أعلن الرئيس سعد الحريري في مقابلة مع قناة “الجديد” أنه “قدم إلى رئيس الجمهورية تشكيلة وزارية من سلالة متحورة”، وسأل: “لا اعرف لماذا يكون من الخطأ حين يكون المرء لديه تمن على رئيس الجمهورية؟ وقد قلت له اليوم اذا كنت تريد 24 ساعة إضافية فأنا مستعد. الموضوع ليس فرض شروط على رئيس الجمهورية، وإذا فسروا الأمر هم بهذه الطريقة فهم أحرار”.
وتابع: “ما اقوله انا أني ذهبت إلى فخامة الرئيس بكل انفتاح، ولكن حين ذهبت بمبادرة الرئيس بري في البداية لم اكن مرتاحا لأني كنت اعرف اني سأفتح على نفسي بابا، وأعرف الطريقة التي أعاني منها منذ 9 اشهر، ان كل شيء يتغير بأي لحظة. بالامس ذهبت بتشكيلة حكومية، واعطيته اياها وطلبت منه ان يدرسها، وبما انه مر وقت طويل على التشكيل، قلت له لنلتقي غدا ونأخذ قرارا في شأنها. انا بالنسبة إلي اريد ان اشكل، انا من اللحظة الأولى رشحت نفسي. لماذا رشحت نفسي؟ هل لأسبب مشكلا سياسيا او لأشكل حكومة؟ انا رشحت نفسي لأحل أزمة البلد، ولكي نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض، بحسب المبادرة الفرنسية. المشكلة أننا ننسى. حين ذهبنا الى قصر الصنوبر، اتفقنا أن الطريقة التي تم على أساسها تشكيل الحكومات السابقة، لا يمكن ان تنجح بعد الان. انا اعتذرت اليوم عن حكومة ميشال عون لأنه يريد الحكومة التي يريدها”.
وقال الحريري: “واضح أني اتناقش مع رئيس الجمهورية على 8 وزراء، اذا كان التيار الوطني الحر لا يريد ان يعطي الثقة، فعلى اي اساس اعطي أنا 8 وزراء؟ لذلك، فإن النقطتين اللتين كانتا عالقتين بمبادرة الرئيس بري هما الثقة وموضوع الوزيرين، أي أن الأمور ما زالت كما هي. بالنسبة إلي، كنت اسير بورقة الرئيس بري ولكن المشكلة في مكان اخر، المشكلة أنه يريد ورقة الرئيس بري ولا يريد اعطاء الثقة ويريد تسمية كل الناس، يعني يريد الثلث المعطل، انا ماذا يفترض بي ان افعل؟”.
وأوضح: “اقوم بكل المفاوضات وضيعت 8 اشهر لأجل ماذا؟ نتفاوض مع من؟ نتفاوض على حصة رئيس الجمهورية، اذا كانت ثمة ثقة شيء واذا لم تكن ثقة فشيء اخر. نقطة على السطر. لا تحتاج الى نقاش. اذا دخلت أنا الى حكومة لا اريد ان اعطي ثقة، مجبور الفريق الذي سيشكل حكومة أن يعطى وزراء؟ كيف ذلك؟ أخبروني؟ بأي منطق؟ شخص لا يسميك ولا يعطيك الثقة او يعطي ثقة عوراء ويقول اريد الثلث المعطل؟ كيف ذلك؟”.
