أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أن الحدث الأخير الذي حصل في واشنطن، حيث أن ترامب قطع عطلته وخطب بالمتظاهرين وحرضهم على الكونغرس والشيوخ والنواب المجتمعين للتصديق على الإنتخابات الأميركية، وبعد قليل هاجم المتظاهرون مبنى الكونغرس في مشهد اعتاد الأميركيون أن يقيموه في دول أخرى من العالم لإسقاط الأنظمة، ومنها في لبنان، ودخلت الحجود وسقط قتلى وجرحى وارتفعت الأصوات”.
واعتبر أن “هذا الحادث خطير جدا ولا يمكن تسخيفه، ودلالاته خطير، في لبنان أحباء الأميركيين حاولوا تبسيطه وتسخيفه، لكن بايدن ونائبته والمسؤولين الأميركيين وصفوا ردة الفعل الخطيرة، والدعوات الى عزل ترامب، وهذه الحادثة تستحق التوقوف عندها ودراستها وتبين حقيقة الواقع القائم بأميركا وتكشف إدعاءات وحقيقة هذه الديمقراطية، والأميركيون لمسوا نتائج سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الأميركيين من أجل السلطة، وما شاهده العالم هو نموذج عما ارتكبه ترامب خلال سنوات حكمه الأربعة”.
واعتبر أن “اليوم انكشفت حقيقته أمام شعبه، ويشكل الغطرسة الأميركية على الشعوب، وهو نموذج عقم ومصيبة الديمقراطية الأميركية الخالية من الضوابط، وكشف حقيقة الديمقراطية التي يحاول تعميمها على العالم، ونذكر بومبيو الذي كان يتحفنا بكيفية الحفاظ على أصوات الناخبين واحترام المتظاهرين ورأينا نموذجهم وقتل المتظاهرين”.
وأضاف: “الله حمى الكرة الأرضية خلال 4 سنوات ويجب أن نتوسل اليه لأن الحقيبة النووية بيد شخص واحد إنسان أحمق ومجنون وحاقد ومستبد، ونطلب من الله أن يستر على العالم حتى تسليم السلطة الأميركية في 20 كانون الثاني”.
واعتبر نصرالله أن إذا كنا نشهد اليوم اهتماما عالميا بلبنان فهو بسبب المقاومة وسلاحها.
في ملف المرفأ، أكد أن ما حصل في المرفأ هي قضية وطنية ويجب أن تبقى كذلك ولا يجوز تحويلها لقضية مناطقية أو طائفية أو سياسية، لأن الأذى لحق بالجميع، فالشهداء مسلمون ومسيحيون، والجرحى من الجميع وتضررت بيوت الجميع، وإصابة المرفأ أثرت باقتصاد الشعب اللبناني ككل، وهي قضية إنسانسة وطنية ولا يجوز تسييسها”، وأضاف “نحن سنتابع هذه القضية للنهاية، لأن هناك جو في البلد أن هناك من يحاوا تضييع التحقيق، وأتعهد أننا كحزب سياسي مصرون أن يصل هذا الملف لنهايته العادلة والصادقة بأقرب وقت لأنه سبب إنساني بالدرجة الأولى وثانيا لأنه من اللحظة الأولى وجهت الإتهامات واستخدم الملف ضد حزب الله، وثم على العهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من باب أننا حلفاء”.
ولفت الى أن “هناك التحقيق الفني أو ما يسمى التحقيق الجنائي، والجيش قام بالتحقيق بالإستعانة بخبرات، ومعلوماتنا أن التحقيقات انتهت أصبحت لدى المحقق العدلي، ونسأل: “ألا يحق لعوائل الشهداء والجرحى والشعب اللبناني أن يطلع على هذا التحقيق، قولوا الحقيقة للناس، هل الإنفجار ناتج عن وجود أسلحة وصواريخ ومواد عسكرية ؟ لماذا لا تقولون الحقيقة للناس؟ لماذا يبقى الملف مفتوحا أمام التحريض الطائفي والسياسي؟”، مطالبا “قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إعطاء نتيجة التحقيق الى الشعب اللبناني”.
بعد 5 أشهر لم يتبين من أتى بالنيترات ولمصلحة من؟، هالمياه الدولية مليئة بالأساطيل التي تراقب السفن، وتصادر أي سفينة فيها أسلحة، ألم يتبين كيف خرقت الأساطيل الأميركية والأوروبية واليونيفيل ؟ إذا لم يعرف مصيبة وإن عرف مصيبة أنه لم يتم الإعلان، يجب أن يعلن عن نتيجة التحقيق
ولفت نصرالله الى أنه “واضح من مسار المحقق العدلي القاضي فادي صوان، أنه لا يوضح شيئ للناس وذاهب لتحميل المسؤوليات الإدارية كأنه بنى أنه موضوع إهمال، ويا سعادة القاضي ما يجعلك قويا هو الإستناد الى الإرادة الصادقة، قل للبنانيين ما جرى بالمرفأ وبناءا عليه أريد سجن المسؤولين وسيكون الشعب كله معك، بهكذا ملف يجب أن يكون التعاطي عاطل ونزيه ولا يجوز التعاطي معه على أساس 6 و 6 مكرر، والإدعاءات الأخيرة واضحة أنها من دون أساس ومعيار، بل اختيار من عدة طوائف”، وقال: “إن كنت ستكمل بهذا الملف على هذه الطريقة لن نصل الى طريقة، ويجب تصحيح مسار التحقيق، لا تعمل على أساس 6 و6 مكرر، وبقضية بهذا الحجم لا يجب العمل وفق تلك القاعدة بل يجب العمل بالقضاء العادل والنزيه”.
