للمرة الأولى، تشهد وزارة التربية على “انقلاب شعبي” غير مسبوق من قبل الأهالي والطلاب، الذين هتفوا بصوت واحد: “الشعب.. يريد.. إسقاط.. الوزير”، وقد أكدوا أنهم لن يتزحزحوا من أماكانهم قبل أن يستجيب الوزير لمطلبهم بإعادة تصحيح الامتحانات، إذ أن أبناءهم، بحسب الاهالي، سهروا الليالي وواصلوا اليل والنهار على مدى 27 يوماً ليضمنوا النجاح، وليس ليكتشفوا أن هناك تلاعباً في التصحيح.
إذاً، فاللغط الذي حصل بشأن نتائج الدورة الإستثنائية، وتحديداً بسبب الإشكالات التقنية المتعلقة بنشر نتائج الدورة الإستثنائية لفرع الإجتماع والإقتصاد في نتائج الثانوية العامة، لم تمر على خير، واضعةً الوزير في مواجهة اتهامات عدة أهمها تكمن في أن الإستراتيجية التي يتبّعها الوزير هدفها الأساسي رسوب عدد كبير من الطلاب، وفق ما يقول الأهالي.
تقول إحدى الامهات بقلب محروق: “ابني رسب على علامة واحدة فارقة، ما يريده الوزير هو جيل فاشل”. اما عن تصريح الوزير بأن ما يهمه هو النوعية وليس الكمية فتقول: “نحن من ندفع “دمّ قلبنا” وليس أنت”.
بالعودة الى تصريح الوزير، فقد شرح شهيّب أن “الخطأ حصل في جمع رقم السؤال مع العلامات الممنوحة على الأسئلة عند النشر ما أدى إلى زيادة العلامات، مشدداً على أن “التصحيح تمّ من دون أخطاء وبالتالي فإنّ النتائج الورقية والالكترونية صحيحة ومطابقة 100%””، ولكنه أكد أيضاً أنه يرحب بالأهالي والطلاب غدأ ( أي اليوم) صباحاً للإطلاع على العلامات، ولكن هذا الأمر لم يحصل. وتروي إحداهن ما حصل في الواقع وتقول “أتينا الى الوزارة منذ الساعة السادسة صباحاً، لنسمع رداً مغايراً تماماً لما قاله الوزير في المؤتمر الصحافي، وهو بأنه بإمكاننا الإطلاع فقط على مسابقة واحدة، وهي مسابقة الفلسفة، ثم أعلمونا انه سيتم التواصل معنا بعد 10 أيام.
شكوكٌ وتساؤلات وهواجس تدور في رؤوس الأمهات اللواتي لن ترتاح قلوبهن قبل أن يجيب الوزير عنها. تقول والدة احدى الطالبات، التي تذوقت طعم النجاح لبضع دقائق فقط ثم بعد دقيقتين، اكتشفت أنها راسبة: “هناك تلاعب واضح.. ابنتي تنجح دائماً في مدرستها الحكومية فكيف لا تنجح في الدورات”.
وتشير الأمهات الى أن هناك فوارق في العلامات، وهو أمر ينفي ما قاله الوزير بشأن أن الزيادة في العلامات تكمن في زيادة أرقام الأسئلة، فتؤكد إحداهن أن هناك أرقاماً انخفضت من 10 (المعدل العام) الى 7، فيما تشكك أخريات في أن العلامات وضعت كما هي في الدورة العادية والإستثنائية، أي بمعنى ان الاساتذة لم يصححوا امتحانات الدورة الإستثنائية، وكل هذا بهدف رسوب عدد أكبر من التلاميذ. وتسأل الامهات: كيف حصل التصحيح لعدد كبير من الطلاب خلال يومين فقط”!
وبالدليل الحسيّ،تم تداول فيديو لرقم يظهر أنه تابع لمرشحيّن، وتشرح إحدى الطالبات أنها تفاجأت حين بحثت عن رقم شقيقتها في اليوم التالي لتجد إسماً آخر للرقم ذاته!
أما عن معاناة الكاميرات في مراكز الإمتحانات، فتقول إحدى الطالبات: “كانوا يمنحون أنفسهم حق تفتيشنا بشكل غير لائق قبل الدخول الى الحمام، وفي إحدى المرات كنت أتكئ على يدي وأقرأ اسئلة الامتحانات، حتى اقتربت المراقبة الى جانبي وهمست لي “بقلك الوزير علي راسك؟ وتقول: “لو دورة مغاوير ما هيك”!
ما الحل؟ لا خيار أمام الوزارة لتهدئة الغضب الشعبي إلا بإعادة التصحيح، فبحسب ما تؤكد الامهات، إنهم سيلازمن الوزارة حتى في الليل ولن يسمحن للوزير بأن يمرّ من البوابة إلا بإنصاف أولادهن.