كتب داني حداد في موقع mtv:
كان طلال ارسلان هو من نعى الاستشارات النيابيّة يوم الأربعاء الماضي، حين غرّد مرّتين، مهاجماً من كان يفترض أن يكلّف بعد ساعات.
موقف “المير” يحمل تفسيرين، شخصي وسياسي. هو منزعج من سلوك سعد الحريري، الذي كان يضعه في مرتبة الصديق، معه. اتصل الحريري بوائل ابو فاعور، ثمّ بجنبلاط ووافق على طلب الأخير الوزاري. في المقابل، لم يتكلّف عناء إرسال وفد كتلة المستقبل الى خلدة. “ثقيلة” على ارسلان، ولن تمرّ معه بسهولة.
أما سياسيّاً، فيتحفّظ ارسلان على عودة الحريري. “من كان جزءاً من الأزمة لا يمكن أن يكون جزءاً من الحلّ”، هكذا تقول مصادر ارسلان التي تشكو من رفع الحريري شعار حكومة الاختصاصيّين “بينما هو لا يملك اختصاصاً”.
لذا، يصرّ ارسلان على التمثّل بالحكومة، فما ينطبق على فرقاء آخرين ينطبق عليه أيضاً. هو يمدّ يده للحريري إن أراد الأخير التعاون، ولا يتردّد في سحبها إن لم يجد يداً ممدودة، من دون أن يعني ذلك تتازلاً عن “حقّه” في تسمية ممثّله في الحكومة، مع ترجيح أن يطالب ارسلان بحقيبة الشؤون الاجتماعيّة لتنفيذ خطّة عودة النازحين التي عمل على إنجازها وإقناع الحكومة السوريّة بها.
وإذا كان السؤال الذي يُطرح اليوم على كتلٍ نيابيّة كثيرة هو: من ستسمّون في الاستشارات؟ فإنّ ارسلان اختار تجاوز السؤال والجواب، متخذاً قرار مقاطعة الاستشارات، على أن تشارك كتلة “ضمانة الجبل”، التي يرأسها، من دون أن تسمّي أحداً.
أراد طلال ارسلان أن يوصل الرسالة على طريقته، من دون أن يعني موقفه مقاطعة رئاسة الجمهوريّة التي يربطه بها ودٌّ في الشخصي وحلفٌ في السياسة. وهو من القلائل الذين استمرّوا على الموقف نفسه، منذ انتخاب الرئيس ميشال عون وحتى عشيّة الذكرى الرابعة لانتخابه.