وأوضح نصرالله أنه “بالنسبة لجمعية مؤسسة القرض الحسن، التي تأسست عام 1984 بمبادرات غير حزبية بل فردية، أتت الفكرة أننا لا نريد أن نقيم الربا، لأنه حرام لدينا، وبدأ إقراض المحتاجين دون فوائد وكان يسير ببطء، ورأس المال هو من إيداعات الناس التي تريد حفظ أموالها، وعام 1987 أخذوا رخصة قانونية، وبالخلفية الإجتماعية هذا عمل خير، وأكمل الإخوة حيث بدأت المؤسسة بالإعتماد على نظام أن من يريد الإقتراض يجب أن يرهن ذهبا كضمانة، أو كفيل مشترك بالقرض الحسن لديه كفيل، ولا تواسط في ذلك، وأتى الكفلاء الذين وضعوا أموالا لإعطاء قروض للبعض، وهناك من أودع المال لمجرد الإيداع، ومع الوقت وصلت الجمعية الى ما وصلت اليه الآن، وسارت تاريخيا بثبات وصداقية”.
ولفت الى أن هناك أسباب لنجاحها وثباتها، أولا هي أنها لا تقوم بأعمال إستثمارية، وليس هناك أعمال تجارية، وليس لها أي غاية ربحية على الإطلاق، وضمانات الإقراض من خلال رهن الذهب أو الكفلاء، وسقوف القروض 5000 لـ6000 دولار كأقصى حد، ولا قروض كبيرة الا بحالات استثنائية، وحتى بحرب تموز حين قصف أحد المخازن عوض على جميع الناس، والأهم أن هناك جهة ترعى المؤسسة موثوقة هي حزب الله، والإدارة الكفوؤة والأمينة والمتشددة بتنفيذ الضوابط”.
وشدد السيد نصرالله على أنه “في السنوات الأخيرة كبرت الإيداعات والقروض بسبب الثقة المتزايدة، وانهيار شركات مالية وتجارية كثيرة، بينما هذه المؤسسة لم تتعرض لهذا النوع على الإطلاق، ومن الأسباب أيضا العقوبات الأميركية بحق حزب الله وأداء المصارف اللبنانية، والأداء غير الأخلاقي في بعض الأحيان حيث أنه تم سحب عدد من الإيداعات وإيداعها في القرض الحسن، ومن الأسباب أزمة المصارف اللبنانية وعدم ثقة المودع أن يضع أمواله في المصرف وتوجهوا للإيداع بالقرض الحسن”.
وشدد على أن “هذه المؤسسة لم تكن لبيئة معينة، وهي مفتوحة لكل الناس، ومن يريد الإقتراض من أي طائفة يمكنه التوجه الى القرض الحسن، ومن يريد أن يساهم او يشترك ككفيل ومن يريد أن يقترض أهلا وسهلا، وذهب القرض الحسن ليفتح ببعض المناطق الا أنه تعرض للإعتراض من بعض القوى الأمنية في لبنان، والمؤسسة مستعدة لأن تفتح بأي منطقة في لبنان”، معلنا عن أنه “من بداية التأسيس الى اليوم، إجمالي عدد المستفيدين منذ التأسيس لليوم هو مليون و801 الف مواطن، ومبلغ القروض 3 مليار و775 مليون دولار أميركي، وهي أموال الناس الواثقون بالمؤسسة، وعدد التعاملين مع المؤسسة الآن يزيد عن 300 ألف شخص، وهذه المؤسسة لها شبيه في لبنان”.
ولفت الى أن “مؤسسة القرض الحسن لها جمعيات مشابهة في لبنان من كل الطوائف بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية و هو ليس منظمة سرية وكل معاملاتها منشورة في دليل للوزارة، وهنا نسأل: ما هي الأضرار التي تسببها مؤسسة تمنح قروضاً للناس من دون فوائد على الاقتصاد اللبناني؟”، والقرض الحسن لا يمول حزب الله بل فرصة حقيقة لمساعدة الناس وهو مفتوح أمام الجميع وأموال الناس فيه لم تمس، وكل الحملات التي تقام ضده هي لترهيب المساهمين”.
وشدد على أن “المؤسسة لديها القدرة من الضمانات والمتانة، وهذه المؤسسة لن تنهار، وبمناسبة هذا الحديث، أدعو نفسي وإخواني لإيداع أموالنا في القرض الحسن، والرد على اللئام من اللبنانيين هي أن نودع أموالنا في القرض الحسن، تلك المؤسسة الحاضرة لأن تفتح بكل المناطق اللبنانية، وهكذا نكسب ثواب عند الله”.
ولفت السيد نصرالله الى أنه “أثير بعض الإعلام اللبناني قضية أن السلطات الإيطالية صادرت شحنة ضخمة من الكبتاغون قيمتها مليار دولار ووجهت التهمة الى حزب الله، وما حصل هو أنه في الأول من شهر تموز 2020، نشر الإعلام الإيطالي أن السلطات وجهت أصابع الإتهام الى تنظيم داعش في سوريا، وفي الرابع من شهر آب 2020، نشرت صحيفة واشنطن بوسط الأميركية أن المجموعة ليست لداعش بل لمجموعة شرق أوسطية، ثم تحولت الى حزب الله، وقمنا نحن وتتبعنا الموضوع، وتبين أنه منذ البداية لا مصدر رسمي إيطالي اتهم حزب الله، بل أتى الأميركيون وحرفوا نتائج التحقيق، وعندما تبين أنه لا مصداقية، تواصلنا مع السلطات الإيطالية، وأكدوا لنا ذلك”.
وشدد على أن “الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي يعرف أننا مستهدفين بعدة ملفات ضمنها هذا الملف، وموقفنا من المخدرات هي أنها من المحرمات، وهناك مستويات يكون الحكم الشرعي هو الإعدام، نحن بحزب الله لدينا مكتبا تنظيميا، وهناك قرار يقول بأنه أي شخص بحزب الله يتبين أنه له علاقة بصناعة أو تهريب أو تجارة أو بيع أو شراء، وإن ثبت ذلك يفصله دون انذارات، ويحرم من التعويضات، وكل إخواننا مبلغون بهذا القرار، ومراجعنا لا تجيز هذه الأمور حتى في ساحات الأعداء”.
وأوضح أنه “بالنسبة لنشر هذا الموضوع على بعض وسائل الإعلام اللبنانية، أنتم تعتدون على كراماتنا وتتهموننا بأشياء بشعة ومستنكرة جدا، ويجب معالجة هيدا الموضوع، وخصوصا عندما تعرف أنها قضية ملفقة ولا أساس لها من الصحة، هذا الأمر لم يعد يجب السكوت عليه بأي شكل من الأشكال، وهذا النوع من الموضوعات يشكل اتهاما بإنسانيتنا ونعده اتهاما بالإجرام ولا نقبل أن يتهمنا أحد بذلك، وبموضوع الإعلام لا بد من معالجته وإذا كان المطلوب أن تتم معالجته من قبل الناس بتظاهرة واعتصام فمن الممكن أن يأتي يوم للمعالجة”.
وأعلن السيد نصرالله عن أنه “نؤيد التحقيق في الفساد بكل الوزارات والمشكلة بالتسييس والاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات وهذا معارك سياسية وليس مكافحة الفساد”.
وفي الملف الحكومي، اعتبر السيد نصرالله أنه “خلال الفترة الماضية قيل أن المعطل الحقيقي لتشكيل الحكومة هو حزب الله لأنه يريد أن يشكلها الا بعد ذهاب ترامب، وهذا غير صحيح ولم نقف بأية لحظة عند زمن ترامب أو بايدن، وهذا اتهام ليس له أساس، وقيل أيضا أن الحريري لا يريد تشكيل الحكومة بانتظار نهاية ولاية ترامب لأنه يتعرض لتهديدات إن وجد حزب الله بالحكومة، ونحن سألنا الحريري ونفى هذا الأمر، وعلى الحالتين، ترامب سيرحل ولدينا عدة أيام ليستلم بايدن”.
واكد أنه “إذا اقتنع البعض بمفاوضات أميركية إيرانية فنحن لا نملك هذا الأمر وإن كان غيرنا ينتظر ذلك، أقول بأن هذا الأمر ليس واردا، لأنه لا مفاوضات أميركية إيرانية على أي منطقة، ولا ينتظر أحد التفاهم الأميركي الإيراني، لإن الإنتظار سيكون دون أفق، وإن كان هناك من ينتظر بايدن وإدارته يعني أن قصة الحكومة ستطول لعدة أشهر، وأولا وثانيا وعاشرا، أن بايدن وفريقه أولويتهم الداخل الأميركي بظل الوضع المأساوي في الداخل الأميركي، وبناء على كل ما تقدم، أدعو لتجاوز الإعتبارات الخارجية”.
واعتبر أنه “داخليا لا يجوز تحميل المسؤولية لجانب واحد، هناك عدة جهات لديها مخاوف وهناك أزمة ثقة، والموضوع ليس فقط موضوع حقيبة ووزير زائد أو ناقص، وهناك أزمة أعمق، والمطلوب منا ومن القيادات السياسية في لبنان، ويجب أن نحاول أن نفعل شيئا قبل 20 كانون الثاني، عبر تقريب وجهات النظر والتخفيف من أزمة الثقة”.