كتب نعمه نعمه في “الأخبار”: “سيترافق هذا الجانب من الأزمة مع هجرة العديد من الكفاءات التعليمية واعتكاف بعضها الآخر، ولن يبقى إلا بعض المدارس المدعومة من جهات خارجية أو ذات الأقساط المرتفعة لذوي الدخل العالي، والتي تعطي رواتب مع تقديمات للمعلمين للمحافظة عليهم. أما في باقي المدارس، ومع غياب شبه تام لخطة علاجية للتأخر المدرسي الناتج عن التعلّم عن بعد والمدمج والفوضى، ومع غياب المركز التربوي بصورة مفتعلة، فستهوي مستويات التعليم مع عدم القدرة على تقييم علمي لمستويات الاكتساب والتعلّم خلال العامين الماضيين. ولن يبقى في المدارس الخاصة والرسمية إلا فوضى تعليمية وأداء عشوائي للمعلمين لتغطية فشل المنظومة التربوية والسياسات المعتمدة من الوزارة والمركز المسؤولين عنها.
موهوم من يتوقع أن العام المقبل سيكون أفضل من العام الحالي، حتى مع انحسار الجائحة، فالمشكلة التي سنواجهها ليست صحية فقط أو مالية اجتماعية بل أيضاً أكاديمية، وسيعلق المعلمون في دوامة «ماذا تعلّم التلامذة في السنوات الماضية؟». وكل شرح لدرس أو مادة لا يشرح مجدداً ما تعلّمه التلامذة عن بعد سيكون بحد ذاته معوقاً أمام تقدمه. بمعنى آخر، حتى من تابع التعلّم عن بعد بجديّة، فإن قدرته على استيعاب ما تلقاه لن تتجاوز 50% في أفضل الأحوال عمّا يكتسبه حضورياً، ما يفقده القدرة على استيعاب معرفة متقدمة في موضوع أو مادة ما.
أمام هذا الواقع وهذه الفوضى المقرونة بغياب رؤية وخطة سيكون الأهالي أمام معضلة: كيف سيكون وضع أولادهم في العام المقبل؟ وكيف السبيل لإعادة الحوافز النفسية والصحية لأولادهم واستدراك مستويات التعلّم؟ وماذا سنفعل مع قتل المنظومة التعليمية الرسمية وتدمير إرث المركز التربوي الأكاديمي وتعطيل التشريعات المساعدة لمعالجة الأزمة التعليمية؟