فينا عناوينَ الوَحدةِ والوطنيةِ ونصرةِ المظلومين.. واَنَ اسرائيلَ شرٌّ مطلقٌ والتعاملَ معها حرام..
كنتَ من اوائلِ المجاهدين العاملين لفتحِ طريقِ القدسِ بعِمّةٍ وبندقية، وتعاليمَ حسينية، فمشى معك وخلفَكَ الرجالُ الرجالُ الذين يَحملونَ اسمَكَ وفكرَك، وما بَدَّلوا تبديلا..
في الذكرى السادسةِ والاربعينَ لتغييبِ اِمامِ الوطنِ والمقاومةِ السيد موسى الصدر و رفيقيه، يُحيي اللبنانيون الذكرى والنهجَ ببذلِ الدمِ وجميلِ الصبر، ونصرةِ غزةَ وفلسطين. ومن على منبرِ الامامِ اطلَّ رئيسُ مجلسِ النواب – رئيسُ حركة امل – الرئيس نبيه بري مُجدِداً العهدَ والولاء، مُقْسِمًا بكوكبةٍ جديدةٍ من الشهداءِ انَ ابناءَ الامامِ على العهدِ والوعد، وما بدّلوا تبديلا، وانَ غزةَ القضية، وسقوطَها يعني سقوطَ الامةِ بامنِها القومي وتاريخِها ومستقبلِها، وانَ ما يجري فوقَ ارضِ فلسطينَ امتحان، والنجاحَ فيه لا يمكنُ ان يتمَ الا بتصعيدِ كلِّ اشكالِ المقاومةِ بوجهِ المشروعِ الصهيوني..
الرئيس بري الذي حيّا الجنوبيين على صمودِهم بوجهِ العدوانيةِ الصهيونيةِ دعا العالمَ الى الزامِ تل ابيب بتطبيقِ القرارِ 1701 وكلِّ القراراتِ ذاتِ الصلةِ بالصراعِ العربي الاسرائيلي.
وفي الملفِ الرئاسيّ جددَ الرئيس بري الدعوةَ الى الحوارِ تحتَ سقفِ البرلمانِ وصولاً لرئيسٍ وطنيٍ جامع، وعدمِ الرهانِ على المتغيرات، مؤكداً باسمِ الثنائي الوطني انَ الاستحقاقَ الرئاسيَ لا علاقةَ له بمجرياتِ العدوانِ الاسرائيلي..
عدوانٌ أكملَ ابناءُ الامامِ الصدر الردَّ عليه بالصواريخِ والمُسيّرات، من مقرِّ قيادةِ كتيبةِ السهل في ثُكنةِ بيت هلل الى ثُكنةِ برانيت وما بينَهما، مدافعينَ عن لبنانَ ومُسندينَ غزةَ واهلَها الصامدين الذين يتصدَّونَ بكلِّ بسالةٍ لحربِ الابادة، مكبدينَ المحتلَّ الخسائرَ اليوميةَ وليس آخرَها ما وصفَه اعلامُهم بالحادثِ الصعبِ في حيِّ الزيتون بغزة..
وفي احياءِ الضفةِ ومدنِها ومخيماتِها، مواجهاتٌ وعملياتٌ فدائيةٌ يَصعُبُ على المحتلِّ وصفُها، وثَّقتها مشاهدُ قتلاهُم المسحوبينَ خِلسةً في جنين، كما الخرقُ الامنيُ الكبيرُ بسيارةٍ مفخفةٍ في عتصيون قربَ الخليل، وما يتوعدُ به المقاومونَ محتلَّهم أكثرُ بكثير.
*****************
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، ما قاله منذ سنة في مثل هذا اليوم، وهو أكده بنفسه، وجاء فيه: “نؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري من دون إفقاده من أي طرف كان”.
الاعتراض على “دورات متتالية” لأن المعارضة تطرح جلسات متتالية. إذَا بعد ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، ما زلنا مكاننا ” دورات ٌ أو جلسات”. بالتأكيد الخلاف ليس لغويًا بل سياسي بامتياز، وقد أصبح الاستحقاق الرئاسيّ مرتبطًا بجملة استحقاقات أبرزها حرب غزة وحروب الإسناد لها من جنوب لبنان إلى اليمن، حتى وإنْ اعتبر الرئيس بري أن “هذا الاستحقاق هو إستحقاق دستوريّ داخليّ لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو في الجنوب اللبنانيّ”، وربما أضيف إلى العوامل التي تستدعي الأنتظار، نتائجُ الانتخابات الرئاسية في أميركا وكذلك ملفُ التفاوض الأميركيّ الأيرانيّ على الملف النوويّ الايرانيّ.
