مع انسداد افق الحلول للازمة اللبنانية بعد تراجع الامال في اخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة وفشل مساعي كل من الموفد الاوروبي جوزف بوريل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في دفع الاطراف المعنية للتنازل قليلا عما تسميه صلاحيات وحقوقا من اجل مصلحة البلاد واهلها الذين باتوا عاجزين عن توفير لقمة العيش بدأت الامور تتجه الى التحصين الذاتي والمناطقي حيث يدرس كل فريق وحزب سبل مواجهة المرحلة المقبلة وتمكين أبناء منطقته ومناصريه من تخطي ما سوف تحمله من مخاطر أمنية وحياتية على ما يشير اليه العارفون بالاوضاع السياسية والاقتصادية ومفاعيلها الخطرة التي بدأت مؤشراتها تنسحب واقعا ملموسا في العديد من القطاعات الانتاجية والاقتصادية والدوائية التي فقدت موادها وسلعها من الاسواق. وها هي طائفة الموحدين الدروز تتنادى لعقد اجتماع لقياداتها في دارة خلدة يحضره الزعيمان الجنبلاطي والارسلاني وليد جنبلاط وطلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب لتدارس خطورة المرحلة القادمة وتمكين ابناء الجبل من تجاوزها من خلال توفير المستلزمات الضرورية المطلوبة. فما أهمية هذا اللقاء في هذا الوقت بالذات؟
مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني جاد حيدر قال لـ”المركزية”: “نقارب هذا اللقاء بكثير من الايجابية تماماً كما قاربنا الاجتماعات السابقة ، ونعتبر ان اي اجتماع هو تتمة، حيث كانت البداية مع الاجتماع الخماسي في القصر الجمهوري مع الرؤساء الثلاثة تلاه اجتماع عين التينة الذي جمع المير والبيك ومن ثم زيارة المير طلال الى كليمنصو في آذار الماضي واليوم في خلدة. نعمل على ان يكون اللقاء مثمرا وليس مجرد لقاء من اجل اللقاء او الصورة، لذلك يجب ان يقارب حكما كل الاسباب التي ادت الى اللقاء”.
ولفت الى “ان اللقاء سيطرح الاشكالات الامنية التي حصلت في الشويفات وقبرشمون والجاهلية وأسبابها، لأنها أتت نتيجة لأمر ما او احتقان، ولهذا الاحتقان بالطبع أسبابه، والاسباب الاساسية هي الخطأ في التعاطي داخل البيت الدرزي، الذي كان سائدا في فترة معينة، والمشعب الى عدة مواضيع، وأحد اسبابه الاحادية وعدم المشاركة. لكن اليوم ليس لدينا نية لفتح الجراح او المواضيع السلبية بل سنتحدث بكثير من الواقعية، اولا النهج في التعاطي في الجبل وداخل البيت الدرزي هو من الاسباب التي يجب العمل على حلها ضمن اللقاء وثانياً المواضيع الاساسية ذات الطابع الخلافي من مشيخة العقل والمجلس المذهبي الدرزي والاوقاف الدرزية وغيرها، وثالثاً والاهم هو اننا لسنا فقط داخل البيت الدرزي الواحد لكننا مسؤولون عن منطقة بكاملها فيها تداخل وتشعب وتنوع في الطوائف والمذاهب والاحزاب والانتماءات الحزبية، فهل يعقل ان نبقى في سنة 2021 في انغلاق وتقوقع على الآخر؟ هل يعقل اذا تحدث الآخر بكلام خاطئ ان نقوم نحن بفعل خاطئ وكأننا نعيش في كانتونات او بعزلة من ضمنها المظاهر الخاطئة التي كانت تحصل وإقفال المناطق، هذا كله نطرحه كرزمة واحدة، لأن هذه الاسباب هي التي ولدت النتائج. هذا اضافة الى الاستحقاقات الوطنية، انتخابية وغير انتخابية وتعيينات حكومية الخ.. كله من المواضيع التي يجب العمل على حلها للوصول حكما الى الموضوع الامني. الموضوع الامني يحمل بالنسبة الينا اهمية كبيرة جدا كونه يمس ويهم الناس كلها”، مؤكداً “ان اللقاء سيقارب كل المواضيع بانفتاح والمير حريص على اي حوار وطني فكيف اذا كان حوارا ضمن البيت الدرزي الواحد. نحن ندعو غيرنا لاعتماد الحوار والانفتاح فهل يعقل الا نطبق هذا الامر عندنا”.
أضاف: “صحيح ان الدروز أقلية، لكنهم طائفة مؤسسة لهذه الدولة ولها اهميتها في الموقع التاريخي والجغرافي وانتماؤها الوطني. ومن المعروف ان الاقليات في العالم تستمد قوتها من وحدتها، يمكنها ان تختلف ما شاءت في السياسة، ويمكن لأي فرد من هذه الاقليات ان تكون لديه تحالفاته الخاصة ومواقفه المنفصلة عن الآخر، إلا ان ذلك يجب ألا يولّد اي نفور او مشاكل او اي انعكاس على الارض بل ان يبقى في الاطار السياسي، واي صراع او انقسام في داخلها يعني انتحار وتشرذم وانقسام الاقليات ويؤدي الى انتهائها. الوطن ينهار يوما بعد يوم على كل الصعد، لا يمكننا ان نفكر بأنانية او ان نعيش بانقسام او نتعمد سياسة الاحادية، لذلك نصرّ، في هذه الظروف ان ننسق ليس فقط في السياسة بل في كيفية مساعدة الناس والوقوف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة في ظل انعدام التقديمات من الدولة والحكومات المتعاقبة”.
وختم: “في لبنان مشكلة نظام ولا حل الا بتغيير النظام الحالي، هذا حتمي وسنصل اليه قريبا وسنسمعه من كل الافرقاء السياسيين، وبدأنا نسمع أصواتاً تطالب بمؤتمر تأسيسي وتغيير صيغة النظام، الجميع ينادي بما قاله المير طلال عام 2009 عندما كانوا يزايدون علينا بأننا نريد المثالثة. هناك نظام حالي سقط واكبر دليل الى سقوطه ما وصلنا اليه، كيف باستطاعتنا ان نحكم انفسنا؟ لهذا الهدف الاول من اللقاء هو المساهمة ولو بنسبة معينة بإراحة الوطن والتخفيف من الاحتقان. نعتبر ان الدروز في الجبل قلب الوطن وعندما يكون الدروز بخير الوطن بخير، وثانيا الاهم هو تحصين الطائفة والجبل من كل ما نشهده على الساحة الوطنية والتحصين لا يكون الا بتكثيف الحوار والتنسيق والتعاون والتضامن بهذا الخصوص ومن هنا كان لقاء المير والبيك بحضور وهاب الذي نعتبره في بيته بحكم قربه الدائم من خلدة، لذلك، فإن هذا اللقاء للثنائي الدرزي يعكس الكثير من الايجابية لدى المرجعيات الروحية ويلقى مباركة كبيرة شرط ان يتكلل بالنجاح ويكون مثمراً”.