الرئيسية / أخبار محلية / سياسة / أرسلان من قصر بعبدا: ندعم عون لبناء الدولة واستعادة الثقة بعيداً عن المحاصصة

أرسلان من قصر بعبدا: ندعم عون لبناء الدولة واستعادة الثقة بعيداً عن المحاصصة

 

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان مهنئاً، مع وفد ضم، الوزيرين السابقين د. رمزي المشرفية وصالح الغريب ونائبي رئيس الحزب وليد بركات ونسيب الجوهري، إلى عددٍ من أعضاء المجلس السياسي في الحزب، وقاضيي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم والشيخ رائد الصايغ ووفداً من المشايخ.

في مستهل اللقاء، تحدث أرسلان، فأكد ان “تجربة الرئيس عون كقائد للجيش كانت مريحة لجميع اللبنانيين ما أسس لنقلها الى سدة الرئاسة الأولى”، وقال “ان مهمتكم صعبة واللبنانيين لديهم الامل في ان تتمكنوا من قيادة البلاد الى برّ الامان”، متمنيا للعهد النجاح وللحكومة المرتقبة ان تكون في مواصفات خطاب القسم الذي اعطى الامل بالتغيير”.
وتمنى أرسلان على الرئيس عون، الا يسمح بتغليب الأعراف “على الدستور الذي ينتهك على مدى 30 عاما وبعدما اوصلت الأعراف لبنان الى الفوضى القائمة”، وشدد على “أهمية العودة الى روحية الدستور وتطبيقها وعلى أهمية المداورة  في الحقائب الوزارية بما يكسر الطوق التقليدي الذي هو خارج روحية النص الدستوري”، واعتبر ان “الجميع متساو بموجب روحية الوفاق الوطني في الحقوق والواجبات”، ودعا القوى السياسية الى “الالتزام بحدودها والافساح في المجال للعهد كي ينطلق بالقناعة والمبادئ التي انطلق بها في خطاب القسم”.
واذ سأل: “اين هي محاضر “الطائف”، شدد على “اننا ملتزمون بروحية الميثاق التي نص عليها الدستور”.

الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على “أهمية الالتزام بالدستور ووقف انتهاك القوانين”، وقال: “في لبنان طاقات من مختلف الفئات”، ودعا الى ان “يتم اختيار النخب في كل طائفة، فما الفرق حينذاك اذا كان هذا المركز او ذاك لهذه الطائفة او تلك طالما انه للبنان وطالما ان الشخص الذي يمثل مركزه يمثل لبنان الوطن”.
وختم الرئيس عون مؤكدا ان “لبنان لن يحصل على مساعدات قبل ان يثبث للعالم انه بات اهلا لذلك، وقبل ان يبدأ في الاستثمار بالإمكانات للمصلحة العامة”، آملا ان “يتم تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن بعيدا عن الزواريب الطائفية والمناكفات المذهبية التي تضر لبنان الذي هو وحده الحامي للجميع”.

ارسلان
بعد اللقاء، قال ارسلان في تصريح للصحافيين: “لا بد من زيارة فخامة الرئيس لتهنئته كما لتهنئة اللبنانيين على تحقيق هذا الانجاز الرئاسي الذي طال انتظاره كثيرًا. وقد استغليت هذه المناسبة لأشكر اللبنانيين جميعًا على إحاطتهم ودعمهم لتحقيق هذا الاستحقاق. وأتوجه بالشكر أيضًا إلى الدول التي ساعدت على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لأنه من المؤكد كان لها الدور الكبير والبارز في هذا الإنجاز. فلولا هذا الضغط ربما كنا انتظرنا عشر سنوات أخرى قبل أن نتمكن من انتخاب رئيس. وهذا يدل على أن إدارتنا الذاتية، قد فشلت في إدارة أمورنا بالشكل اللائق، وبالطريقة التي تحفظ مؤسساتنا الدستورية على اكمل وجه. لذلك، نتوجه بالشكر لكل من ساعدنا على انجاز هذا الاستحقاق”.