مغالاة الرئيس بري في فصل مسار الرئاسة في لبنان عن كل المسارات الخارجية، لا تعززه الوقائع والمعطيات. لم يفُت الرئيس بري توجيه انتقاد لاذع للحكومة “ولا سيما الوزارات المختصة لوجوب مغادرة مساحة الإستعراضات الإعلامية، في إتجاه إعداد الخطط والبرامج الطارئة والحضور اليوميّ في مراكز الإيواء، وتأمين أبسط المستلزمات التي تحفظ للنازحين كرامتهم وعيشهم الكريم”.
في مقابل السباق المتعثر نحو قصر بعبدا، سباقٌ آخرُ غيرُ متعثر، هو رالي لبنان الذي تابعناه طوال النهار، ويتواصل غدًا.
************
الجديد
أخرج الرئيس نبيه بري الحوار من النار وقدمه طرحا مكررا معجلا تحت سقف البرلمان ولأيام معدودات.. يليها دورات متتالية بنصاب دستوري من دون إفقاده أي جانب كان/ وقال: تعالوا غدا إلى التشاور، وصولا الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه// في تحليل العلم الرئاسي، فإن دعوة بري وإن ضمت عدم فقدان النصاب إلا أنها أبقت على التشاور طريقا للرئاسة، وهو ما سيواجه برفض من اركان المعارضة وفي طليعتها القوات اللبنانية في احتفال قداس شهدائها غدا/ فرئيس مجلس النواب تمسك بقواعد الاشتباك الرئاسي، وعزل الرئيس عن حرب غزة، قائلا إن هذا الاستحقاق هو دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني، بل العكس كنا أول من دعا في جلسة تجديد المطبخ التشريعي وأمام رؤساء اللجان إلى وجوب أن تبادر الجهات السياسية والبرلمانية كافة الى التقاط اللحظة الراهنة من أجل المسارعة الى إنجاز الإستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع من دون إملاء أو وضع فيتو على أحد/ وفي كلمته المتلفزة في الذكرى السادسة والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر، شكر بري الذين شرعوا قلوبهم ومنازلهم لإستضافة إخوانهم الوافدين من الجنوب، وقدم الشكر الجزيل جدا جدا، أيضا لبعض اللبنانيين الذين تمنعوا عن استقبال نظراء لهم في الإنسانية وفي المواطنية، شكرا لهم، و”شيمتنا الصدر”،/ وتوجه رئيس المجلس لبعض الواهمين والمراهنين على متغيرات يمكن ان تفرض نفسها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي.. وقال لهؤلاء: اتقوا الله”،/ وقرأت مصادر المعارضة في خطاب بري ولاسيما البند الرئاسي منه بأنه تغطية لحرب حزب الله الذي لا يريد انتخابات رئاسية الا بشروطه، ويريد ابقاء الورقة الرئاسية للمساومة عليها في اليوم التالي/ وتوقفت عند ختام كلمته التي جدد فيها العهد والوعد، قولا وعملا، جهادا واستشهادا، دفاعا عن لبنان وعن جنوبه مهما غلت التضحيات/ وبناء على الطرح وردوده المتوقعة، فإن الرئاسة لم تغادر الى يومها التالي/ وليس هناك من علائم ظهور رئاسي ما خلا آليات خماسية بدأت تزيت محركاتها/ وتوقعت مصادر الجديد حصول تشاور سعودي فرنسي بعد مغادرة السفير السعودي وليد بخاري الى الرياض التي يزورها ايضا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان/ وتضع الخماسية آمالا على استئناف الجهد الرئاسي، لكن اللبنانيين المختصين بهذا الملف أصبحوا يتمتعون بعلامة الجودة في التعطيل، ولديهم الذخائر والقبة الحديدية السياسية القادرة على التقاط الحل وإنزاله أرضا/ واذا ما قال لهم رئيس المجلس تعالوا الى التشاور غدا.. فأقرب الأجوبة أن غدا هو يوم أحد.. عطلة رسمية مكملة للتعطيل السياسي الجاري المفعول/ وليس الثنائي بدوره يعيش حماسا رئاسيا قبل نهاية الحرب.. فأولوياته على طريق القدس.. وسننتظر طويلا قبل ان يسلك اوتوستراد بعبدا/ ولحينه فإن الضفة سارت على درب غزة، وبنيامين نتناهو يتراقص على اشلاء الفلسطينيين وتدور حاليا اشرس المعارك بين المقاومين وقوات الاحتلال في الضفة/ الوضع هناك معقد جدا، تقول اسرائيل.. والفلسطينيون يظهرون باسلحة على الكتف// كتف الضفة كان صفا واحدا من كل الفصائل.. في ابرز وحدة مقاومة لم تشهدها فلسطين منذ عقود.
