أطل الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله عبر شاشة قناة المنار، متحدثا لمناسبة مرور السنة الرابعة عشرة لانتصار حرب تموز، ومتناولا آخر التطورات. وأشار الى توقف المهرجان الشعبي هذا العام بسبب كورونا، ومثلها في احتفالات ذكرى عاشوراء، معلنا انه سيكتفي بالقاء كلمته هذه الليلة.
وبارك في مقدمة كلمته للشهداء من جيش وشعب ومقاومة، ووجه شكره الى الرئيس اميل لحود الذي تحمل الكثير وبذل جهودا كبيرة كي لا تنحرف قرارات الحكومة يومها، وايضا الشكر للرئيس نبيه بري الذي ادار المفاوضات الصعبة مع الوفود الخارجية ومع الداخل، ولكل شرائح المجتمع الذين ايدوا ودعموا وساندوا، ولكل الدول التي وقفت الى جانبنا وفي مقدمهم ايران وسوريا، ولكل احرار العالم وتأييدهم للمقاومة، ولكل من يقف الى جانب الحق ضد الاستكبار والذي يمثله اليوم الكيان الصهيوني.
وقال نصرالله ان “ما جرى في تموز كان حربا حقيقية وهو ما اعلنه العدو الاسرائيلي، ولبنان على المستوى العسكري قاتل وحيدا من الناحية العسكرية، الى ان اجبرها معوالمقاومة لى وقف الحرب الى ان صدر القرار 1701”.
وذكر “كانت لتلك الحرب نتائج استراتيجية كبيرة وعلى مستوى الفهم والارادة”، مشيرا الى انه “من نتائج تلك الحرب انها افشلت مشروع الشرق الاوسط الجديد وصارت بنوده معروفة، وابرزها تكريس اسرائيل على رأس الشرق الاوسط والرقم الاول في جميع الميادين، لكن كل ذلك سقط هنا في بيروت”، ملمحا الى “سعي الاميركي في البحث عن مشاريع جديدة لتكريس اسرائيل ولكن هذه المرة اسرائيل مرتبكة.أما النتيجة الثانية لحرب تموز انها كشفت مستوى الوهن في منظومة كيان العدو أمنيا وسياسيا وعسكريا وفي الداخل، لذلك لجأ الى العالم لمساعدته وهو ما نراه الى اليوم. أما النتيجة الثالثة وهي مهمة وهي ان المقاومة في حرب تموز انها استطاعت تثبيت قواعد الردع لحماية لبنان.
واكد نصرالله “ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة وخاصة المقاومة هي التي تحمي لبنان، وليست جامعة الدول العربية ولا غيرها”.
وتطرق الى الوضع الحالي، فقال “ان المشكلة معنا هي قوة المقاومة ولأن المقاومة قوية لذلك يريدون التخلص منا”، لافتا الى العروض التي تأتي الى المقاومة لجهة تخليها عن قوتها”.
وكرر الاشارة الى ان “المشكلة مع حزب الله هي قوته التي تردع اسرائيل”، رافضا الكشف عن “مجالات قتال الامارات لحزب الله كما اعلنت الامارات مؤخرا”.
وقال: “عندما فشلت القوة العسكرية للعدو في سحق المقاومة فانهم صاروا يلجأون الى كل وسائل الضغط الاخرى ومنها الشتائم”.
واعلن ان “المقاومة بالنسبة الينا هي الوجود والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والمقاومة بالنسبة للبنان هي شرط وجوده حتى اشعار آخر، طالما لا وجود بديل مقنع.
وتطرق الى الوضع الذي ساد مؤخرا بعد عملية اغتيال اسرائيل للشهيد علي محسن، وكان قرارنا الرد الجاد والمدروس وليس من باب الاستعراض، ونحن لا نبحث عن الظهور الاعلامي، وكان من نتيجة موقفنا ان استنفر العدو على كامل الحدود، معلنين ان قرار الرد ما يزال قائما ويتعلق بالتوقيت.
وعن توقيع اتفاق بين الامارات واسرائيل قال:” نحن لم نفاجأ لأن العلاقات قائمة وقديمة بينهم،ا ولكن يبدو ان الحاجة لاعلان الاتفاق هو حاجة ترمب في حملته الرئاسية.
واضاف: “ترامب خرج من الاتفاق النووي مع ايران لاسقاطها، لكنه فشل ومثلها في علاقته مع الصين”، معتبرا “ان ما اقدمت عليه الامارات هو خدمة لترامب في اضعف لحظاته الانتخابية وخدمة شخصية لنتنياهو الضعيف في كيانه”.
ولفت الى “احتمال الوصول الى اتفاقات سلام بين بعض الانظمة العربية واسرائيل، وانه من المتوقع حصول ذلك، وان ترامب سيحلب هذه الانظمة ماليا لمصلحته ومصلحة نتنياهوورأى أن ما تم الاتفاق عليه، بين الامارات وكيان العدو لارضاء اميركا”.
ووصف الحملات الاعلامية الخليجية خاصة ضد ايران انها كانت لخدمة اسرائيل واميركا ولتبرير ما سيقومون به.
واعلن “ان واجبنا الديني والاخلاقي ان ندين هذا الاتفاق وهو خيانة للمقدسات وهو خطوة غادرة للشعب الفلسطيني كما قال الفلسطينيون انفسهم”.
وخاطب الشعب الفلسطيني ألا يحزن وان نغضب في قلوبنا، وان ما يجري في السر ليطلع الى العلن، معتبرا “ان ذلك سيجعل جبهة المقاومة تعرف عدوها من صديقها”.
وتوقف امام انفجار مرفأ بيروت موضحا “ان حزب الله لا رواية لديه حول الانفجار، وان من يقوم بالتحقيق من قضاء واجهزة امنية هم يتولون وسيعلنون ذلك.الفرضية الاولى ان الانفجار حادث عرضي، وسببه الاهمال والتقصير، أما الفرضية الثانية فهي العمل التخريبي، وهنا لا اثبات لوجود طائرات في الجو، او ان احدا ما اقدم على التفجير”.
وشدد على معرفة حزب الله لحيثيات الانفجار، مؤكدا اننا لا نستطيع تحمل مسؤولية الأمن في كامل الوطن.
وكرر ان “حزب الله ينتظر نتائج التحقيق، وبالتالي اذا كان الانفجار اهمالا فالتحقيق سيحدد المسؤوليات واذا كان عملا تخريبيا فالقصة مختلفة”.
واضاف: “ننتظر التحقيق الرسمي”، مشككا بنتائج التحقيق “اذا شاركت فيه الاف بي آي لآنها ستبعد التهمة عن اسرائيل اذا كانت هي التي قامت به”.
وطالب الدولة بكل مؤسساتها وكل الاحزاب والشعب اللبناني ان يرد وليس فقط حزب الله اذا كانت اسرائيل وراء هذا الانفجار.
وزاد: “اذا كان الجواب متوقفا على حزب الله، فأنه لا يمكن ان يسكت على مثل هذه الجريمة اذا كانت اسرائيل قد ارتكبتها”.