يرتكز التدخين التقليدي إلى حرق التبغ عند إشعال السيجارة، وهي عملية يُعتبر أنها تعدّ السبب الرئيسي للأمراض والوفيات الناجمة عن التدخين. فعند حدوث الاحتراق تتخطّى درجة الحرارة في السيجارة الـ 800 درجة مئوية، وهو ما يؤدّي إلى إنتاج أكثر من 6000 آلاف مادة كيميائية ضارّة.
من جهته يعمل جهاز IQOS عن طريق تسخين التبغ، وفق درجة حرارة مضبوطة لا تتخطى 350 درجة مئوية، ما يقلّل المواد السامة الموجودة في دخان السجائر التقليدية ويمنح في الوقت عينه المستخدم تجربة خالية من الدخان والرماد، من دون التفريط بالطعم الحقيقي للتبغ. ومن أبرز مزايا IQOS مقارنةً بالسجائر التقليدية هي أن الروائح المنبعثة منه قليلة وشبه معدومة ولا تسبّب إزعاجاً للمحيطين بمستخدم الجهاز نظراً لغياب عامل حرق التبغ، إضافة إلى أن الرائحة لا تلتصق بالأصابع والملابس والشعر. ومن المهمّ الإشارة إلى أنّ IQOS يحتوي على النيكوتين ولكن بمستويات أقلّ من المواد الكيميائية الضارّة تصل إلى 95%، من دون أن يعني هذا الأمر انخفاضاً في المخاطر بالنسبة عينها، إذ إن IQOS غير خالٍ من الضرر.
IQOS غير خالٍ من الضرر ولاستخدام البالغين فقط
نتائج مثبتة علميّاً
أدركت «فيليب موريس العالمية» أنّ إقناع الرأي العام العالمي برؤيتها الجديدة وبأنها من دعاة «عالم بلا دخان» سيكون شاقّاً، ويستدعي حتماً استراتيجيات مغايرة تتخطى أساليب التسويق والإعلان التقليدية. من هنا، كان خيار الشركة الاعتماد على العلم وعلى الدراسات العلميّة الموثقة لتدعيم ادّعاءاتها حول فوائد منتجاتها لتسخين الدخان، وهو ما دفعها إلى استثمار أكثر من 6 مليارات دولار منذ عام 2008 في هذا المجال، كان أبرزها تأسيس مركز خاص بها للأبحاث والتطوير يعمل فيه مئات الخبراء والعلماء.
أبحاث الشركة الخاصّة دعّمتها أبحاث أخرى مستقلّة أجرتها عدة مؤسسات علميّة مرموقة في العديد من الدول حول العالم ومنها على سبيل المثال البيان المشترك الذي أصدره كلّ من وكالة الصحة العامة في إنكلترا ومؤسسة الرئة البريطانية ومركز المملكة المتحدة لدراسات التبغ والكحول وغيرها من المؤسسات والذي اعتبر أن «السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بكثير من التدخين… وتشير جميع الأدلة إلى أن المخاطر الصحية التي تسببها السجائر الإلكترونية صغيرة نسبياً بالمقارنة مع التدخين».الحكومة الروسية بدورها كلّفت مؤسّستين علميّتَين بإجراء أبحاث حول منتجات التبغ الساخن الخاصة بفيليب موريس العالمية، وقد خلصت النتيجة إلى أن «البخار يقلل بنسبة 90% أو أكثر من المواد الكيميائية الضارة مقارنةً بدخان السجائر».
أمّا الخرق الأبرز الذي نجحت شركة «فيليب موريس العالمية» في تحقيقه فكان إجازة إدارة الغذاء والدواء الأميركية تسويق IQOS في الولايات المتحدة باعتباره منتج تبغ معدَّل المخاطر Modified Risk Tobacco Product (MRTP). وقد جاء قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية بإجازة تسويق منتج IQOS، وفقاً للمعلومات التالية:
-يعمل نظام IQOS على تسخين التبغ بدلاً من حرقه؛
-يُنتج مستويات أقلّ بكثير من المواد الكيميائية الضارة أو تلك التي يُحتمل أن تكون ضارة؛
-خلُص العديد من الدراسات العلمية إلى أن التحوّل من السجائر التقليدية إلى نظام IQOS من شأنه التقليل من التعرّض للمواد الكيميائية الضارّة أو تلك التي يُحتمل أن تكون ضارّة.
اللافت والمثير للسخرية في آن هو أن أكثر النتائج إبهاراً في المساعي المبذولة للحدّ من أعداد المدخنين في العالم ساهمت بها شركات التبغ، وخاصة تلك التي أطلقت منتجات بديلة خالية من الدخان مثل IQOS. فعلى سبيل المثال تراجعت مبيعات السجائر التقليدية في اليابان بنسبة 9.5% سنوياً بين عامي 2016 و2018 منذ أن دخلت هذه المنتجات إلى السوق اليابانية، فيما تقدر «فيليب موريس» أن 73% ممن استخدموا منتجات التبغ الساخن الخاصة بها أقلعوا كلّياً عن التدخين. كذلك، ومنذ عام 2018 حتى العام الجاري تضاعف عدد مدخني IQOS عالمياً (في 61 بلداً تحديداً، حيث يُسمح بتسويق هذا المنتج) من 8.3 مليون مدخن إلى 16.5 مليون مدخن، فيما ارتفعت نسبة من تخلّوا نهائياً عن تدخين السجائر التقليدية منهم وأصبحوا من مستخدمي IQOS حصرياً من 67% إلى 72%.
الأخبار