نشر الموقع الرسمي لقيادة الجيش اللبناني تقريراً من إعداد باسكال معوض بو مارون، بعنوان “نزع الألغام: مكافحة الخطر المتخفّي”، تضمن شرح تفصيلي عن خطر الألغام “المتخفي”، إضافة الى عدد الألغام التي تمّ نزعها وعدد ضحاياها.
*وجاء فيه:*
نزع الألغام المنتشرة على الأراضي اللبنانية بفعل الحروب والمعارك من المهمات الأساسية التي نفّذها الجيش اعتبارًا من أواخر العام 1990.
غير أنّ كل الجهود الجبّارة التي بُذلت في هذا المجال لم تكن كافية، خصوصًا وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، خلّفت كمًا هائلًا من القنابل العنقودية والقنابل والذخائر المختلفة.
هذا الواقـع استوجب إنشاء المكتب الوطني لنزع الألغام في العام 1998. في مـا بعد عُدّلت التسمـية ليصبـح اسـم هـذا الجهـاز الحيوي المركز اللبناني للأعمـال المتعلّقـة بالألغـام.
تتمثّل رؤية المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام في التوصّل إلى تحرير كل الأراضي اللبنانية من خطر الألغام ومخلّفات الحروب، وهو يمارس مهماته في هذا المجال وفق الأولويات الوطنية الاستراتيجية، ويسهم في إدارة النشاطات وتأمين الدعم اللوجستي والإداري للمنظّمات الإنسانية المختصّة العاملة في لبنان، وينسّق جهودها ويحدد أولويات التوعية من مخاطر الألغام؛ كما يُعنى بتدريب عسكريين ومدنيين لبنانيين وأجانب وتنشئتهم، في مجال الأعمال المتعلّقة بالألغام لأهدافٍ إنسانية، وينظّم المعايير الوطنية لتتماشى مع المعايير الدولية.
يدير المركز جميع الأنشطة الإنسانية الخاصة بالألغام في لبنان (إزالة الألغام والتوعية من مخاطرها ومساعدة ضحاياها…)، ويحدّد مهمات فرق إزالة الألغام، ويتولّى مراقبة وضمان جــودة عملهــا ونوعيتــه؛ كمــا أنّه يتــــرأس اللجنتــين الوطنيّتــين للتوعيــة من مخاطــر الألغام ومساعــدة ضحاياهـا.
وبالنسبة إلى أعمال التوعية، يشرف المركز على الخطط التي تضعها المنظمات والجمعيات المدنية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتوعية، وهي تتضمّن إقامة نشاطات رياضية، تربوية، فنية، اجتماعية، وثقافية.
انخفض عدد الإصابات من جراء انفجار الألغام بشكلٍ ملحوظ نتيجة حملات التوعية التي تنفّذ بشكل مكثَّف على جميع الأراضي اللبنانية، وخصوصًا في مناطق الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظّمات غير الحكومية المحلية والدولية.
وتشمل مساعدة ضحايا الألغام مَن عانوا كأفرادٍ أو جماعات من إصابات جسدية، نفسية أو اجتماعية، وتكبّدوا خسائر مادية وانتهاكًا ملموسًا لحقوقهم بسبب الألغام. وهؤلاء يتــمّ التواصل معهم ومتابعة أوضاعهم لتأمين المعالجة الفورية والدائمة، جسديًا ونفسيًا مدى الحياة، وتأمين المساعدات الطبية والمادية والمعنوية لهم، وإعــادة تأهيلهـم ودمجهم بالمجتمع نفسيًا واجتماعيًا وتدريبهم على المشاريع الإنتـاجية. كما تشمل المساعـدة أيضًـا، ذوي الضحايا المتوفّين.
إلى ذلك، يشرف المكتب على عمل المنظمات المعنية بإزالة الألغام من الأراضي اللبنانية، ويقوم بالتأكّد من أنّ العمليات تجري وفق المعايير الوطنية والدولية. تشمل هذه المهمة ضمان النوعية (قبل عملية التنظيف وخلالها)، ومراقبة الجودة (بعد عملية التنظيف).
*مسؤوليات دولية*
في نيسان العام 2015، وقّــع المركــز مع مركــز جنيف الدولي لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية، مذكرة تفاهم تقضي بتولّيه مسؤوليــة إدارة برنامج التواصل باللغـة العربية للأعمال المتعلّقة بالألــغــــام اعتبـــــارًا من نهايــة العــــام 2017. أعقــب ذلــك تنظيم المركز مــؤتـمــر البرنــامــج العــربــــي للأعمــال المتعلّقــة بالألغام بشكلٍ ثابت في بيروت ابتداءً من العام 2018؛ ويحضره مدراء البرامج في الدول العربية الآتية: مصر، الأردن، العراق، تشاد، الجزائر، ليبيا، تونس، اليمن، فلسطين، السودان، موريتانيا والصومال، بالإضافة إلى مدير مركز جنيف الدولي للأعمال المتعلّقة بالألغام.
أما على صعيد أعمال نزع الألغام، فهي مستمرّة في جميع المناطق التي يشرف عليها المركز. حتى اليوم تمّ تنظيف حوالى 108 مليون متر مربع، أي ما يعادل 70 بالمئة من مجموع الأراضي الملوّثة.
عدد ضحايا الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة لغاية الآن:
وفاة: 918 مصابون: 2886 إجمالي: 3804