واستطرد: “حين ذهبت ووضعت تشكيلة من 18 وزيرا هل كنت ذاهبا لأغادر او لأشكل حكومة؟ ولكن حين أتى الرئيس بري والفرنسيون والذين تمنوا علي ان اذهب الى تشكيلة من 24 وزيرا، لماذا فعلت ذلك؟ كنت سأغادر منذ زمن، منذ اكتشفت انه بحكومة 18 وزيرا، هو لا يريد. والكل كان يتمنى علي ان ابقى، ولنقم بمبادرة بعد مبادرة، ومبادرة بعد مبادرة، أسأل سؤالا وهذا ايضا لفريق رئيس الجمهورية، نحن كنا نتفاوض على 18 وزيرا ولا الثقة كانت مطروحة ولا تسمية المسيحيين ولا الحقائب. كانوا يطلبون ربع ما اعطيتهم اياه مع الرئيس بري، ولكن في كل مرة كنت أوافق فيها على حقيبة كانوا يطلبون بحقيبة ثانية وثالثة ورابعة. بالنسبة إلي ذهبت الى رئيس الجمهورية واريد ان اعرف: هل ثمة ثقة؟ هل ثمة ثلث معطل؟ ذهبت ووجدت ان نفس الحديث ما زلنا نتحاور به. انا غيرت في الحقائب السيادية نعم، ولكن وضعت 8 حقائب لرئيس الجمهورية. نقطة على السطر. وجزء كبير منها توافقنا عليها مع الرئيس بري، ولكن بالسيادية غيرت نعم، وقلت له اذا كنت تريد ان تغير اسما أو اسمين فانا مستعد يا فخامة الرئيس ولا اغلق الباب. بالنسبة إلي، فعلت ما علي ولكن نضيع وقت على تشكيل الحكومة لأنه، اذا كنا سنبقى بعد أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة كي نعود ونخرج بتركيبة من 30 وزيرا، كنا بـ 18، صعدنا الى 24، وقد يخرجون بعد قليل ليقولوا بـ30 وزيرا. بالنسبة إلي اساس الاعتذار أنه اذا كان سعد الحريري لا يمكنه ان يشكل، فالبلد في حاجة الى حكومة بغض النظر عن أن البلد في حاجة لاى حكومة لايقاف الانهيار. رئيس الجمهورية “حامل السلم بالعرض” في تشكيل حكومة مع الحريري، وحين قلت له سآتي غدا الساعة الرابعة قال: لا مش ضروري لن نتوافق”.
وسأل الحريري: “لو كنت أحسب الانتخابات فلماذا اعتذرت؟ انا أتمنى أن يكون النقاش مركز على الامور التي يجب ان تحصل بالبلد، لأني حاولت 8 اشهر، والجميع يعلم ذلك. بالنسبة إلى الأسماء، لبنى مسقاوي موجودة من قبل ولم يحصل اعتراض عليها. اذا كان ثمة اعتراض على اي شخص انا سميته فانا مستعد لأن اغير. الامور واضحة، سعد الحريري خلال 8 اشهر حاول تشكيل حكومة مع رئيس الجمهورية، ثمة أشخاص سموني وأشخاص لم يسموني، وثمة من أتى ليفرض شروطا على الحكومة ويريد حصة، ولا ثقة، ويريدون الثلث المعطل. صبرت وصبرت حتى قلت لفخامة الرئيس هذه هي التشكيلة، واذا كنت تريد ان تغير فإنا مستعد، ولكن اذا كان رئيس الجمهورية لا يريد منح الثقة ويتمسك بالثلث المعطل فلا، سعد الحريري لن يسير بحكومة ميشال عون ولا بحكومة اي كان. حين استقلت عام 2019 استقلت لأنني فعلاً اريد حكومة اختصاصيين، ومنذ يومها اتوا الي وذهبوا من عندي، وقلت لن انفعكم اذا كنتم لن تقبلوا بحكومة اختصاصيين لأدير البلد، لانني اذا كنت سأشكل حكومة ميشال عون فلن يمكنني ان ادير البلد، فهذه الحكومة لا يمكنني ان اعمل معها ونقطة على السطر. 8 اشهر ماذا نفعل؟ ولا زلنا سنضيع شهرين أو ثلاثة؟ من أجل ماذا؟ الا يرون الليرة اين اصبحت؟ اعرف اليوم هبطت الليرة ولكنها تطلع وتنزل بسبب الاستقرار السياسي”.