قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن المكالمة الهاتفية التي أجراها اليوم الاثنين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، “كانت ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية”. وأضاف بوتين، وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسية، أن المحادثة استمرت أكثر من ساعتين، شكر خلالها ترامب على دعمه لاستمرار المفاوضات بين موسكو وكييف
وأوضح بوتين أن تحقيق اتفاق مع أوكرانيا ممكن بعد التوصل إلى تفاهمات محددة، مؤكداً استعداد روسيا للعمل مع أوكرانيا على مذكرة بشأن محادثات سلام مستقبلية. وأضاف: “يجب على روسيا وأوكرانيا إيجاد تسويات مرضية للطرفين”، مضيفًا “نحن عموماً في المسار الصحيح بشأن أوكرانيا، ويجب القضاء على الأسباب الجذرية للصراع”.
بدوره، قال ترامب إن المكالمة مع بوتين سارت على ما يرام، وإن نبرة الاتصال كانت ممتازة، مشيراً إلى أن روسيا وأوكرانيا ستبدآن فوراً مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار. كما أشار إلى رغبة روسيا في تطوير تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن أوكرانيا أيضاً يمكن أن تستفيد من الفرص التجارية.
يُذكر أن الكرملين أعلن أن بوتين أجرى المكالمة الهاتفية من أحد مباني مجمع “سيريوس” التعليمي بالقرب من مدينة سوتشي الروسية
وفي وقت سابق من اليوم، قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، للصحافيين إن واشنطن تدرك أن الطريق نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا صار مسدودًا، وأضاف: “إذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة في المحادثات، فإن الولايات المتحدة ستضطر في نهاية المطاف إلى القول إن هذه ليست حربها”. وشرح أن “بانسداد أفق المحادثات بشأن إنهاء الحرب، ستضطر واشنطن في النهاية إلى الانسحاب من تلك المساعي إذا لم تكن موسكو راغبة في المشاركة
يشار إلى أن موسكو وكييف أرسلتا وفودًا إلى إسطنبول يوم الجمعة الماضي لإجراء مفاوضات هي الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، بعد أن عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقد اجتماع مباشر مع بوتين، إلا أن موسكو رفضت العرض وأرسلت بدلاً من ذلك وفداً دبلوماسياً. وأسفرت تلك الجولة عن اتفاق لتبادل نحو ألف سجين بين الجانبين، لكنها لم تحقق أي اختراق سياسي جوهري
تأتي هذه المكالمة والتطورات في ظل تصعيد الحرب المستمر بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت قبل أكثر من 18 شهراً، ما أدى إلى آلاف القتلى ودمار واسع في البنية التحتية الأوكرانية، إضافة إلى أزمات إنسانية عميقة في المنطقة.
تسعى إدارة ترامب، بعد تعثر مسارات السلام في الأعوام الماضية، إلى الدفع نحو استئناف المحادثات وإنهاء الصراع، وهو ما يتطلب تفاهمات سياسية معقدة بين الطرفين، خاصة في ظل تمسك موسكو بمواقفها المتعلقة بمناطق النفوذ والضمانات الأمنية، ورفضها لقاءات مباشرة مع كييف
في المقابل، تزداد الضغوط الأميركية على روسيا مع تحذير المسؤولين من الانسداد الكامل للمفاوضات، ما قد يدفع واشنطن إلى تخفيف دعمها أو إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه النزاع، مع مراعاة الأوضاع الإقليمية والدولية.
الاتفاق على تبادل الأسرى مؤخراً شكل نقطة إيجابية ضمن مساعي تخفيف التوتر، لكن الطريق نحو وقف شامل لإطلاق النار ما زال محفوفاً بالتحديات، حيث تتداخل مصالح إقليمية ودولية، ويظل ملف النزاع في أوكرانيا محوراً رئيسياً في العلاقات الروسية-الأميركية
شاهد أيضاً
إيطاليا تطالب إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
طالب نائب رئيس الوزراء الإيطالي، وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، إسرائيل بالسماح بوصول الغذاء والمساعدات الإنسانية …