الرئيسية / مقالات / عون ينتظر الحريري.. وبرّي ينشّط ‏مساعيه والراعي: لا غالبون ومغلوبون ‏في السلام

عون ينتظر الحريري.. وبرّي ينشّط ‏مساعيه والراعي: لا غالبون ومغلوبون ‏في السلام

 

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : تطوران بارزان أرخيا بظلهما في نهاية الأسبوع الماضي على الحياة ‏السياسية اللبنانية، ويُتوقع ان تمتد مفاعيلهما إلى الأسابيع المقبلة: ‏التطور الأول يتعلّق باللقاء الروحي في الفاتيكان، الذي أخذ فيه البابا ‏فرنسيس على عاتقه متابعة متمماته الديبلوماسية على أرض الواقع، ‏في ظلّ قلقه على الوضع اللبناني وسعيه لإخراج البلد من أزمته، ما ‏يعني انّ المرحلة المقبلة ستشهد اتصالات في أكثر من اتجاه، ترجمةً ‏لمساعي الفاتيكان. اما التطور الثاني، فتمثّل في القرار الذي أصدره ‏المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، وقضى باستدعاء ‏مسؤولين سياسيين وأمنيين وعسكريين الى التحقيق. وفي انتظار ‏معرفة طريقة تعامل المعنيين مع هذا التطور، لناحية طلب رفع ‏الحصانات وأذونات الملاحقة التي وجّهها المحقق العدلي، فقد تجدّدت ‏المخاوف من إحباط المنحى الذي اعتمده بيطار، خصوصاً مع الترويج ‏المتعمّد من انّ خطوته هدفها امتصاص نقمة الضحايا والناس، مع ‏اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهذا الانفجار الرهيب، وانّها ستبقى ‏ضمن حدود “القنبلة” الدخانية لا الفعلية، وهذا طبعاً يندرج في ‏سياق ما يتمناه البعض رفضاً للعدالة والحقيقة.‏
‏ ‏
وما بين هذين التطورين، ما زال الملف الحكومي يراوح، والأزمات ‏المعيشية تتفاقم، وإذلال الناس يتواصل، والأوضاع حافظت على ‏وتيرة تراجعها من السيئ إلى الأسوأ، وتحوّل حديث الساعة حديثاً ‏انتخابياً ربطاً باستحقاق الانتخابات النيابية في ربيع السنة المقبلة، ‏أكثر منه إلى الكلام الحكومي الذي يستدعي استئناف الوساطات ‏لتأليف الحكومة، لأنّ من الصعوبة بمكان ان يتمكّن لبنان من الصمود ‏مالياً ومعيشياً واقتصادياً واجتماعياً حتى موعد تلك الانتخابات، ‏خصوصاً وانّ الاحتقان الشعبي بلغ الذروة.‏
وفي هذا الوقت، عاد الكلام عن احتمالات اعتذار الرئيس المكلّف سعد ‏الحريري الذي عاد من الخارج امس، ولكن لا شيء محسوماً على هذا ‏الصعيد بعد، إنما من الثابت هو انّ الوضع لم يعد يحتمل، وأنّ ‏الحكومة هي المعبر الأساس لفرملة الانهيار، إلّا انّ الجديد على هذا ‏المستوى يكمن في اللقاء الفاتيكاني الذي أعاد تزخيم حركة عواصم ‏القرار وضغوطها على المسؤولين المعنيين بالتأليف، بغية إخراج ‏الحكومة من عنق الخلافات والتجاذبات، وتجنيب لبنان والشعب ‏اللبناني الأسوأ الذي ينتظرهما في حال لم تتألف الحكومة سريعاً.‏
‏ ‏
عودة الحريري
وفي هذه الاجواء، عاد الحريري الى بيروت عند الاولى النصف من بعد ‏ظهر امس قادماً من ابو ظبي، بعدما امضى فيها اسبوعين بالتمام ‏والكمال تخلّلتهما زيارتان، واحدة إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس التركي ‏رجب طيب اردوغان، والى القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد ‏الفتاح السيسي، مستعرضاً آخر التطورات الإقليمية وانعكاساتها على ‏الساحة اللبنانية.‏
وفي معلومات “الجمهورية”، انّ العودة هذه المرة قد تكون مختلفة ‏عن بقية المحطات التي أمضاها في بيروت، في إطار الجولات ‏المكوكية التي امتدت طيلة الأشهر الثمانية الماضية بين بيروت ‏وبعض العواصم العربية والغربية. فهو بات على قاب قوسين او أدنى ‏من اتخاذ قرار ما في الايام القليلة المقبلة، لكسر المراوحة القائمة بين ‏التأليف والإعتكاف والإعتذار.‏
‏ ‏
خيارات على جدول أعمال الحريري
وفي جدول أعمال الحريري لقاء لا بدّ منه مع رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري، في محطة تتزامن مع لقاءين مهمين، الأول سيكون مع ‏رؤساء الحكومات السابقين الثلاثة، الذي من المحتمل ان يُعقد بعد ‏ظهر اليوم، على ان يرأس اجتماعاً لكتلة “المستقبل” والمكتب ‏السياسي لتيار “المستقبل” للبتّ نهائياً بالموقف الجدّي من مسألة ‏التأليف والتكليف وإما الإعتذار.‏
وما بين الخيارين اللذين لا ثالث لهما، قالت مصادر مطلعة ‏لـ”الجمهورية”، انّه حتى هذه الساعة لم يظهر انّ مبادرة رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري قد أنتجت صيغة ما، في ظلّ الغموض الذي لفّ ‏الحركة التي قادها “حزب الله” بين بري ورئيس “التيار الوطني الحر” ‏النائب جبران باسيل، على الرغم من الحديث عن استعداد بري لإحياء ‏حركته السياسية في الساعات المقبلة تزامناً مع عودة الحريري الى ‏بيروت.‏
والى تلك اللحظة، نفت مراجع قريبة من بيت الوسط لـ”الجمهورية”، ‏الحديث عن اعتذار مؤكّد ونهائي. وقالت انّ الخيارات ما زالت مفتوحة ‏على أكثر من احتمال، وان بقي الامر في عهدة الحريري، فإنّه كان ‏يمكن ان يعتذر منذ فترة طويلة. فما تعرّض له من “امتحانات” لا ‏يحتملها إلاّ من صبر على كل أشكال التحامل التي عاشها في الفترة ‏الاخيرة.‏
وأضافت هذه المصادر: “لقد انهارت معظم الجهود التي بذلها في ‏الداخل والخارج لتوليد حكومة تحدثت عنها المبادرة الفرنسية، قبل ان ‏تتحول مبادرة اوروبية تحظى برزمة من المواقف العربية والغربية ‏المؤيّدة لها، في وقت رحّب بها الفاتيكان ايضاً، وسعى الى توفير ما ‏يؤدي الى تطبيقها، في وقت لا يبدو انّ هناك من نوى ان يلاقي ‏الرئيس المكلّف في استثمار الجهود الدولية والاقليمية التي بُذلت ‏ليكون للبنان حكومة بكامل مواصفاتها الدستورية يطالب بها المجتمع ‏الدولي والدول والمؤسسات الصديقة والمانحة للبنان، وتستطيع ان ‏تطلق مسيرة الإصلاحات والتعافي والإعمار.‏
‏ ‏
بعبدا تترقّب
وفي بعبدا، لم تُسجّل عطلة نهاية الاسبوع اي جديد بالنسبة الى ملف ‏تشكيل الحكومة، فيما عادت حركة الترصّد والترقّب امس، مع الاعلان ‏عن عودة الرئيس المكلّف الى بيروت. ولفتت المصادر، الى انّ رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون كان ينتظر مبادرة ما من الحريري ‏للوقوف على آخر الصيغ الحكومية ليُبنى على الشيء مقتضاه.‏
وتترقب الاوساط السياسية مواقف يُنتظر ان يطلقها الامين العام ‏لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم في مؤتمر ‏‏”فلسطين تنتصر” الذي سيُعقد في مطعم الساحة، وسيبحث في ‏‏”تجديد الخطاب الاعلامي وادارة المواجهة”. ويُنتظر ان يتناول نصرالله ‏في جانب من خطابه التطورات المتعلقة بالاستحقاق الحكومي ‏والمساعي التي يبذلها “حزب الله” مع الافرقاء المعنيين لتأمين تأليف ‏الحكومة.‏
‏ ‏
خريطة طريق
