كتب داني حداد
نودّع، في الساعات المقبلة، أسبوعاً حفل بالتطورات على خطّين: الأول ساحته الشارع الذي شهد مزيداً من التحركات، عبر خطوات مختلفة، والثاني ساحته المصارف التي فتحت أبوابها وعرفت إقبالاً كثيفاً على سحب الأموال نتيجة القلق لدى غالبيّة اللبنانيّين.
ولكن، يبدو أنّ الأسبوع المقبل سيحمل حسماً للملف الحكومي.
شهد اجتماع بيت الوسط بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والوزير علي حسن خليل، موفداً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، والحاج حسين خليل، ممثّلاً أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، عرضاً للواقع الحكومي بمختلف تفاصيله، من دون أن يتمّ التوصل الى حسمٍ بهذا الشأن، مع اتفاق على أن تُبلَّغ ردود كلّ فريق على ما طرح في الاجتماع في حدود يوم غد الإثنين. ويرجّح أن تحسم الأمور قبل إطلالة أمين عام حزب الله المقررة غداً.
وتشير معلومات موقع mtv الى أنّ الحريري دخل مع ضيفيه في التفاصيل، وهو بدا حذراً ومتحفّظاً، ولكنّه رفض تسمية أي رئيس حكومة ممثّلاً عنه، حين طلب منه أحد ضيفيه ذلك، ما اعتبر إشارة الى ترجيح موافقته على تشكيل الحكومة.
وعلم موقعنا أنّ البحث تناول تشكيل حكومة تكنو سياسيّة من ٢٢ وزيراً، وهو ما كان ذكره موقعنا منذ أيّام، وسيعطي الحريري قراره النهائي في الساعات المقبلة، مع إمكانيّة أن يعقد لقاء ثلاثيّ جديد، أو أن يحلّ الوزير خليل ضيفاً لوحده على بيت الوسط. علماً أنّ الأخير توجّه بعد اللقاء الى بلدته الخيام حيث ستكون له إطلالة اليوم في كلمةٍ يلقيها.
وسبق لقاء بيت الوسط رسالة غير مباشرة وجّهها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الى الحريري، عبر عدم دعوته الى اللقاء المالي في بعبدا، الى جانب تسريب أسماء عن احتمال تكليف شخصيّات سنيّة أخرى تشكيل رسالة الحكومة.
وتجدر الإشارة الى أنّ هذه الحركة الداخليّة تزامنت مع حركة اتصالات خارجيّة، خصوصاً على الخطّ بين إحدى الدول العربيّة وطهران، بهدف تسريع تشكيل الحكومة وتجنيب لبنان أيّ هزّة أمنيّة محتملة.
كما من شأن زيارة موفد الرئيس الفرنسي كريستوف فارنو الذي سيصل الى بيروت الثلاثاء الدفع في الاتجاه نفسه، الى جانب ضرورة اتخاذ تدابير ماليّة واقتصاديّة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
من هنا، سيكون الأسبوع المقبل حافلاً، من حسم قرار الحريري الى إطلالة نصرالله وزيارة موفد الرئيس ايمانويل ماكرون، الى الاستشارات التي ستبدأ يوم الأربعاء، إذا جاء ردّ الحريري إيجابيّاً