كتب رضوان الذيب في صحيفة الديار تحت عنوان”ماذا يُريد الروس؟… لاحماية للسويداء الا بالجيش العربي السوري”،
ماذا يجري في بلدة القريا في جبل العرب بلدة سلطان باشا الاطرش ؟ بعد استشهاد 20شابا من ابناء طائفة الموحدين الدروز ،والعدد مرشح للارتفاع بسبب اعداد الجرحى وخطورة اصابات البعض خلال الاشتباكات مع «الفيلق الخامس» التابع للقيادة الروسية في حميميم بقيادة احمد العودة قائد المعارضة السورية اثناء الحرب في درعا الذي قام بتسليم مواقعه للجيش السوري باشراف روسي ، وتم انشاء فيلق لعودة تحت اسم «الفيلق الخامس» يضم المسلحين الذين قاتلوا معه ويشرف عليه الروس تسليحا وتدريبا وامرة، وبالتالي، فان هذا الفيلق يخضع للقيادة الروسية في حميميم بشكل مباشر .
الاشتباكات بين ابناء جبل العرب واحمد العودة ليست بالجديدة وتعود لاكثر من سنة، حيث شن عودة هجوما على بلدة القريا بعد خطف مواطنين من ادلب في صلخد من قبل اعضاء عصابة معروفة ، وقد دان مشايخ واهالي الجبل الخطف ، وفيما كانت المفاوضات للافراج عن الخاطفين ، شن عودة هجوما على القريا بالقرب من السويداء وسقط اكثر من 23 شهيدا وعدد من الجرحى من ابناء السويداء ووقع مواطنون في الاسر وتمت تصفيتهم ، وشن اهالي الجبل هجوما مضادا استردوا خلاله قسما من الاراضي ،ودخل الجيش السوري وجرت محاولات لاجراء مصالحة لم يكتب لها النجاح بسبب تمسك عودة بدفع تعويضات للضحايا الذين سقطوا معه في الاشتباكات مقابل الانسحاب من اراضي القريا ، وبقيت المناوشات حتى انفجرت يوم امس الاول جراء استفزازات عودة والرد عليها من ابناء جبل العرب بهجوم وصلوا فيه لحدود بصرى وبعدها غادروا المنطقة بشكل عشوائي فتعرضوا خلال انسحابهم لقصف بصواريخ حرارية وكمائن وقناصة مما ادى الى سقوط العدد الكبير من الضحايا في صفوفهم وصل الى 20 قتيلا وعدد من الجرحى ، وهذا يعود للاسلحة المتطورة التي يملكها عودة .
وعلى الاثر تداعى مشايخ الجبل وفاعليات جبل العرب الى عقد سلسلة اجتماعات وناشدوا القيادة السورية التدخل حيث لم تحرك قواتها اثناء الاشتباكات لكنها تدخلت بقوة لوقف النار وتامين انسحاب شباب السويداء مما حال دون سقوط المزيد من الضحايا ، وفي المقابل تابع ابناء الطائفة الدرزية في لبنان وفلسطين والاردن اخبار المعارك و اجرى موفق ظريف شيخ عقل الدروز في فلسطين المحتلة اتصالات مع المسؤولين الروس ، فيما اجرت القيادات الدرزية في لبنان اتصالات للمعالجة، لكن هذا الامر يفرض على القيادات الدرزية في لبنان مراجعة المسؤولين الروس وسؤالهم عما يجري في ظل العلاقات الودية التي تربط القيادات الدرزية اللبنانية بالروس.
هذا على الصعيد الميداني حسب مصادر متابعة ، لكن السؤال الاساسي المطروح ينحصر بدراسة الخلفيات السياسية لما يجري ؟ وهناك سؤال اساسي للمسؤولين الروس، لماذا ترك احمد العودة يتصرف على هواه ؟ لماذا يسمح له باستخدام الصواريخ والدبابات والقناصة باشتباكات مع اهالى الجبل ؟ اين الروس من اجراء المصالحة وفرضها على الطرفين ؟ اين الجيش العربي السوري مما يجري؟ كون هذه الاشتباكات ستؤسس لحروب وتصفيات بين اهالي جبل العرب ومحافظة درعا وربما تاخذ ابعادا طائفية في منطقة قريبة من حدود فلسطين المحتلة والمشروع «الاسرائيلي» لم يسقط باقامة منطقة شبيهة بحالة سعد حداد في جنوب لبنان تمتد من حاصبيا مرورا بشبعا وصولا الى بيت جن والقنيطرة امتدادا حتى القريا والسويداء في جبل العرب وصولا الى درعا والحدود الاردنية بعرض اكثر من 100 كلم مربع وتامين حماية «اسرائيل» ، وهذه المنطقة وهذا الخط مترابط جغرافيا وتكون هذه الدويلة شبيهة بدولة لبنان الجنوبي مع امتدادها لسوريا وربما لاتزعج احدا من الدول الكبرى ومطلوبة في لعبة الامم ، والاجهزة الامنية اللبنانية والسورية والمصرية والاردنية وغيرها يعرفون مقدار المساعدات الاسرائيلية في هذه المنطقة والاموال التي دفعت تحت ستار المساعدات الانسانية وبعضها اختفى في لبنان والاردن والاجهزة تعرف بالاسماء من يقف وراء هذه السمسرات ، وكيف ضاعت ، لكن السؤال متى سيكشف عن هذه الملفات؟.
