يلفت الانتباه ومنذ أيام حجم الإعلام وغزارة الأقلام تهلل لحلم يحققه الشباب الجزائري والسوداني
ويتبادر للذهن فورا ما هو الحلم الحقيقي ومن وقف ويقف دون تحقيقه فعلا ؟؟
لمن تهلل الشباب هذه الطاقة الكونية الكامنة في الواقع؟ ومن هم الثوار حقا ؟
ونتساءل هل يصح تبني شارع ليس لديه برنامج واضح ورؤية موحّدة واهداف رائدة ونخبة واعدة؟؟
بأي ربيع نحلم؟ وعن أية ثورة نتكلم اذا لم نحقق قبلاً النخب البديلة للقيادة وبرنامج انتقال للحكم وتحديد وجه الدولة دون فوضى فكرية وفعلية قاتلة للبلاد وصادمة للعباد؟؟
ربما ما جرى ويجري هو لعب على المشاعر واستخدام للشباب العربي فقط وتحريك للشوارع في بلدان قادتها ونخبتها لا تملك القدرة على الاستمرار او اعترضت وجاهرت بالرفض للإملاءات فكان تغيير الأنظمة شكليا وليس بالمضمون عبر إنترنت ومخابرات موجودة في عواصم القرار وفي الولايات المتحدة خاصة حيث يتقاطع ذلك وفقا لأجندة دولية معقدة وقطعاً لم يتخذ قرارها محليا في عواصمنا أبداً.
ووفقا لتحليل مفكري وفلاسفة العلم السياسي وما تقر به مناهج علم الاجتماع السياسي فانه يتوجب تحقيق شروط معينة قبل ظهور الثورة اولها وجود نخب تبدع وثانيها افكار راقية لرعاية المجتمع وثالثها وعي شعبي لمسؤولية القرار ورابعها نظرة وحدوية لوجود الدولة وخامسها قدرة لقيادات استثنائية على الضبط والتحرك.
فإذا تحققت هذه الامور فتصبح الثورة حقيقة قائمة وتؤتي ثمار افكارها النيرّة،
وإلا فنحن أمام تحضير لقلب قيادة سيئة حملت افكارا بالية، وجلب المسخ الأسوأ بافكار حدثية المظهر جاهلية المضمون.
أقول للاسف ليس هناك من يفتش عن نخب، واذا وجد نراه مموّلا ومدعوما من جهات مانحة دولية، وبالتالي هو لا يفتش عن نخب بقدر ما يستعرض افكار منفتحة قد تتلاقى مع معايير محددة سابقا من قبل المموّل الأجنبي ووفق مجتمع غربي وغريب عن حاجاتنا وعاداتنا وقناعاتنا وأفكارنا ومجتمعاتنا .
نحن لا نؤمن بجلد الذات واستعراض المشاكل فقط الذي يؤدي الى اليأس وينشر القنوط بين جيل الشباب
بل ننادي بافكار شبابية رؤيوية جامعة توافق مجتمعاتنا وتحترم تنوعها وخصوصيتها مبنية على الإيمان العميق بقدرة حياة الوطن وإمكاناته الهائلة وتعرف حقا مواطن قوته وكيفية النهوض به وتحقيق استمراريته
حيث يمكن لتلك الأفكار ان تكون مؤهلة لان تكون محطة أولية تتبناها النخب وتطورها وتقوم بتطبيقها لاحقا.
هنا اصل الحكاية ومن هنا تكون البداية