كتب داني حداد في موقع mtv:
إذا كان “البيت الوطني” مخلّعاً، وبعض أهله يغادرونه يأساً، وبعض الذين يتولّون إدارته تركوه لتعصف به الرياح من كلّ جانب، فلا بأس بترتيب بيوت الطوائف. “البيت الدرزي” قد يكون الأكثر حاجة، نتيجة ما شهده من أحداثٍ ذات طابع أمني.
يجتمع ثنائي الطائفة وليد جنبلاط وطلال ارسلان في دارة الأخير يوم السبت المقبل، بحضور وئام وهاب. يمكن لهذا اللقاء، وهو ردّ زيارة من زعيم المختارة، أن يكون عابراً. صورة تذكاريّة ومصافحات وتبادل ابتسامات ويذهب كلٌّ الى بيته وموقعه، وتقوقعه ربما. ويمكن له أيضاً أن يخرج بحلول، إن تمّ التطرّق الى مختلف المشاكل التي تعاني منها الطائفة، مثل مشيخة العقل، المجلس المذهبي، الأوقاف، وتداعيات المشاكل الأمنيّة التي حصلت في قبرشمون والشويفات والجاهليّة، ليس من باب التسوية بل المحاسبة وطوي الصفحة.
انطلاقة اجتماع خلدة ستكون إعادة إحياء نتائج اجتماع عين التينة قبل أشهر، وفيه اتفاق على تشكيل لجنة بقيت حبراً على ورق. من مسؤوليّات اللجنة، إن تمّ تفعيلها، إيجاد الحلول للمشاكل الدرزيّة. اجتماع خلدة يؤسّس، واللجنة تتابع.
ولكن، بعيداً عن رمزيّة اللقاء، وهو قد يكون أحد علامات قلق جنبلاط من الآتي من الأيّام، وهو قلقٌ ظهر سابقاً في تصريحات ومبادرات، فإنّ الحاجّة ماسّة لأن يدرك المجتمعون أنّ الطائفة الدرزيّة، بحكم موقعها ودورها وعددها، لا تستمرّ إلا بوحدتها وبالإيجابيّة في التعاطي مع الآخرين والانفتاح على مختلف المكوّنات، خصوصاً في الجبل، مع الاحتفاظ لكلّ فريقٍ فيها بخصوصيّته وتحالفاته وهامش حركته، التي، على تنوّعها، قد تحمي أكثر ممّا تضرّ.
الاقتتال يولّد تشرذماً، وهو ما تؤكّد عليه المرجعيّات الدينيّة التي تبدي ارتياحاً لما ستشهده خلدة بعد أيّام. وسيكون الارتياح أكبر، بالتأكيد، إن لامس الاجتماع عمق المواضيع، ولم يكتفِ بالسطح، وإلا لن يكون تجاوزٌ للماضي، خصوصاً لماضي الدم الذي يبقى نتيجةً لا سبباً.
وعلى المجتمعين في خلدة أن يدركوا أيضاً أنّ ثلاثة رجال لا يختصرون طائفة. وأنّ صورة جامعة لا تبني سلاماً. المطلوب أكثر، وفي يدهم أن يكون اجتماع خلدة إمّا فرصة ضائعة أخرى أو صخرةً يُبنى عليها مستقبل أفضل للطائفة.