هذا في الشق المتعلق باحمد العودة والروس والدولة السورية، ويبقى السؤال الموجه لاهالي جبل العرب والقول لهم ماذا تريدون ؟ واين ستقفون مع الدولة ومشروع المقاومة ام مع المشروع الاميركي ، ولاحلول وسطية ؟ مع الدويلة ام مع الدولة الام بعجرها وبجرها ؟ لان ما يجري في جبل العرب غير مفهوم حسب قيادات بارزة في الجبل ، وبعض الطروحات السياسية ستعرض الدروز في هذه المنطقة للزوال، في ظل «عنتريات» البعض بالتمسك باسقاط الدولة السورية والنظام من السويداء ، ورفض الجيش السوري في جبل العرب وكذلك رفض التجنيد الاجباري وانشاء ميلشيات وفصائل مسلحة طائفية لحماية القرى ، ورفع شعارات لا لروسيا ، لا لايران ، لا لحزب الله ، لا للدولة السورية ، لا للجيش ، وبالتالي ماذا تريدون ؟ «الاخوان المسلمون» ؟ الاتراك ؟ اميركا ؟ «النصرة» ، التقسيم و الكانتون والفيدرالية ؟ وهذا يعني ادخال الدروز في لعبة الامم وذهابهم فرق عملة ، خصوصا ان الدروز اقلية ، والسؤال المطروح ايضا، ما المصلحة بتفجير معارك مع المحافظات المجاورة السنية في ظل بحر سني على امتداد هذه المنطقة ، وهذا النهج يدمر دولا فكيف باقلية دينية ، وبالتالي، لاحماية للدروز الا بتعزيز دور سوريا الام الحاضن للجميع.
كما ان والسؤال المطروح على مشايخ العقل والفاعليات ، ما هو موقفكم من الفلتان الامني في الجبل وعمليات الخطف والتعديات والسرقات والاعمال التي تسيء الى عادات الدروز وتقاليدهم ؟ ما هو موقفكم من كل ذلك ومعظم اهالي الجبل كفروا بكل شيء ؟ لماذا لاتوجهون دعوة صريحة للجيش للدخول وحسم الفلتان واعادة النظام ؟ لماذا تخضعون لقلة مسلحة من قطاع الطرق ترفض دخول الجيش السوري الا بشروطها ، وانتم تعرفون ان القيادة السورية ابلغت الجميع انها لن تدخل بالقوة رغم انها قادرة على الحسم بساعات لكنها لاتريد سقوط نقطة دماء واحدة من ابناء السويداء باشتباكات مع الجيش؟ كلها اسئلة مطلوب الرد عليها من فاعليات ومشايخ جبل العرب قبل فوات الاوان ، وعندها لا ينفع الندم.
والسؤال الجوهري ،هل يريد اهل جبل العرب وبصراحـة تامة حكما تحت راية الدولة السورية ام تستهوي البعض مشاريع انتحارية وفيدراليـة مستحـيلة واحلام جهنمية اسرائيلية دفع دروز لبنان الاف الشهداء ثمنا لاسقاطها ودمروا قراهم وحموا طائفتهم ودولتهم وعروبتهم من خلال قتالهم للمشروع الاسرائيلي ، واذا كان تبرير البعض ان اخطاء النظام دفعت في هذا الاتجاه ، فعلى المغامرين الدروز ان يدركوا ان ممارسات المسؤولين السوريين في لبنان لم تكن افضل وتجاوز وليد جنبلاط كل ذلك ليحمي عروبة الدروز ولبنان بالتحالف مع نبيه بري وحزب الله وكل الوطنيين وقاد المواجهة مع الرئيس الراحل حافظ الاسد بالتحالف مع اندربوف في روسيا ، وهذا هو المطلوب من ابناء جبل العرب رغم الخسائر الكبيرة ، وكذلك المطلوب من الدولة السورية اعتماد مقاربة جديدة بالتعامل مع المنطقة والالتفات اليها لان ابناء الجبل قدموا اكثر من 10 الاف شهيد في الجيش العربي السوري لحماية بلدهم .. وعلى دروز سوريا ان يتنبهوا ايضا للمخطط «الاسرائيلي» باقامة دويلة درزية او خط فاصل بين فلسطين المحتلة وسوريا يمتد من حاصبيا حتى الاردن وان تتحول الاكثرية الدرزية في هذه المناطق مع السنة والمسيحيين والشيعـة الى حـرس حدود لـ «اسرائيل» والمدخل الى ذلك تغذية الحروب الطائفية كما يجري الان بين جبل العرب الدرزي واهالي درعا السنة وما يفرض ذلك من حصار للاقليات لطلب حماية الكباروتحديدا «اسرائيل» ، لكن العقبة الاساسية في وجه اسقاط الحلم الاسرائيلي وهذا المشروع هي المقاومة بالتنسيق مع الجيش العربي السوري وكل الوطنيين لحـماية لبنـان وسورياـ وجـبل العـرب ودرعا.
هذا هو المخطط الكبير، والمطلـوب من دروز سوريـا اسقاطه وعدم التركيز على القشور والمدخل الى حماية بلدهم الالتفاف حول الجيش العربي السوري وبدون ذلك سيدفعون المزيد من الدماء والدموع .