الرئيسية / مقالات / مستشار وزير السياحة مازن بودرغم: لبنان بلد غني لكنه منهوب..

مستشار وزير السياحة مازن بودرغم: لبنان بلد غني لكنه منهوب..

أبدى مستشار وزير السياحة وعضو لجنة التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا مازن بو درغم تفاؤله بأن ثمة أملًا متبقيا في القطاع.
وأوضح بو درغم أن “السياحة كانت أكثر المتضررين من أزمة كورونا فالعمود الفقري الرئيسي للدخل القومي كان يُدخل 10 مليارات دولار في السنة في العام 2010، وفي العام 2018 انخفض المدخول من السياحة كدخل قومي إلى حوالي 7 مليارات دولار. وازاد بو درغم بالقول إن “هذا القطاع يحوي 155 ألف عائلة عاملة إضافة إلى 55 ألف عائلة تعيش من العمل في القطاع في المواسم”.
وعن التوقعات بعد انتهاء انتشار فيروس كورونا في لبنان، قال بو درغم: “لا نتوقع أن يبقى أكثر من 2000 مؤسسة مطعمية فأغلب المستثمرين نفضوا يدهم من الاستثمار، القطاع ينازع”.
وأشار بأن السائح الخليجي عنصرًا ايجابيًا لقطاع السياحة في لبنان، لكنه تأثر بمنع بعض الدول الخليجية مواطنيها من القدوم الى لبنان لخلفيات سياسية.

تحدث بو درغم عن خطة شاملة تنكب عليها وزارة السياحة لإنعاش السياحة الداخلية واستقطاب السياحة الخارجية من البلدان غير الموبوءة. يؤكد أن نجاح لبنان في إدارة أزمة فيروس كورونا على عكس العديد من كبرى دول العالم يؤسس لثقة لدى السياح تشجعهم على اختيار لبنان كوجهة سياحية رخيصة، ويضيف: “نحضر لكيفية وضع معايير السلامة العامة والأمان الصحي للوقاية من الفيروس الذي قد يحمله السياح من الخارج، سنحاول تخفيف المخاطر لأقل نسبة ممكنة فاللبناني اليوم أمام خيارين إما الموت من كورونا وإما الموت من الجوع، وما نعمل عليه اليوم في وزارة السياحة هو فتح البلد على السياح من الدول غير الموبوءة لتعزيز وصول الدولار الطازج من الخارج، في ظل ضوابط صارمة”.
“ماذا ستفعلون لمساعدة القطاع السياحي المأزوم”؟يجيب بو درغم بالقول إن “وزارة السياحة تقدمت بورقة للحكومة اللبنانية تتضمن مشاريع إعفاءات ضريبية لمساعدة القطاع السياحي على الاستمرار، شريطة اقتران الأمر بالضرورة بفتح البلد أمام السياح، صحيح أن القطاع السياحي لا يطلب من الدولة دعما ماديا بل بعض الإعفاءات الضريبية، وقد تقدم بها الوزير المشرفية لمجلس الوزراء ضمن مجموعة مشاريع موزعة على الوزارات كل بحسب مهامها”.
بالنسبة لبو درغم الحفاظ على السياحة في لبنان من المسلّمات، لذلك فخطة وزارة السياحة تتخطى القطاع لتعزيز الاقتصاد اللبناني ككل والنهوض به. وإذ يفضل أن يبقى جزء من الخطة طي الكتمان لإعلانه رسميا، يوضح أنها “تسويقية” تهدف للوصول إلى استقبال 10 ملايين سائح بعد أعوام.
نقطة أخرى عزز بو درغم الخطة بها تكمن في جذب المؤسسات الناشئة في الخارج للاستثمار في لبنان، الذي بات برأيه “أرخص” للأجانب بفعل ارتفاع سعر الصرف.
البلد غني ولكن منهوب
ولدى سؤاله عن كيفية جذب الاستثمارات الخارجية للمؤسسات الناشئة في ظل امتناع المصارف عن تحرير ودائع كبار التجار والمستثمرين، قال بو درغم صراحة أن لبنان ما عاد يحمل المزيد من منع ضخ العملة الصعبة “الطازجة” Fresh money في قطاعاته وعليه لا يمكن للمصارف الاستمرار بالسياسة نفسها. وفي حين أن القطاع السياحي-وفق تأكيده- هو الوحيد القادر اليوم على توريد الدولارات الطازجة إلى الداخل اللبناني عبر جذب المستثمرين فإنه لا بد من توظيف أزمة سعر الصرف في إنعاش القطاع السياحي، بالنسبة للمستثمر الأجنبي فالإيجارات في لبنان أرخص واليد العاملة كذلك مقارنة بدبي مثلًا، ولذلك قد يكون فيروس كورونا خيرا على لبنان من هذه الزاوية إذ إن المؤسسات الناشئة ستكبر فيه وتصبح مداخيلها في قطاعاته.
وختم بالقول إن لبنان بلد غني لكنه منهوب، برأيه الأمل موجود في ازدهاره اقتصاديا واجتماعيا شريطة تكاتف جميع القوى السياسية لتطبيق الرؤية التي تصل به إلى بر الأمان.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …