صحيح ان اللقاء الذي جمع امس رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا حمل الرقم 13، وعادة هذا الرقم معروف بانه رقم الشؤم او التشاؤم لكن هذه المرة لم يحمل الرقم 13 ، الا الايجابية، اقله في ما قيل بالعلن اذ خرج بعده الحريري ليعلن من على منبر قصر بعبدا ان اللقاء كان ايجابيا وفيه انفتاح وقررنا ان نجتمع غدا وسنكثف اللقاءات التي ستكون متتالية للاتفاق على تشكيلة حكومية قبل الميلاد»..
هذا في العلن لكن ماذا حصل فعليا في كواليس الاجتماع 13 في بعبدا؟
معلومات «الديار» تفيد بان جو النقاش بين الرجلين كان فعلا ايجابيا ووديا اتفق خلاله الطرفان نهائيا على حكومة من 18 وزيرا لا يحصل فيها اي طرف على الثلث المعطل.
وهنا تتوقف مصادر مقربة من الحريري لتقول عبر «الديار»: ما اراده الرئيس المكلف حصل عليه مدعوما من البطريرك الراعي اي لا ثلث معطلا في حكومته»..
هذا في الشكل اما من حيث التوزيع، فقد اتفق ايضا في لقاء بعبدا على اعادة توزيع بعض الحقائب وتقسيمها على الطوائف
فحكومة الـ 18 وزيرا ستكون مقسمة مبدئيا بحسب اخر ما تم الاتفاق عليه وفق الشكل التالي:
6 وزراء لفريق رئيس الجمهورية و6 لامل مع حزب الله والمردة والقومي مقابل 5 لفريق الرئيس المكلف على ان يكون الوزير السادس هنا هو الوزير الملك وسيكون مبدئيا مسيحيا (وهو ايضا يعرف بانه سيكون الوديعة الفرنسية).
هذا من حيث توزيع العدد اما من حيث توزيع الحقائب، فتفيد المعلومات بان النقاش امس بلغ ذروته عند الحديث عن توزيع الحقائب الامنية الثلاث اي العدل والداخلية والدفاع.
مصادر مطلعة على جو الاجتماع تكشف ان النقطة التي لا تزال عالقة هي حقيبتا الداخلية والعدل بحيث اتفق على استكمال النقاش بهما في اجتماع اليوم.
وفي هذا السياق تكشف اوساط متابعة بان عرض الحريري بان تكون الدفاع لرئيس الجمهورية والعدل له (اي للحريري) مقابل اسم توافقي على الداخلية يرجح ان يكون من الطائفة الاورثوذكسية ؛ الا ان رئيس الجمهورية لم يكن متحمسا له اذ عرض الاخير مقابل عرض الحريري طرحا مفاده: العدل لي الى جانب الدفاع مقابل الداخلية لك»…(والاكيد هنا ان الدفاع حسمت نهائيا لرئيس الجمهورية).
هذا الطرح يتوقع بحسب المعلومات ان يرد عليه الحريري ويكون لديه اجابة حوله في اجتماع اليوم ولاسيما انه يتمسك بالداخلية لكي تكون من حصته.
وعليه؛ تجمع وللمرة الاولى مصادر كل من بعبدا وبيت الوسط هذه المرة على ان الجو فعلا ايجابي وعلى ان الحكومة قد تبصر النور في غضون ايام وربما بين العيدين اي عيد الميلاد ورأس السنة اذا كانت النوايا «صافية» وكان هناك فعلا ارادة بانتاج حكومة غير مرتبطة ولادتها بالظروف الخارجية. حتى ان هذه المصادر تذهب بتفاؤلها حد القول ان الحكومة قد تكون عيدية الميلاد وعيدية ايضا للبطريرك الراعي الذي بذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه.
لكن مقابل هذه الصورة البيضاء التفاؤلية تتوقف مصادر بارزة رفيعة مطلعة على جو ما يحصل في الكواليس لتقول عبر الديار: الشياطين تكمن في التفاصيل…وحتى اللحظة لا اجواء توحي بحكومة خلال ايام على عكس الاجواء التفاؤلية التي بثت اخيرا لتختم بالقول: طولوا بالكن كل ما حكي عن ايجابية بعدو حكي!».
جويل بو يونس – الديار