الرئيسية / مقالات / التغيّرات في المنطقة تفرض نفسها على الساحة اللبنانية

التغيّرات في المنطقة تفرض نفسها على الساحة اللبنانية

كشف مصدر سياسي لبناني مقرب من دمشق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل مبعوثًا أطلع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد على نتائج المباحثات التي أجراها الرئيسين الأميركي والروسي حول الملف السوري في القمة الأخيرة التي جمعت الرجلين في جنيف.

ويؤكد المصدر المقرب من دمشق أن اتفاقًا تم بين الجانبين بموضوع الملف السوري، الذي كان من ضمن لائحة الأوليات التي استفاض البحث حولها، ومن المرجح أن تبدأ نتائج هذا الإتفاق في الأشهر الأخيرة المقبلة، وقد تكون منطقة ادلب هي المؤشر بهذا الاتجاه، فإذا ما تمت تسوية سلمية لوضع ما تبقى من إرهابيين بهذه المنطقة، يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد رضخ لوجهة النظر الروسية، و إذا ذهبت الأمور باتجاه الحسم العسكري، فهذا يؤشر على أن الرئيس التركي ما زال رافضاً لأية تسوية في هذه المنطقة.واشار المصدر الى ان الخطوة التي قامت بها الرياض بإرسال مبعوثيها السياسيين والأمنيين الى دمشق، و التي استبقت قمة بايدن – بوتين، فلأن الرياض كانت تعلم بأن اتفاقًا أميركيا – روسيا قادم إلى المنطقة ولا سيما سوريا، من هنا، كانت المباحثات بين الجانب السوري والسعودي عميقة وشملت كافة الملفات.

أضاف المصدر ان التحولات الأخيرة في المنطقة والحديث عن عودة العلاقات بين طهران والرياض، ومعادلات القوى الجديدة التي فرضتها فلسطين في معركة « سيف القدس» الأخيرة، والتي أول ما أصابت الجدار النفسي للمستوطنين واستطاعت أن تصيب الكيان المصطنع بالاهتزاز جراء استهداف الصواريخ الفلسطينية عاصمة هذا الكيان والعديد من مدنه، ناهيك عن اليمن ولبنان الذي بات عصيًّا على كل المشاريع «الأميركية الغربية الإسرائيلية» بالرغم من قوة الحصار النقدي الذي يستهدفه، عسى أن يؤثر على المقاومة وبيئتها، كل هذه التحولات دفعت بعض القوى والشخصيات السياسية في لبنان منهم رئيس التقدمي الإشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط الذي بدأ يعد العدة لملاقاة هذه التحولات وبدأ باتخاذ خطوات عملية بهذا الإتجاه، وأولى هذه الخطوات زيارته لقصر بعبدا بعد قطيعة استمرت لفترة طويلة، التقى خلالها الرئيس ميشال عون، وبعد هذه الزيارة تراجعت حدة التصريحات النارية بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي.من جهة أخرى، قطع زعيم المختارة شوطًا كبيرًا بصوغ علاقات جديدة مع روسيا التي بدأت تعتبر أن لبنان بات ضمن المدى الحيوي لقواعدها العسكريه المنتشرة في سوريا، ووفق المصدر نفسه، أن صوغ هذه العلاقة الجنبلاطية – الروسية شارفت على الإكتمال بعد أن شرع جنبلاط بإعادة هيكلة الحزب التقدمي الإشتراكي بصورة تتوافق مع المتغيرات القادمة إلى المنطقة، وقد تؤدي هذه الهيكلة الى غياب وجوه بارزة في الحزب عن المشهد السياسي لصالح وجوه جديدة أو قديمة، أُعيد تظهيرها بعد تغييب متعمّد ولم تنغمس بحملات الردح والشتم لسوريا، ولا تزال تحفظ لجيشها الفضل بصمود الدروز كجماعة في منطقة الجبل، وبالتالي تلقى ارتياحًا لدى المقاومة وسوريا، من هنا، يرى المصدر سبب تأجيل جنبلاط زيارته إلى موسكو لاستكمال هذه الهيكلة التي بدأها على كافة المستويات الحزبية وغير الحزبية في منطقة الجبل وراشيا وحاصبيا.ويضيف المصدر أن الخطوات التي يقوم بها زعيم المختارة باتجاه إبرام اتفاق بينه وبين التيار الوطني الحر في الجبل بدأت تكتب أحرفه الأولى، وهذا ما أبلغه جنبلاط لجماعته في أكثر من مكان ومناسبة، واشار الى أن الإجتماع المرتقب عقده في خلدة في اليومين المقبلين هو من ضمن الخطوات التي يقوم بها جنبلاط لملاقاة التحولات المقبلة الى المنطقة.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …