في ظل الاحداث المتسارعة في مشرقنا العربي والمتغيرات السياسية داخله، وفي ظل الحرب الغاشمة التي لا تزال تطال غزة وبلداننا العربية، عُقد لقاء للتواصل في العاصمة القبرصية، لارنكا ضم كل من، إحسان كامل مراد، “المركز والمنسق العام للتواصل”، فادي محمد نفاع، “أمين عام الحركة”، ممثلين عن “لجنة التواصل الدرزية عرب ال٤٨”، مع بلال صالح فرحان العريضي، “مسؤول ملف التواصل في لبنان” وذلك للوقوف على بعض النقاط الهامة والمتعلقة بمشروع التواصل وللتأكيد على الثوابت الاساسية للمشروع.
أولاً: إن مشروع التواصل الوطني والقومي الذي بادرت اليه لجنة التواصل الدرزيه عرب ال٤٨ مع الشهيد صالح فرحان العريضي منذ العام ٢٠٠٥ وفيما بعدها مع حلفاء المشروع، إنطلق لكون لجنة التواصل جزءاً لا يتجزأ من الأقلية الفلسطينية في الداخل والتي فرضت عليها المؤسسة الاسرائيلية العزلة عن محيطها العربي لسنوات طوال، هذا المحيط الذي يشكل عمقها الوطني، القومي، الاجتماعي، والجغرافي لا سيما العرب الدروز الذين عانوا من محاولة فصلهم وسلخهم عن أبناء شعبهم و”أسرلتهم” عبر سن قوانين عنصرية مجحفة بحقهم تطبيقاً وممارسةً لإستراتيجية “فرق تسد”.
ثانياً: إن مشروع التواصل مع ابناء شعبنا في الداخل والخارج عزز من الشعور بالانتماء الوطني للهوية العربية الفلسطينية ورفض سياسة الاحتلال لأراضينا وانتهاكه لكل المواثيق الدولية والانسانية إتجاه ابناء شعبنا بحقهم في إقامه الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف كما وحق العودة والانسحاب من كل الأراضي العربيه المحتلة.
ثالثا: إن محاربة كل القوانين العنصرية التي سنتها المؤسسة الاسرائيلية إتجاه الأقلية العربية في الداخل لاسيما قانون التجنيد الاجباري المفروض قسراً على العرب الدروز هو في صلب هذا المشروع، أنه مشروع تحدي ومواجهة.
رابعاً: ان مشروع التواصل الوطني والقومي لم يكن يوماً مع القيادات والحكام العرب بل مع ابناء شعبنا العربي الذين كنا وما زلنا نعول عليهم، ولم تتعدى العلاقات سوى كونها الطريق لتحقيق اهداف هذا المشروع، فلم نكن يوماً ممن يعبدون الشخصيات ولكن كنا وما زلنا ممن يقدسون المواقف ولهذه المواقف محطات هامة في تاريخ مشروعنا.
خامساً: ان القضية الفلسطينية لن تسقط بالتقادم ولن يثنيها خيانة المطبعين كما لن يهزها هرولة الكثيرين لحضن المؤسسة ورجالها الذين كانوا من الخاضعين والراكعين والمنتفعين في حقبة من الزمن وباتوا اليوم شجعان مستبسلين ومنظرين لما بعد التغيير.
وكأن السواد الاعظم من مجتمعنا لا يعي حقيقتهم، فقد سقطت الاقنعة.
سادساً: ان القضية الفلسطينية كانت وستبقى بوصلة كل الاحرار في العالم وحلم كل شرفاء امتنا العربية مهما عصفت بها الظروف وتكالب عليها المتآمرون والمتخاذلون.
سابعاً: إن مشروع التواصل الوطني والقومي لا يمكن ان يكون جزء من نشاط الاحتلال وسياسته وهو أبعد ما يكون مبني على فرض القوة والهيمنة ومذلة الاستسلام من خلال بعض ضعفاء النفوس وتجار المواقف.
ثامناً: ان المؤسسة الاسرائيلية لم تأبه يوماً لحكام دول المنطقة وانظمتها فهي كانت وستبقى قادرة على ترويضهم وتغييرهم ولكن همها الأكبر هو دفن القضية الفلسطينية واحتلال كل اراضيها من خلالهم، غير مدركين ان هذه القضية هي القضية الإنسانية الأسمى في التاريخ الحديث. وان ذاكرة هذا الشعب تزداد رسوخاً مع كل جيل وجيل “ففلسطين لم يكتشفها رحالة تائه”.
تاسعاً: ان مشروع التواصل الوطني والقومي مستمر وباقٍ بعون كل شرفاء امتنا بعيداً كل البعد عن تجار المراحل. باقون على العهد والوعد ما دام الزعتر والزيتون وما دام الامل طريقا فسنحياه.
لارنكا، قبرص
الثلاثاء ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٤
شاهد أيضاً
طائرة مساعدات سعودية حطت في المطار
تواصل المملكة العربية السعودية، إرسال المساعدات الإنسانية الى لبنان، ضمن إطار الجسر الجوي بين …