وفي جديد المواقف السياسية المتزامنة مع التطورات الجارية، قال ‏البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس ‏الاحد في الديمان أمس، غداة عودته والبطاركة الكاثوليك من لقاء ‏الصلاة من اجل لبنان مع البابا فرنسيس في الفاتيكان: “حين كان البابا ‏فرنسيس يتكلم، شعرنا أنّ حل القضية اللبنانية بمتناول اليد، وأنّ قوة ‏من الأعالي دخلت علينا لتشفي بلدنا. فالصلاة ليست طريق الإنسان ‏إلى الله فقط، بل هي طريقه إلى الآخر. ومتى حصل اللقاء بالآخر ‏يكون الحل”. وتوجّه الى اللبنانيين، قائلاً: “تعالوا، نلتقي من جديد، ‏ونرمي جميع خلافاتنا العبثية وراءنا، ونمشي في النور نحو المستقبل؛ ‏وسيكون لنا مستقبل عظيم. لقد دعانا البابا فرنسيس إلى الإيمان ‏والرجاء والمحبة والندامة والغفران. نحن، نفتقد هذه القيم الروحية ‏والإنسانية مثلما نفتقد الخبز والغذاء والدواء. لأنّ فيها نجد الحل ‏والخلاص، ونجد خبز الحياة. كم كان قداسته متأثراً ومؤثراً، وهو يقول: ‏يدفعنا القلق الشديد على لبنان، الذي أحمله في قلبي وأرغب في ‏زيارته، إذ أراه يُترك رهينة الأقدار أو رهينة الذين يسعون بدون رادع ‏ضمير وراء مصالحهم الخاصة. لبنان بلد صغير كبير، وهو أكثر من ‏ذلك: هو رسالة عالمية، رسالة سلام وأخوة ترتفع من الشرق الأوسط”.‏
واضاف الراعي: “لقد صار واضحاً أنّ مسار حلّ القضية اللبنانية، ‏ومصير الوطن الرسالة، يمرّ حتماً بلقاء اللبنانيين على وحدة دولة ‏لبنان في ظل الديموقراطية والتعددية واللامركزية والحياد الإيجابي ‏الناشط ووحدة القرار الوطني والانتماء العربي وتنفيذ جميع القرارات ‏الدولية. وصار واضحاً مدى حاجة لبنان في ظلّ هذا التمزق والانهيار ‏إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء عبر مؤتمر دولي يُخرج لبنان من ‏أزمته المصيرية”.‏
وتوجّه الراعي إلى المسيحيين قائلاً: “معكم، نريد اليوم أن نجدّد ‏التزامنا بناء مستقبل معاً، لأنّ المستقبل سيكون سلمياً فقط إذا كان ‏مشتركاً (…) نحن مدعوون لأن نكون زارعي سلام وصانعي أخوة، وألّا ‏نعيش على أحقاد الماضي والتحسّر، وألّا نهرب من مسؤوليات الحاضر، ‏وأن ننمّي نظرة رجاء في المستقبل. نحن نؤمن أنّ الله يدلنا على ‏طريق واحد فقط في مسيرتنا: هو طريق السلام. لهذا نؤكّد لإخوتنا ‏وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى الانفتاح والاستعداد للتعاون ‏لبناء الأخوة وتعزيز السلام. ليس في السلام غالبين ومغلوبين، بل ‏إخوة وأخوات، يسيرون من النزاع إلى الوحدة، رغم سوء التفاهم وجروح ‏الماضي. وبهذا المعنى، أتمنى أن تنجم عن هذا اليوم مبادرات عملية ‏في إطار الحوار والالتزام والتضامن”. وختم: “إنّ كلمة قداسة البابا ‏فرنسيس في ختام يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام ‏فيه، ونداءاته، تشكّل لنا جميعاً خريطة الطريق للخروج من مختلف ‏الأزمات التي نعاني منها”.‏
‏ ‏
عودة
وبدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران ‏الياس عودة، خلال قداس إلهي في المطرانية أمس: “ما أحوجنا في ‏بلادي إلى (…) دولة يعمل فيها الزعماء والمسؤولون من أجل خير ‏الشعب لا من أجل تحصين مواقعهم وتحقيق مصالحهم، متلطّين ‏جميعهم برداء الدين والطائفة، ومتحصنين بمقولة الدفاع عن مصالح ‏جماعاتهم”. وأضاف: “كنّا نأمل أن يفتح هول الفاجعة التي أصابت ‏بيروت، وهول الحالة الإنهيارية التي يعيشها اللبنانيون، كوة أمل ‏وصفحة جديدة وبداية عملية إصلاح حقيقي تبعث بعض الأمل في ‏النفوس اليائسة، ولكن يبدو أن الحالة مستعصية على الحل. مع هذا، ‏سوف نتابع، مع جميع محبّي هذا البلد والمخلصين له، رفع الصوت، ‏لعلنا نجد آذاناً صاغية”. وشكر للبابا فرنسيس “لفتته الأبوية تجاه ‏لبنان. عسى اهتمام قداسته، وصلاته من أجل خلاص لبنان، وكلماته ‏المعبرة، تحرك ضمائر الزعماء والمسؤولين، وتحضّهم على القيام بما ‏يلزم وبأسرع وقت ممكن. ونردد مع قداسته: “كفى استخداماً للبنان ‏لمصالح ومكاسب خارجية، لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا ‏يمكن أن يترك رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة”.‏
‏ ‏
قبلان
من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان له ‏امس انّ “البلد يهوي الى القعر وينتقل من كارثة إلى كارثة ومشروع ‏الدولة ينازع بشدة فيما الفوضى تكاد ان تضع البلد في قعر الإرتطام ‏الكبير، لذلك فإن المزيد من التلطي وراء الدستور وآليات التشكيل ‏يعني الله يرحم البلد ومسألة الإنهيار أسرع مما يتصور البعض”. ‏وأضاف: “المثير أن الجو الدولي الإقليمي لا يدفع بجدية لتشكيل ‏حكومة، وفي الوقت المنظور: لا حكومة ولا قرار دولياً بالإنقاذ والدولار ‏سيّد اللعبة والتجويع جزء من المشهد والفوضى على الطاولة، ‏والأخطر حديث البعض عن سيناريو تمزيق البلاد”. وأكد “أن لبنان ‏الآن ليس على أي طاولة مفاوضات جدية، وما يجري الحديث عنه ‏بالكواليس يتراوح بين إغراقه بالأزمات ومعاقبة شعبه وناسه!”. وقال: ‏‏”إذا كان البلد على تسعيرة 3900 ليرة للدولار تحوّل مقبرة جوع ‏ومزرعة تجّار وقمار وبيع أعضاء بشرية وقتل بأدوات السوق ‏والإستغلال، فكيف الحال إذا تم تفليت الدولار بخلفية نفاده؟ الأكيد أنّ ‏لبنان هناك سيتحول ملعب دول وأمم وساحة تصفيات دولية إقليمية ‏أين منها الحرب الأهلية وذاكرتها السوداء! اللهم فاشهد؟”.‏
‏ ‏
رصد حركة القاضي البيطار
قضائياً، وفي الوقت الذي تترقب الأوساط السياسية والقضائية ‏والشعبية برنامج الاستماع الى مجموعة الشخصيات الحكومية ‏والنيابية والقانونية والعسكرية والقضائية التي قرر المحقق العدلي ‏في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار استدعاءها، ‏تحدثت مراجع قضائية تتابع التحقيقات الجارية لـ”الجمهورية” عن انّ ‏القاضي البيطار توصّل الى محطات متقدمة في التحقيقات الجارية ‏استدعت الخطوات التي قام بها، طالباً رفع الحصانة النيابية والنقابية ‏والقضائية عمّن اختارهم للاستماع الى افاداتهم.‏
‏ ‏
اللواء ابراهيم الى لندن
وفي هذه الاثناء اعلن مكتب الإعلام في الامن العام رسمياً انّ المدير ‏العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم غادر بيروت مساء امس متوجهاً ‏إلى لندن عن طريق روما، في زيارة رسمية بدعوة من نظيره ‏البريطاني.‏
‏ ‏
كورونا
على الصعيد الصحي، ومع عودة هاجس كورونا مجدداً، وهذه المرة ‏من بوابة المتحور الهندي، أبلغت مصادر وزارة الصحة الى ‏‏”الجمهورية” ان اي استخفاف في السلوك الشخصي من الوافدين ‏والمقيمين سيهدّد بموجة وبائية جديدة وقاسية، خصوصاً وسط ‏النقص المستجد في الأدوية وهذا عامل طارئ لم يكن موجوداً خلال ‏الموجات السابقة.‏
وأوضحت المصادر انّ إجمالي المصابين بالمتحور الهندي في لبنان ‏أصبح نحو 35 شخصاً، لافتة إلى انّ فرق الترصد الوبائي في الوزارة ‏ستباشر بدءاً من اليوم تقفّي أثر المصابين وتتبعهم لمحاولة حصر ‏الاشخاص الذين احتكّوا بهم. واشارت الى “انّ المغتربين المشكورين ‏على مجيئهم الى وطنهم في هذه الظروف الصعبة هم مدعوون الى ‏استكمال هذه اللفتة عبر التشدد في الإجراءات الوقائية لحماية ‏عائلاتهم ومجتمعهم، خصوصا لجهة التقيد بالحجر 5 أيام بعد ‏عودتهم”.‏
