توجه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب، برسالة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وجاء فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وسيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين
يحل علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام في ظل ظروف إقتصادية وإجتماعية خانقة يعاني منها أبناء وطننا من كل أطيافه.
ولطالما كان للعيد دلالاته ورموزاته الدينيّة التي أنبأنا بها تبارك و تعالى وخبرنا بها رسوله الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التّسليم حيث قال: {وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى}. فالعيد هو تقرب وتوسّلٌ الى الله بالقربان المفروض. والحمد له تعالى على دوام نعمه علينا والشكر له على تمام عبادته لدينا.
في هذا اليوم ينسى الناس متاعبهم ومشاكلهم ويترافعوا عن صغائرهم وتتوحد النفوس لغاية التّقرّب من العزيز القدّوس وطلب مغفرته ورحمته جلّت عظمته. وتكثر الصلاوات في المساجد والخلوات لتجدّد وتؤكد على الالتزام بالمفترضات التي أمرنا بها سبحانه وتعالى وأكد على الإلتزام بها رسوله الكريم وعلى الطاعه لله تعالى في سائر الأوقات والحمد والشكر له في السراء والضّرّاء والشدّة والرّخاء.
أمّا على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، فالعيد هذا العام يترافق مع أزمة غير مسبوقة، ولعل أكثر من أصيب بنيرانها هم عائلات الطبقات الفقيرة وتبعتها الطبقة المتوسطة، هذه النيران المشتعلة بسبب غلاء الأسعار وإنهيار العملة اللبنانية ومعها أزمة صحية حتى بات المواطن اللبناني يُذل كل يوم أمام محطات المحروقات ويتوسل الحصول على الدواء، مشاهد مثقلة بتضحيات شعب ينازع منذ سنين عديدة في وجه الأزمات، وللأسف ما من دولة تساند وترأف بشعبها في حين المكاسب والمصالح الشخصية أعمت قلوب وعقول البعض غير آبهين بمصير الشعب.
فالعيد هذا العام يُستقبل بشكل مختلف، ونحن نشعر مع معاناة أهلنا، وندعو لتكاتف الجهود بعيداً عن أي حسابات ضيقة، فالأزمة خانقة والمشاكل والجوع والفقر يطرق الأبواب دون تمييز، لذلك من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني أن نعمل يداً بيد لنكون إلى جانب أهلنا ونساند بعضنا لنجتاز هذه المرحلة وننتصر على مشكلة تهدد كل بيت. وندعو العليّ القدير أن يلهم في هذه الأيام المباركة أصحاب الشأن كي يجتمعوا ويتفقوا على تشكيل حكومة بأسرع وقت تبدأ بتنفيذ برنامج إصلاحي واضح وجذري لإنقاذ البلاد والعباد من فساد ثلاثين سنة ونيف.
وفي الختام، بيوم الوقفة المباركة وفي هذه الأيام الفضيلة ومع حلول العيد المبارك، نتوجه بأطيب التهاني وأصدق التبريكات سائلين الله العليّ القدير أن يعيده على وطننا وشعبنا والأمة الاسلامية جمعاء بموفور الصحة والعافية، وبدوام الخير والتقدّم والأمان وزوال الوباء.. وكل عام وأنتم بألف خير.”