الرئيسية / مقالات / ‏”الكمائن” السياسية والاقتصادية تفرمل الحكومة: الحريري غائب عن السمع…

‏”الكمائن” السياسية والاقتصادية تفرمل الحكومة: الحريري غائب عن السمع…

 

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : الفضائح اللبنانية لا تنتهي فصولا، فالدولة الغارقة في مياه “الشتوة” الاولى، والتائهة ‏في تحقيق المرفأ، “والمتآمرة” على التدقيق الجنائي الذي ولد ميتا،والباحثة عن رئيس ‏مكلف “خرج ولم يعد” الى القصر الجمهوري، قدمت نموذجا فضائحيا جديدا للدول ‏المانحة عن الاهمال والاستهتار، حيث لم تتمكن من الحفاظ على بضعة اطنان من ‏الطحين العراقي الموهوب للشعب اللبناني، وسط ضياع للمسؤوليات وغياب المسؤولين ‏حيث ستنتهي القصة كالعادة دون متورطين، ولن يحاسب احد… حكوميا، عطلت لعبة ‏‏”الكمائن” المتبادلة مسار التاليف، بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى معادلة ‏اسقاط الوزارات على الطوائف دون التشاور مع القوى السياسية، فيما تتحدث ‏المعلومات عن شعور لدى “بيت الوسط” بمحاولة تطويق مسبقة لمشروعه الاقتصادي ‏عبر الزامه باتخاذ سياسات متشددة مع حاكم مصرف لبنان، انطلاقا من “التدقيق ‏الجنائي” الذي لن يقف عند المصرف المركزي وسيمتد الى ملفات عديدة لا يوافق ‏الحريري على مقاربتها على نحو غير “مدروس”. كما ان قرار السلطة السياسية ‏المشاركة في مؤتمر النازحين المزمع عقده في دمشق عبر كلمة لوزير الخارجية من ‏خلال “الفيديو كول”، يعتبرها الحريري مقدمة لتكبيله في السياسة الخارجية.. كل هذا ‏يحصل فيما التقويم الاسرائيلي للوضع اللبناني سلبي للغاية وسط توقعات بفوضى شاملة ‏لا تناسب اسرائيل لانها ستعزز من قوة حزب الله على الساحة اللبنانية‎.‎

‏ ‏

‏ “خرج ولم يعد”؟ ‏

حكوميا، لم تشهد الساعات القليلة الماضية اي جديد،لا لقاءات او اتصالات سجلت امس، ‏والجميع يبحث عن رئيس الحكومة سعد الحريري، “الغائب عن السمع” فهو خرج قبل ‏ايام من بعبدا ولم يعد، دون تقديم اي اعذار منطقية لقطع “حبل” التواصل مع رئيس ‏الجمهورية، كما تقول مصادر مقربة من الرئاسة الاولى، وسط استمرار الخلافات مع ‏الرئيس على “كل شيء”، بعدما بدأت التسريبات تبرز تناقضات كبيرة بين الجانبين ‏اطاحت بكل الاجواء التفاؤلية المصطنعة التي سادت خلال الايام القليلة الماضية، دون ‏ان يتضح بعد اسباب تجميد الحريري لمحركاته، وسط تخمينات وترجيحات منها ما ‏يرتبط بمناخات دولية واقليمية “مبهمة”، وسط محاولة منه للضغط على الاطراف ‏الداخلية لدفعها الى تقديم تنازات، في ظل تسريبات عن توجهات لديه الى “مكاشفة” ‏الراي العام بمسار التاليف، اذا لم تحصل حلحلة على خط التاليف قبل نهاية الاسبوع ‏الحالي..

‏ “عض الاصابع” مستمر

وفيما نفى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة عبر تويتر كل ما يُنسب الى تيار ‏المردة في الصحف ووسائل الاعلام حول مطالبته بحقائب وزارية معتبرا انه كلام لا ‏أساس له من الصحة، مشيرا انه لم يطلب وحين يتمّ التواصل معه يبني على الشيء ‏مقتضاه”…لم يفتح الحريري اي قنوات اتصال جانبية لتجاوز المطبات مع بعبدا، فهو ‏لم يتواصل مع الرئيس نبيه بري، ولم يقدم اجوبة لـ “حارة حريك” حول اسئلة تتعلق ‏بمشروع الحكومة الاقتصادي، كما غاب التنسيق مع رئيس الحزب “التقدمي ‏الاشتراكي” وليد جنبلاط الذي غرد عبر حسابه على “تويتر”، ساخرا : وزارة ‏الاخصائيين تزداد وضوحا في كل يوم، مرفقا تغريدته بصورة شديدة التعقيد!‏

وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان لعبة “عض الاصابع” مستمرة بين “بيت ‏الوسط” و”ميرنا الشالوحي”، وكان رئيس الجمهورية ينتظر من الحريري ان يحمل ‏معه الى بعبدا مسودة تشكيلة حكومية يراعي فيها التوازنات، ومبدا المداورة الشاملة، ‏لكن الحريري بات يضع فيتوات على أسماء يطرحها رئيس الجمهورية ويضع له ‏شروطاً على الحقائب، خصوصا المسيحية، ووفقا للمعلومات فان الرئيس المكلف يتخبط ‏في طروحاته وهو يسوق ضمن دائرته الخاصة انه لم يوافق على منح رئيس ‏الجمهورية، الوزارات الامنية، ولم يعد متحمسا لاجراء تسوية تعطي وزارة الطاقة الى ‏شخصية مقربة منه ومن الوزير جبران باسيل!.‏

تقويم اسرائيلي سلبي

في هذا الوقت، وفيما كانت اسرائيل تعيد حساباتها في ضوء انقلاب المشهد الانتخابي ‏الاميركي لصالح جو بايدن، في ظل اقرار بان بنيامين نتانياهو وحلفاءه العرب الجدد ‏سوف يتقدمون الخاسرين في المنطقة والعالم بعدما وضعوا “البيض” في “سلة” ‏دونالد ترامب، حضرت الساحة اللبنانية بقوة على “طاولة” النقاشات الداخلية في ظل ‏تقييم متشائم حيال تحول لبنان الى دولة فاشلة، بعد عام من الاحداث والتطورات التي ‏زادها الحصار الدولي وخصوصا الاميركي سوءا، ووفقا لتقارير اعلامية اسرائيلية لا ‏يبدو ان ثمة امل في خروج لبنان من الازمة الراهنة، ووفقا لتقديرات المراكز ‏الاستخبارتية فان القيادة السياسية الفاسدة حافظت على مكتسباتها وبقيت كما هي – بمن ‏فيهم رئيس الحكومة الحريري الذي استقال في بداية الثورة، ولكنه تسلم مؤخراً كتاب ‏التعيين لتشكيل حكومة جديدة، حيث ظل وعده بإجراء إصلاحات بروح “المبادرة ‏الفرنسية” بحاجة إلى إثبات!.‏

اعادة الاستقرار ضروري!‏

لكن اللافت في التقديرات الاسرائيلية، التسليم بان الطريق طويلة لتحقيق اي تغيير في ‏لبنان، وهذا ما دفع بالاجهزة المعنية بالملف اللبناني الى رفع توصيات بأخذ دور غير ‏مباشر لتغيير النهج الغربي وخصوصا الاميركي لإعادة الاستقرار الى الساحة اللبنانية، ‏واختيار طرق مختلفة لتقليص تأثير نفوذ حزب الله وتحييد الأخطار الذي يخلقها ‏لإسرائيل.‏

حزب الله يدير التفاوض

وفي هذا السياق، تعتقد اسرائيل ان حزب الله لا يزال الطرف الرئيسي الذي يعمل من ‏خلف الكواليس في إدارة المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، حيث يملك التأثير ‏على كل عملية لا تتساوق مع مصالحه، وهو سيحرص على ألا تنحرف المفاوضات ‏عن هدفها وتتحول إلى بيئة خصبة لاتصالات سياسية مع إسرائيل، فيما يحرص على ‏إبقاء التوتر الأمني مع وعده بالانتقام لمقتل احد عناصره في سوريا في شهر تموز، ‏كجزء من سياسته لترسيخ معادلة الردع وهو في هذه المرحلة، ينتظر الوقت المناسب ‏لتنفيذ تهديده، وهي عملية قد توسع دائرة المواجهة.‏

