كتبت رندة تقي الدين في” نداء الوطن”: تندرج زيارة لودريان إلى لبنان في سياق تشديد الضغوط على القيادات السياسية اللبنانية، وهي ضغوط لم تتوقف طيلة المرحلة الماضية رغم استمرار العراقيل وارتفاع منسوب الامتعاض الفرنسي من أداء المسوؤلين اللبنانيين بسبب عدم تشكيلهم حكومة مهمتها إنقاذ البلد من الانهيار. غير أنّ أكثر من ديبلوماسي في باريس لا يزال يعتقد أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي لن تكسر الجمود في الوضع السياسي اللبناني ولن تفكك العقدة الداخلية لتشكيل الحكومة. وبحسب المعلومات فإنّ لودريان يعتزم القول مجدداً للقيادات اللبنانية إنهم سبق أن التزموا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنفيذ خريطة الطريق التي رسمها لإنقاذ لبنان، وبالتالي ما عليهم الآن سوى أن ينفذوا التزاماتهم وإلا تعرضوا لعقوبات فرنسية متدرّجة، تبدأ بمنع دخولهم الأراضي الفرنسية.وبحسب مراقبين فرنسيين متابعين عن كثب للوضع اللبناني وللعلاقة الفرنسية – اللبنانية، لا يمكن للرئيس الفرنسي أن يتخلى عن القضية اللبنانية ويتوقف عن ممارسة الضغط لأنّ لبنان يحتل حيزاً مهماً من الاهتمام على الساحة الفرنسية، كما أنّ ماكرون بحاجة إلى “انتصار دبلوماسي” عشية موعد انتخابات الرئاسة بعد أقل من سنة، إذ بدأت فترة الحملة الانتخابية، ورغم أنّ ماكرون لم يعلن بعد عن نواياه بالترشّح لولاية رئاسية ثانية، لكنّ ترشحه شبه مؤكد.
وعشية زيارته لبنان، نسق لودريان مع ماكرون مضمون ما سيحمله من رسائل وما سيقوله مباشرة للرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري حين يلتقيهم. إذ إنه وعلى عكس ما أشيع في بيروت، سيلتقي رئيس الحكومة المكلف لكنّ تحديد موعد اللقاء تأخّر “لأسباب بروتوكولية”، وفق ما شرح دبلوماسي غير معني بالزيارة لـ”نداء الوطن”، موضحاً أنه عموماً لا يؤخذ موعد من رئيس حكومة مكلف طالما أنه لا يمارس مهامه الرئاسية بعد كالرؤساء الرسميين