========
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
قبل اربعة عشر عاماً تقريباً، في 4 أيلول 2010، وفي رسالة إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والسينودس من أجل المشرق، اعتبر الرئيس العماد ميشال عون أنَّ من الخطأ مقاربة الواقع المشرقي الحالي من منطلق اقليات واكثريات، فهذه البلاد منذ فجر التاريخ هي ثمرة تراكم معرفي ثقافي لشعوب كثيرة وديانات شتى، ولطالما كانت هناك اكثرية باتت اقلية وبالعكس، وهذا نموذج فريد للغنى الروحي والثقافي والمعرفي. فكلما اقتربنا من قريبنا في الوطن وأحببناه، كلما أفلحنا، وكلما ابتعدنا عن محبة القريب، كلما جنحنا نحو التقوقع او السقوط او الهجرة.
وتابع الرئيس عون رسالته بالتأكيد ألا سبب واحداً وحيداً لنزوع المسيحيين الى الهجرة، مشدداً على ان مسؤولية النزف البشري في المشرق لا تقع على الخوف من التطرف الديني فقط، بل إن الوضع الاقتصادي المتردي والسياسي المتقلب والحروب المتتالية منذ الحرب العالمية الاولى والفَقر والجوع الذي لحق بالمشرق جراءها، والحرب العالمية الثانية واستعمار المنطقة وتأسيس اسرائيل وتقسيم فلسطين والتطهير العرقي ضد سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين، واستكمال الضغوط عليهم لتهجير ما تبقى منهم، ورفض حق عودتهم الى بلادهم، شكل اسباباً اكثر من وجيهة للهجرة، وهنا يندرج مخطط توطين الفلسطينيين في البلدان التي هُجروا اليها، وهو ما نرفضه ونسعى لعدم وقوعه، لأنه يصب في خانة تفريغ الارض من سكانها الاصليين وجعْل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين، وشطب الهوية الجامعة للأرض المقدسة، فهل من مياه تنساب اذا جف النبع؟
وتابع الرئيس عون لافتاً إلى ان الكلام والعمل على يهودية اسرائيل سيجر تهديداً جديداً وحروباً ومآس وويلات، ولذلك ينتظر المشرقيون من الفاتيكان ومن رؤساء الكنائس الارثوذكسية والبروتستانتية العمل لدى حكومات وادارات العالم الغربي لوقف محاولة أبلسة الدين الإسلامي، وتعميم مفهوم الرُّهاب الإسلامي أو الإسلاموفوبيا، لأنه سيؤدي حتماً الى مزيد من الصدامات. وكذلك ينتظرون من الحبر الأعظم ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف تهويد القدس وإحلال السلام في المشرق بناء على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والسعي لوقف هجرة الأقوام التاريخية، كما ينظرون إلى الكرسي الرسولي كمساعد على ترسيخ حضورهم في بلادهم ووقف تهجيرهم أو هجرتهم منها وبخاصة في فلسطين والعراق ولبنان، في ظل سياسات تديرها حكومات غربية ودولة إسرائيل للوصول إلى هذه النتيجة.
تصوروا للحظة واحدة مشرقاً من دون مسيحيين، ختم الرئيس عون، مضيفاً: وقتها فقط سينتصر الشر في العالم ويبطُل فعل القيامة، ويذهب الكون الى مذبحة لا سابق لها.
في زمن المِحل السياسي، والفراغ على مختلف المستويات، ومقولة “ما بيشبهونا”، كلام الرئيس عون دعوة مكررة إلى التأمل بواقعنا الصعب، على مستوى المنطقة و لبنان، في ضوء المشاريع المفضوحة، والتلميحات الملتوية حول مصير المكونات وهوية المجتمعات. فهل مَن يعتبر ولو لمرة؟