لفت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في افتتاح المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله، الى ان هذه الليلة، سأقسم حديثي قسمين الأول عن التطورات السياسية والثاني عن المناسبة، ولذلك المدخل إلى المناسبة سيكون للقسم الثاني، مشيرا الى ان منذ ليل الأحد الماضي، لبنان يعيش في مرحلة جديدة وأوضاع خاصة، وكذلك العدو الإسرائيلي، وهناك حالة ترقب على مستوى المنطقة، واعتبر ان يجب أن نقدّر عاليا الموقف اللبناني الرسمي، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي كان له موقف واضح وعالي منذ اللحظة الأولى، وكذلك مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعروفة والواضحة والتي توجهها في خطابه اليوم، ومواقف رئيس الحكومة سعد الحريري التي كانت متقدمة ومهمة وكذلك موقف المجلس الأعلى للدفاع باعتبار ما جرى بمثابة اعتداء، والأهم ما اكده من تثبيت حق الللبنانيين بالدفاع عن النفس فضلا عن مواقف مختلف القوى والأحزاب.
وشدّد السيد نصرالله على ان هناك اجماع وطني بالحد الأدنى على ادانة ما حصل وإعتباره عدوان على لبنان، ونتانياهو تبنى العمل العدواني في سوريا والعراق ولبنان، في حين ان الموقف اللبناني الرسمي والشعبي هو مسألة مهمة جداً وعند العدو له قراءته ودلالته المهمة، لأنه يعمل على تحريض الناس على المقاومة، معتبرا ان الجواب منذ الساعات الأولى حتى اليوم هو جواب قوي وتاريخي، وفي هذا السياق يجب التوقف عند اعلان بري ودعوته لأفواج أمل أن تكون في أتم الجهوزية، وهذا يعني أن المقاومة بكل حركاتها وفصائلها هي في موقف صلب ومتين ومتماسك ويقطع الطريق على أي أوهام، واوضح ان بالنسبة إلى مزارع شبعا، كان رد المقاومة في السابق يحصل في مزارع شبعا، وأنا أردت أن أقول أن الرد سيكون مفتوحاً، والمقصود أن الرد في لبنان وليس شرط في مزارع شبعا، تعقيبا على ما قلته نهار الأحد، فيما عمل كثر على تحليلات وهي لا تحتاج إلى ذلك، بل المقصود الرد من لبنان.
واضاف السيد نصرالله، ان في موضوع المسيرات، هذا الموضوع صبرنا عليه طويلا ويوميا هناك خروقات إسرائيلية للسيادة اللبنانية على هذا الصعيد وهي أيضا خرق أمني لأنها تجمع كل شيء في لبنان، وأول رد يجب أن يكون بدء مرحلة جديدة أسمها أنه يجب إسقاط المسيرات، بمعنى أن هذا يجب أن يكون حقا واضحا، وهو حق لم يعمل به ولم يعالج، ومجلس الأمن الدولي وكل السفارات التي تتصل اليوم، لم يبذلوا أي جهد لوقف الخروقات الجوية في الجو، وهذا لا يعني أننا سنسقط أي مسيرة تدخل لبنان، فقد يكون ذلك كل يوم أو اسبوع أو شهر، المهم أن يشعر الإسرائيلي بأن الأجواء ليست مفتوحة.
ولفت الى ان سنعمل ضمن أداء معين وبشكل محدد وإلا إذا قررنا إلزام أنفسنا باسقاط أي مسيرة سيرسل الإسرائيلي العشرات ليستنفذ القدرات التي لدى المقاومة مؤكدا ان المهم أن نصل إلى النتيجة التي تقول للعدو أنك لست مرتاحاً في الجو وهذا حجم الموضوع، ورأى ان بعد ما تبين أن ما قام به العدو الإسرائيلي في الضاحية هو عدوان، نحن صححنا المعطيات الأولية للمسيرة التي لم يكن يظهر وجود عبوة ناسفة فيها، لكن يوم الاثنين بعد حضور الخبراء اكتشفوا وجود عبوة في المسيرة، فتبين أن الاولى كانت للتفجير والثانية للتفجير، وقد نصل إلى نتيجة واحدة أن واحدة من هذه المسيرتين ستلقي العبوة في الليل وتضعها حيث تريد ثم الثانية تقوم بالأمر نفسه وبعد ذلك تقوم مسيرة أخرى بالتفجير، وبالتالي نكون أمام عملية تفجير من دون بصمات ويسأل الإسرائيلي عن دليل، لكن من لطف الله أنه أدى إلى كشف العملية بالكامل مما اضطر الإسرائيلي إلى الإعتراف.
واعتبر السيد نصرالله: نحن أمام عدوان إسرائيلي واضح، وشماعة نتايناهو هي قصة مصانع صواريخ دقيقة ولذلك بعض وسائل الإعلام الإسرائلية قالت أن الهدف مصنع للصواريخ الدقيقة، والكل يعرف أن لا مصنع هناك، ولاحقا عدلوا الهدف وتحدثوا عن هدف يرتبط بالصواريخ الدقيقة ولو كان لدينا مصانع للصواريخ الدقيقة كنت سأعلن ذلك بلا خوف، وهذا حق لنا لكن ليس لدينا شيء من هذا القبيل، مضيفتا ان أنا أقول لدينا من الصواريخ الدقيقة ما يكفينا لكن ليس لدينا مصانع للصواريخ الدقيقة، إلا أن نتانياهو يريد أن يبحث عن حجة للإعتداء على لبنان ويغير المعادلة ويفرض قواعد إشتباك جديدة ، ويريد أن يقنع شعبه بأنه يقوم بعمل جبار من خلال هذه الحجة فيما هو يكذب عليهم، ونحن نؤكد اليوم ان ما نحتاجه في أي مواجهة من صواريخ دقيقة نحن نملكه في لبنان، ونتانياهو يبيع نفاق لشعبه وللمجتمع الدولي.
واكد ان الرد أمر محسوم، فحتى الأعداء والخصوم يقولون أنهم يتفهون حاجتنا للرد لكن يحاولون اقناعنا بعدم الرد أو أن ليأتي الرد متواضعا، لكن الموضوع بالنسبة لنا لا يتعلق برد اعتبار بل بتثبيت قواعد إشتباك ومنطق الحماية، وشرح ان الاسرائيلي يستطيع بحال بقيت السماء مستباحة أن يضع عبوة على أي مسيرة وينزلها في أي مكان لتزرعها، فيما تقوم المسيرة الثانية بانتظار الهدف لتفجيرها، مشددا على ان في حال ترك هذا الموضوع، فانه يفتح الباب أمام الإغتيالات في لبنان من دون بصمة ، وربما هذا ما يعمل له في العراق الإسرائيلي، وهو يجب أن يدفع ثمن إعتدائه ولا يمكن التساهل في هذا الأمر، وكل التهديد والتهويل لن يمنع حصول رد من المقاومة