لا مصلحة “بدولة فاشلة”؟

اما لماذا على اسرائيل عدم السماح بتحول لبنان الى دولة فاشلة، تتوقع تقديرات مراكز ‏القرار الامني في اسرائيل ان عدم النجاح في تشكيل حكومة فاعلة، وعدم اعادة ‏الاستقرار على نحو تدريجي، سيؤدي الى حرب أهلية وفوضى ستتسبب باتساع أحداث ‏العنف، مع ترجيح احتمال سيطرة حزب الله على الدولة، وهذا هو السيناريو الاسوأ ‏لاسرائيل التي لها مصلحة في تقليص نفوذ الحزب، لكن مع الحفاظ على الاسقرار ‏اللبناني بعيدا عن الفوضى على الحدود، ولهذا ستكون الاستراتيجية الاسرائيلية المقبلة ‏مزيج من حث الدول الغربية على تقديم المساعدات الاقتصادية للبنان مع استمرار بذل ‏الجهود لتقييد سيطرة حزب الله ومنعه من ملء مخازنه بصواريخ دقيقة، ومنعه كذلك ‏من انشاء بنية تحتية في هضبة الجولان، مع استمرار العمل لعزله سياسيا على الساحة ‏الدولية، واعتباره تنظيماً “إرهابياً” دولياً..!‏

 

 

‏ “انعاش” التدقيق الجنائي؟ ‏

في غضون ذلك، تحركت السلطات الرسمية لمحاولة انعاش “التدقيق الجنائي” الذي ‏اصطدم بتمنع مصرف لبنان عن تسليم اجوبته لشركة “الفاريز اند مارسال” متسلحا ‏بقانون السرية المصرفية، وقد اعلن وزير المال غازي وزني عن تمديد المهلة المحددة ‏لتسليم المستندات المطلوبة مدة 3 اشهر، وذلك عقب لقاء جمعه مع الرئيس ميشال عون ‏ومدير الشركة المولجة بالتدقيق دانيال جيمس، في حضور حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة، وقد دعا الرئيس عون إلى “ضرورة التزام الحكومة إجراء التدقيق الجنائي ‏المالي في حسابات مصرف لبنان لأهمية هذه الخطوة في مجال الإصلاحات ‏الضرورية”.‏

وبحسب اوساط مطلعة، اكد جيمس ان المعلومات التي حصلت عليها الشركة، رداً على ‏الأسئلة التي طلبتها في المرة الأولى، لم تكن كافية، في حين أنها لم تتلق أي اجابة عن ‏طلبها الثاني، ما أدى إلى الوصول إلى طريق مسدود، يستدعي منها الانسحاب، لكن ‏تعهدات الرئيس عون ادت الى اقناع الشركة بتمديد المهلة لمرة واحدة..‏

سلامة يتمسك بموقفه!‏

وبعد الظهر التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب سلامة في السراي ‏الحكومي، بحضور وزيرة العدل ووزير المال،ووفقا للمعلومات اكد حاكم مصرف ‏لبنان انه قدّم ما يسمح له القانون بان يقدمه من مستندات الى شركة التدقيق،وقد جدد ‏سلامة المطالبة بان تقوم كل مؤسسة حكومية أو معنية بالتقدم بطلب رفع السرية عن ‏حساباتها، فيما اكد له دياب ان قرار التدقيق صدر عن الحكومة اللبنانية، وهيئة ‏الاستشارات منحته الاذن بذلك؟ فلماذا لا ينفذ؟ وبقي السؤال دون اجابة، خصوصا ان ‏حاكم مصرف لبنان يؤكد ان استشارة هيئة التشريع غير ملزمة.‏

وقد أوضح وزني بعد انتهاء الاجتماع المالي أن “ما يجري هو درس مفهوم السريّة ‏المصرفية والعمليات المالية التي تخضع لهذا القانون، لتمكين مصرف لبنان من تسليم ‏كل المستندات المطلوبة من شركة التدقيق الجنائي. من جهتها، قالت وزيرة العدل في ‏حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم من السراي: على حاكم مصرف لبنان أن ‏ينفذ قرارات الحكومة أو أن يبرّر رسمياً للحكومة وللرأي العام سبب عدم تجاوبه معها. ‏هناك فجوة كبيرة في حسابات المصرف، وقالت : نريد أن نعلم أين ذهبت ودائع الناس؟

ووفقا لاوساط نيابية بارزة، لا شيء يطمئن الى ان المهلة الجديدة يمكن ان تعيد انعاش ‏التدقيق الجنائي الذي يسعى الكثيرون الى “دفنه”، وهو امر قد يتعزز اذا ما نجح ‏الرئيس الحريري في تشكيل حكومة جديدة، وهو غير متحمس لهذه الخطوة، ولذلك لن ‏يكون الحل الا بتعديل قانون في مجلس النواب لقانون النقد والتسليف لتجميد السرية ‏المصرفية او الغائها..‏

لبنان ومؤتمر دمشق

وفي موقف لبناني لافت، اكدت اوساط وزارية “للديار” انه جرى ابلاغ الوفد الروسي ‏الذي زار لبنان مؤخرا انه جرى التوافق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس ‏حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على مشاركة وزير الخارجية في الحكومة ‏المستقيلة شربل وهبة عبر “الفيديو كول” في مؤتمر النازحين السوريين المرجح ‏انعقاده في العاصمة السورية دمشق منتصف الشهر الجاري، اذا لم يجر تاجيل موعده ‏في الايام المقبلة، وسط احتمالات بنقله الى كازاخستان، بعدما حرضت الولايات المتحدة ‏الدول على مقاطعته .‏

إلحاح روسي

ووفقا لتلك الاوساط، جاءت الموافقة اللبنانية بناء على الحاح روسي على المسؤولين ‏اللبنانيين لعدم تفويت هذه الفرصة وتجنب ارسال اشارات سلبية في هذا الملف الشديد ‏الحساسية بالنسبة الى لبنان الذي يعاني من ازمة كبيرة في استيعاب النازحين على ‏اراضيه، وبعد التشاور مع دول الجوار تقرر ان يشارك لبنان في المؤتمر عبر سفيره ‏في دمشق، فيما يلقي وهبة الكلمة الرسمية عبر “الفيديو كول”، وعلم في هذا السياق، ‏ان الاردن والعراق قررا ايضا المشاركة عبر الطريقة نفسها،وهو ما اعتبرته بيروت ‏مؤشرا على نية دول اقليمية فاعلة للانفتاح على دمشق “ومسايرة” الجانب ‏الروسي،ولهذا تم اتخاذ القرار برفع المستوى التمثيلي على ان تتم متابعة ملف اللاجئين ‏على الاراضي اللبنانية مع موسكو بعد المؤتمر، لايجاد آليات واضحة لعودتهم الى ‏بلادهم، وهذا الامر يتطلب، مقاربة مختلفة من الامم المتحدة، وهو امر ستتولاه روسيا ‏في الامم المتحدة، كما يتطلب تزخيم العلاقة بين بيروت ودمشق ورفع مستوى التعاون ‏القائم الان من خلال قناة امنية يتولاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ‏الى مستوى سياسي رفيع لمحاولة ترتيب عودة آمنة بالتفاهم بين الجانبين وبرعاية ‏روسية، وهو امر يحتاج الى حكومة مكتملة العناصر وليس حكومة تصريف اعمال، ‏وهنا ثمة علامات استفهام كثيرة تطرحها المصادر نفسها حيال مقاربة الرئيس سعد ‏الحريري لهذا الملف اذا ما نجح في تشكيل حكومته العتيدة، خصوصا ان مستشاره ‏للشؤون الروسية جورج شعبان سبق ونعى المؤتمر وتوقع تاجيله، فهل سيكون ‏الحريري منفتحا على العلاقة مع سوريا من “بوابة” اللاجئين؟ وهل سيواكب العودة ‏الخليجية التدريجية الى هناك؟ ام سيكون عليه انتظار اكتمال التفاهمات بين الرياض ‏والنظام السوري؟ ‏

منعطف خطير صحيا

صحيا، سجل “كورونا” رقما قياسيا حيث اعلنت وزارة الصحة تسجيل 2089 اصابة ‏جديدة بفيروس كورونا في الساعات الـ 24 الماضية و7وفيات، ووسط تخبط رسمي ‏في مواجهة الوباء، أوضح مدير “مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي” فراس ‏الأبيض أن نسبة الاصابات 400 حالة لكل مئة الف نسمة، وهذا رقم قياسي جديد”، ‏مشيراً الى أن “وصول المطر وانخفاض درجات الحرارة يفرض انتقال حركة المجتمع ‏الى الاماكن المغلقة، ويصاحب ذلك غالباً ارتفاعاً اكبر في معدلات الاصابة بالعدوى، ‏وهو ما نشهده حالياً في اوروبا واميركا.‏

شاهد أيضاً

جديد اسرائيل على جبهة لبنان : مدرعات مسيّرة و آليات…

“آليات ومدرعات مسيّرة من طراز زيلدا لجأ إليها العدو الإسرائيلي في جبهته مع لبنان. فبحسب …