وكشفت المصادر انه تبيّن ان هناك عصابات في بعض الدول تتولى ‏تزوير فحوص الـPCR‏ لبعض الوافدين الى لبنان حتى تكون نتائجهم ‏سلبية، ولكن عندما يجرون الفحص في المطار تظهر نتيجته إيجابية”، ‏محذرة من مخاطر هذا التلاعب وانعكاساته السلبية على الداخل ‏اللبناني.‏
كذلك، شددت مصادر وزارة الصحة على “ضرورة ان يتقيد المقيمون ‏بتطبيق قواعد السلامة والوقاية بعيداً من اي استرخاء او استهتار”، ‏مشيرة الى “انّ الاستمرار في فتح البلد لأسباب اقتصادية يجب أن ‏يترافق مع التحسس بأعلى درجات المسؤولية على صعيد الانضباط ‏السلوكي والإقبال الكثيف على التلقيح بلا مفاضلة بين لقاح وآخر”. ‏ودعت المواطنين الى “ان يكون كل منهم خفيراً ومسؤولاً عن تحصين ‏نفسه ومحيطه”.‏
وأفادت المصادر انه من أصل 52 عيّنة إيجابية من الفحوصات ‏الميدانية، تم تأكيد 22 عيّنة دلتا خلال الفترة الممتدة بين 25 و 30 ‏حزيران، الأمر الذي يعني انّ 42% من العيّنات الإيجابية هي دلتا.‏
‏ ‏
عدّاد الاصابات
وكان عدّاد الاصابات بفيروس كورونا عاد الى الارتفاع أمس حيث ‏أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 207 ‏إصابات جديدة (200 محلية و7 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي ‏للإصابات 545570، كذلك تم تسجيل حالتي وفاة جديدة، ليصبح العدد ‏الإجمالي للوفيات 7861.‏
وأوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، في حديث ‏متلفز، أنّ “المتحوّر الهندي سريع الانتشار وينتقل من الشخص ‏المصاب خلال 15 ثانية فقط والعدوى تنتقل إلى 14 أو 15 شخصاً، ‏ومن لم يتلقّ اللقاح قد يدخل إلى العناية”. واضاف: “يجب اتخاذ ‏اجراءات وقائية مشددة وان يحافظ المغتربون على أهلهم أولاً بعدم ‏جلب المتحور الهندي الى لبنان”. واشار الى “اننا نتجه إلى منحى ‏تصاعدي في عدّاد كورونا، والقطاع الطبي يشهد شبه انهيار ووضعه ‏صعب جداً وإذا تفشى المتحوّر الهندي سنكون أمام انهيار شامل ‏للقطاع الصحي”. وأكدّ “انّ لقاح فايزر يحمي من المتحوّر الهندي ‏بنسبة 90% ولقاح “أسترازينيكا” بنسبة 80%”.‏
الى ذلك، أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ “ما يقرب من ‏نصف وفيات ‏COVID-19‎‏ الأخيرة في بريطانيا هم من الأشخاص الذين ‏تم تطعيمهم بلقاحات مضادة للفيروس”، مبينة انه “كان هناك 117 ‏حالة وفاة من بين 92000 إصابة بمتحور “دلتا” تم تسجيلها حتى 21 ‏حزيران، 50 منها أي 46% تلقوا جرعتين من لقاح كورونا”.‏
‏ ‏
الأدوية
الى ذلك، حذرت نقابة مستوردي الأدوية في لبنان من نفاد مخزون ‏مئات الأصناف الدوائية، وأعلنت في بيان مشترك أن “عملية الاستيراد ‏متوقفة بشكل شبه كامل منذ أكثر من شهر”.‏
وتحدثت النقابة عن قيمة المستحقات المتراكمة والمترتبة لصالح ‏الشركات المصدرة للأدوية، والتي تجاوزت 600 مليون دولار، كان يجب ‏أن يدفعها المصرف المركزي بالاضافة الى فتح اعتمادات جديدة، ‏محذّرة في الوقت ذاته من “نفاد مخزون الشركات المستوردة من ‏مئات الأدوية الأساسية التي تعالج أمراضاً مزمنة ومستعصية”.‏
وقال نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة إن “الحالة ستكون كارثية مع ‏نهاية شهر تموز، وسيُحرم آلاف المرضى من أدوية علاجهم”. وأكدت ‏النقابة أنّ الحل الوحيد حالياً هو “الاستمرار في دعم الدواء بحسب ‏أولويات وزارة الصحة العامة”.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …