الرئيسية / مقالات / الشرخ بين “المستقبل” و”الوطني ‏الحر‎”‎ ‎”‎التفتيش القضائي” يضع يده على الملف هذا الأسبوع

الشرخ بين “المستقبل” و”الوطني ‏الحر‎”‎ ‎”‎التفتيش القضائي” يضع يده على الملف هذا الأسبوع

 

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : عمّق اقتحام مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون لمكتب للصيرفة، أول من ‏أمس، الشرخ السياسي بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، بالنظر ‏إلى أن الأول يعتبر أن القاضية تستحوذ على صلاحيات ليست لها، فيما يُعدّ ‏التيار داعماً لها، وهو ما أنتج سجالات وردوداً تُظهِر أن العمل القضائي في ‏لبنان ليس معزولاً عن التدخلات السياسية‎.

واقتحمت القاضية عون، القريبة من “التيار الوطني الحر”، يوم الجمعة، أحد ‏‏”مكاتب نقل الأموال” في “قضية مكتف” التي كف مدعي عام التمييز القاضي ‏غسان عويدات يدها عنها، لكنها أصرت على متابعة القضية، وعادت يوم السبت ‏مرة أخرى إلى المكان، وهو ما أثار أزمة سياسية في البلاد، وانقساماً بات ‏‏”المستقبل” و”الوطني الحر” طرفين فيه، فيما يرى آخرون أن القاضية عون ‏تمردت على قرارات قضائية، وتعدّت على صلاحيات ليست لها‎.

وبات الملف بعهدة التفتيش القضائي، وقال مصدر قضائي لـ”الشرق الأوسط” ‏إن ما سيحمله الأسبوع المقبل، هو تولي “التفتيش القضائي” معالجة هذا الملف، ‏وسيضع يده عليه، مشدداً على أن ذلك “هو المسار المؤسساتي الطبيعي الذي ‏ستسلكه القضية”. وشدد المصدر على أن رئيس التفتيش القضائي (يرأسه الآن ‏القاضي بركان سعد) هو محصن بحكم القانون، ولا يستطيع مجلس الوزراء ‏إقالته، وذلك لضمانة الحيادية والاستقلالية عن السلطة السياسية، وهو ما يساهم ‏في معالجة أي ملف قضائي بالقانون وبنزاهة وباستقلالية تامة‎.‎

وفيما يسلك النزاع مساراً قضائياً، اقتحمت الخلافات السياسية الملف، وانخرط ‏فيه مؤيدون لما قامت به القاضية عون ومعارضون لذلك. لكن “المستقبل” حمل ‏الملف على محمل قانونيّ، إذ لمح أمس إلى قضية “صلاحيات”. واعتبرت كتلة ‏‏”المستقبل”، في بيان، أن “المشهد الهزلي الذي تدور أحداثه على خشبة مسرح ‏قضائي، وتابعه الشعب يومين، هو علامة من علامات محاولات استكمال ‏الانقلاب على الدستور والنظام الديمقراطي، عبر تعطيل المؤسسات ومحاولة ‏نسخ نظام الجماهيرية الذي نتذكره كيف كان يحكم بذلك الاتزان العقلي ‏المشهور‎”.

وحذرت الكتلة “من ازدراء المؤسسات الدستورية ومن عمليات تحريض بعض ‏القضاة على اغتصاب صلاحيات ليست لهم، والتمرد على قرارات مجلس ‏القضاء الأعلى ورئيسه والنيابة العامة التمييزية والتفتيش القضائي، عدا عن ‏تحريض بعض القضاة أيضاً على الاستنكاف عن المثول أمام المراجع القضائية ‏المختصة، ورفض تبلغ الطلبات القانونية والقرارات القضائية، مما يؤدي إلى ‏انتهاك القوانين والأنظمة وفقدان الشعب ثقته بقضائه‎”.

واستغربت كتلة “المستقبل” كلاماً أصدرته وزيرة العدل في حكومة تصريف ‏الأعمال، “ساوت فيه بين المرجعية القضائية الرصينة وقاض بات ينطبق عليه ‏وصف الفار من وجه العدالة”. وأكدت كتلة المستقبل أنه “لن تقوم جمهورية ‏باختزال المؤسسات بغرفة أوضاع تمادت في استباحتها للدستور والقوانين، ولا ‏يتصور أحد أن رئيس الجمهورية يمكن أن يكون حكماً للبلاد بإلغاء السلطات ‏الأخرى وانتهاج أسلوب التعطيل المزمن لعرقلة تشكيل الحكومة والتشكيلات ‏القضائية وحشر لبنان في محور أدى به إلى الفقر والحصار والانهيار المالي ‏والاقتصادي وفقدان الاحترام لدى الدول الشقيقة والصديقة‎”.

معالم الانقسام السياسي تنسحب على الفريق القريب من “التيار الوطني الحر”، ‏إذ اعتبرت وزيرة شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة غادة ‏شريم، أن “القضاء يعاني تدخلات سياسية وطائفية وحسابات ضيقة، وفي كل ‏مرة يحاول فيها أي شخص الاقتراب من ملف مالي تقوم القيامة”. وقالت في ‏حديث إذاعي إنه “على القضاء أن ينفض عن نفسه الغبار الطائفي والسياسي ‏والزبائنية والمحسوبيات، من هنا أتت صرخة وزيرة العدل التي سلمت ملف ‏القاضية غادة عون بأكمله إلى التفتيش القضائي‎”.

هذا التباين السياسي أظهر حجم التدخل السياسي في الأمور بالمتصلة بالسلطة ‏القضائية، وهي سلطة يُفترض أنها مستقلة. وقال مصدر قضائي لـ”الشرق ‏الأوسط” إن ما جرى من تصاريح سياسية تظهر الانقسام “ينعكس سلباً على ‏صورة القضاء الذي يفترض أنه الملاذ والحكم بين اللبنانيين”، لافتاً إلى أن ‏‏”هناك قوانين ناظمة ترعى الملفات القضائية، ومن ضمنها الأزمة الأخيرة وهي ‏مشكلة قضائية تعالج في القضاء، ويفترض أن تنتهي على هذا المسار من غير ‏تشويش سياسي‎”.

وكانت خريطة طريق وُضعت لمعالجة الأزمة ضمن المؤسسة القضائية في ‏اجتماع وزيرة العدل ماري كلود نجم، مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي ‏سهيل عبود، والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، ورئيس هيئة ‏التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، أول من أمس‎.‎

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …