الرئيسية / مقالات / بعد انفتاحه على اهل «البيت الداخلي»… جنبلاط يبتعد عن «ثلاثية « بري والحريري

بعد انفتاحه على اهل «البيت الداخلي»… جنبلاط يبتعد عن «ثلاثية « بري والحريري

كتبت صونيا رزق في الديار

 

يرفض دور بيضة القبان… ويُخطّط للتقرّب من دروز سوريا عبر قنوات مشتركة

 

اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هادئ، وفي الوقت عينه مُحبط جداً، على حد قول مصادر مقربة منه، وذلك من خلافات المتناحرين على التشكيلة الحكومية، وفي الخط الوسطي تحديداً، فلم يعد ضمن «ثلاثية» بري- الحريري- جنبلاط، التي تقف ضد العهد والتيار الوطني الحر، اذ يدعو منذ فترة الى التعالي عن المصالح الخاصة، والى فتح باب الحوار بين بعبدا وبيت الوسط، تحت عنوان واحد « البلد لم يعد يحتمل»، وهو وإنطلاقاً من هذا العنوان، اراد دخول تجربة جديدة في السياسة، هي الوساطة والتقرّب بين اكبر المتناحرين، على الرغم من صعوبة هذه المهمة، لان الاثنين لن يتنازلا عن شروطهما، والاشهر الماضية اكدت على ذلك، وعلى الرغم من الاوضاع الكارثية التي تسيطر على لبنان وعلى جميع الاصعدة، فلم يتنازل احدهما بل بقيا على مواقفهما، غير آبهين بإنهيار البلد، لذا اراد جنبلاط القيام بدور الوسيط بعد إن إستشعر الاخطار المحدقة بلبنان، من خلال الكلام الذي يتكرّر كل يوم عن إمكانية حدوث حرب اهلية، وفوضى عارمة وفلتان امني، أي العودة الى ايام الحرب التي كلّفت الاثمان الباهظة من دون أي نتيجة.

من هنا، تضيف المصادر ان زعيم المختارة اراد فتح قنوات الاتصال والحوار بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، عبر الرسائل التي يوجهّها بضرورة تحقيق التسوية، لان تردّي الاوضاع المعيشية وصلت الى درجة غير مسبوقة، وبالتالي، فالمواطن لم يعد قادراً على التحمّل، وكل ما يحصل من خلافات سياسية بين المعنيين بالتشكيلة، اصبحت تفاصيل صغيرة غير مهمة، لان لبنان ينهار ويكاد يلفظ انفاسه على بعد اسابيع معدودة.

 

الى ذلك، لم يأت كلام جنبلاط من عدم، تؤكد المصادر، بل من لقاءات ومباحثات عقدها مع السفراء، لكنه لم يصل الى أي نتيجة، من هنا توجّه الى «البيت الداخلي» الدرزي، بعد ان قرأ جيداً في السياسة اللبنانية والاقليمية، فاستشعر الخوف على الطائفة، مفضّلاً العودة الى ماضيه، والاستعانة بكلمات العروبة وفلسطين وبحلفاء دمشق، فعاد الى « تكويعته» القديمة، وهذه المرة من خصوم «البيت الداخلي»، ناصحاً نفسه بالانفتاح عليهم، من اجل مصلحة الدروز والجبل اولاً، فإجتمع بالخصمين اي رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، لبحث ترتيبات البيت الدرزي وتحصينه في هذه الظروف.

 

وقد إستدار في ذلك الاتجاه من دون إستشارة رفيقيه في « الثلاثية»، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، ما جعل الاستياء يسيطر عليهما، خصوصاً الحريري الذي لا يهضم لا ارسلان ولا وهاب، ولا محورهما السياسي، الامر الذي يضعف دوره في مفاوضات التشكيلة الحكومية، لانه خسر نوعاً ما حليفاً، لطالما وقف الى جانبه حتى ولو مرّت علاقتهما ببعض التأرجح.

اما بري فينقل مقرّبون منه، انه مستاء من تصرّف جنبلاط، وخروجه من الوساطة وإنصرافه نحو المصلحة الطائفية اولاً، متناسياً انه خلال وحدته السياسية، وإبتعاده عن طرفيّ النزاع على مدى سنوات أي فريقيّ 8 و14 آذار، كان يلجأ الى رئيس المجلس حتى بات بمثابة المبكى بالنسبة له، لانه يعيده دائماً منتصراً، وهو الوحيد الذي لم ينقلب عليه حتى في عز عدائه لقوى 8 آذار، لكن اليوم يُحكى أنّ العلاقة بين برّي وجنبلاط ليست على ما يرام، وأن رئيس المجلس منزعج من مواقفه الداعية الى تسوية غير محدّدة النتائج، بحيث بات رئيس الاشتراكي على علاقة مهادنة مع العهد والتيار الوطني الحر، فيما برّي على خلاف مع الاثنين، وهنالك معارك سياسية واعلامية هدأت منذ فترة وجيزة، بعد ان كادت تشعل شارعيّ التيار والحركة.

 

كما انّ ثلاثية بري – الحريري – جنبلاط لم تعد فاعلة كما في السابق، فالاخير بات في مكان آخر، وعلى قارعة طريق المهادنة والاستكانة أي تسوية غير مضمونة، وهذا ما يرفضه بري والحريري، فيما جنبلاط يطمح اولاً واخيراً الى حل لا يكون على حساب طائفته، لانه يرفض ان يسيروا على خط الخسارة ولو بنسبة ضئيلة جداً، كما لم يعد يهتم كي يكون بيضة القبان في أي معادلة، لانه قرأ المتغيرات الاقلمية والدولية، وفهم ما لم يفهمه الآخرون، وهو في هذا الاطار يخرج دائماً مع علامة النصر، معتبراً بأنّ اهل البيت افضل بكثير من هؤلاء المعرقلين للحل، في ظل حديث عن تقارب يسعى اليه جنبلاط ايضاً مع دروز سوريا، عبر قنوات مشتركة قد توصله الى ما يبغي اليه، لانه يضع ذلك ضمن مهمة يريد تحقيقها

 

المصدر:الديار

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …