أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن حزب الله يريد حكومةً اليوم قبل الغد، لأن لبنان بحاجة إلى حكومة فاعلة والوقت ليس في مصلحة اللبنانيين.
وأضاف هاشم في حديث إذاعي: “قمنا بكل ما هو متوجب لتسريع تشكيل الحكومة في أقرب وقت، ونحن دائماً جاهزون للتدخل من أجل مصلحة البلد وحين تبدي الجهات المعنية حاجتها إلى ذلك”، وقال: “حزب الله لا يضرب على الطاولة ولا يضغط على أحد، وهذه سياسته المعروفة، ونحن نبدي تجاوباً إلى أبعد حدّ من أجل إنقاذ البلد.
وعن العلاقة مع الحلفاء في الداخل، قال السيد صفي الدين: “نحن صادقون مع حلفائنا ولا نطلب منهم شيئاً، فحيثُ نتفق معهم نكون في ميدان واحد، وحين نختلف معهم نحترام آراءهم”.
وبشأن الواقع الاقتصادي اللبناني، قال السيد صفي الدين: “كنا وما زلنا نعتبر أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان أنتجها اللبنانيون بأنفسهم مع بعض الدفع من الخارج، ولو لم يستجيبوا للضغوط الأميركية لما كنا وصلنا إلى هنا. وشدّد على أن الحرب الاقتصادية من الخارج قائمة، ولن يكون لها تأثير إذا ما أقفل اللبنانيون الأبواب أمامها، فالتأثير الخارجي لا يكون إلا باستجابةٍ داخلية.
وأضاف : “نحن جزء من المجتمع اللبناني، وخيارنا المقاوم هو للدفاع عن هذا البلد، ويجب أن نحفظه كي لا يكون مُخترقاً من قبل إسرائيل وغيرها”.
وأكد السيد صفي الدين أن لبنان لا يتحمّل الانقلابات، ولا أن تُفرض عليه الحلول بالقوة، وهو لا يتحمل إلا التفاهم والتشارك، وهذه حقيقته التاريخية، مشدداً على أنه يجب أن تؤخذ الخصوصيات اللبنانية في الشأن الداخلي كما هي، “وإذا أراد البعض أن يدفعنا تحت عناوين مختلفة باتجاهات خاطئة، فنحن نعرف حجمنا وواقعنا ولا نتحرك إلا ضمن برنامج يخدم الوطن”.
وتابع سماحته: “نحن قلنا إننا لن نترك اللبنانيين يجوعون ولا زلنا على هذا الكلام، والخطة التي نعمل عليها ليست وليدة اليوم، وهي تقوم على التعاون والتكافل”، مشيراً إلى أن الأميركي خاب ولم يحقق مبتغاه، وأضاف: “نحن قلنا منذ البداية إن عقوباته لن تجلب الضعف والوهن لحزب الله ومقاومته”.
من جهة ثانية، رأى السيد صفي الدين أن انفجار مرفأ بيروت كارثة إنسانية ووطنية كبيرة وغير مسبوقة، ونتائجها ممتدة حتى اليوم وستبقى لسنوات، مشيراً إلى أن التحقيق في انفجار المرفأ يبقى في عهدة الدولة والأجهزة الأمنية، والنتيجة مطلوبة بالتعب والجهد.
السيد صفي الدين أكد أن الأجواء ليست مهيأة لحرب كبرى إلّا أنّ احتمال حصول عدوان قائم من باب تحمّل المسؤولية وليس من باب الرعب ودبّ الذعر في نفوس الناس، لافتاً إلى أن العدو “الإسرائيلي” يفتش اليوم عن بدائل في التعاطي مع المقاومة، وعن طريقة أخرى للمواجهة، وفي ذلك دليل على فشله.
وعن مواجهة وباء “كورونا، قال سماحته: “أجهزتنا الطبية حاضرة، وهناك أطقم كبيرة ما زالت في خدمة وزارة الصحة واللبنانيين في مناطق عدّة ومختلفة”.
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله رأى أن فقد قائد فيلق القدس الشهيد الحاج قاسم سليماني خسارةٌ كبيرة لمحور المقاومة، غير أنها لا توقف المدّ المقاوم، مؤكداً أنه حاضرٌ بآثاره وبكلّ ما قدمه، وإذا كنا اليوم ننعم بقوةٍ وانتصارات، فلأنّ له فضلاً كبيراً في ذلك على دول المنطقة.
واذ بارك سماحته للبنانيين جميعاً ولإخواننا المسيحيين خصوصاً ذكرى ولادة النبي عيسى (ع)، أمل في أن يكون العام القادم أكثر حيوية وراحة للناس عموماً”.