اضاف: “أما الآن، فالمسؤولية أصبحت على عاتقنا بشكل أكبر. علينا أن ننجح في الاستحقاقات القادمة، سواء كانت مسألة تشكيل الحكومة، أو موضوع الإصلاحات، أو ما يتعلق بكافة المؤسسات الدستورية والوزارات، ولدينا أيضًا قضايا كبيرة مثل ملف المصارف، وأموال المودعين، وتشجيع الاستثمارات. والركيزة الاساسية لهذه الاستحقاقات هي الثقة. ونحن هنا بحاجة الى مسألتين، الاولى إعادة ثقة الشعب بدولته، ومن ثم إعادة ثقة دول العالم بلبنان. وهذا لا يتم الا من خلال الممارسة”.

وتابع: “هنأت فخامة الرئيس على خطاب القسم ومضمونه واتمنى ان يتعاون الجميع ضمن هذه الروحية، روحية خطاب القسم التي أعطت ارتياحا كبيراً لكل اللبنانيين ولكل شرائح المجتمع اللبناني، بغض النظر عن الطوائف والمذاهب والأحزاب. وأتمنى أن لا تكون هناك شروط تعجيزية من أي طرف. واتفقنا على أن نعود ونجتمع في جلسات خاصة لمناقشة مختلف القضايا. واستغليت هذه الزيارة خصوصًا أننا على أبواب تشكيل الحكومة، وقلت لفخامة الرئيس، وسأختم حديثي بهذه العبارة بروح النكتة، ولكنها ليست نكتة بل جدية. أتمنى إذا كانوا يضغطون عليك كثيرا بالشروط والشروط المضادة، وخصوصا بما يسمى “بالوزارات السيادية” التي لم نوافق عليها في الماضي ولن نوافق عليها الآن، ولن نقبل بتكريسها في المستقبل. إذا كانت هذه الأمور تتعبك إلى هذا الحد، فسلمها للكاثوليك والدروز والأرمن والأقليات، وارتاح ونرتاح نحن ويرتاح البلد. وأنا كفيل بأن الأداء سيكون أفضل”.

واكد ان “شبعنا وتعبنا من كل شيء له علاقة بالمحاصصة والتقسيمات الطائفية والمذهبية. نحن شعب واحد في بلد واحد. إما أن ننقل أنفسنا من حالة الفوضى التي كنا فيها والانتهاكات الدستورية التي استمرت لسنوات طويلة كي نعيد استعادة الثقة، وإلا وضعنا سيكون صعبا في المستقبل”، وقال: “تطرقنا خلال اللقاء الى ما يحصل في الجنوب، فموقف الرئيس عون هو موقف اساسي في هذا الملف وأعطى صورة حاسمة لموقف لبنان الرسمي بالتعاطي مع هذا الملف. وإن شاء الله تسير الأمور في الاتجاه الذي يخفف الأعباء عن إخواننا وأبناء وطننا، الذين نحن جزء منهم. هذه الأرض أرضنا، وهذا الشعب شعبنا، وهؤلاء الأهالي أهلنا وإخواننا وأبناؤنا ونساؤنا وشيوخنا.كلنا معنيون كلبنانيين بالجنوب وبأبناء الجنوب. فالعدو الإسرائيلي لا يُؤتمن جانبه بأي شكل من الأشكال، طموحاته التوسعية قائمة دائما. لذلك، نتمنى أن يستمر التعاطي من قبل فخامة الرئيس كما هو عليه الآن، بشكل ممتاز، وأن نصل إلى خواتيم مريحة لنا جميعا كلبنانيين ونتطلع إلى طي الصفحة الأليمة التي مر بها لبنان”.

سئل: ما المطلوب للإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصا في ظل ما ذكرت من دعم عربي ودولي للبنان؟

اجاب: “المطلوب الآن هو شيء واحد: أن نترفع جميعا عن المطالب الخاصة، سواء كانت حزبية، سياسية أو فئوية. يجب أن نترك لفخامة الرئيس ودولة الرئيس مهمة تحديد المواصفات المناسبة للحكومة وفقا لروحية خطاب القسم، وكقوى سياسية سنحصل على حقوقنا. فعلينا جميعا ان ندرك اولا على ماذا نختلف، دعونا نعمل على بناء المؤسسات والدولة اولا، لأن كل شيء آخر يمكن أن نختلف حوله لاحقا. أما الآن، فالأولوية هي أن نبني الدولة وننهض بها من جديد. فلا معنى للتزاحم على الوزارات في ظل الوضع الحالي”.

شاهد أيضاً

الرئيس عون: محاربة الفساد مهمة اساسية في عهدي

  اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم والوفد المرافق …