فجأة اندلعت مواجهة في العالم الافتراضي بين «القوات» و»تيار المستقبل»، شرارتها الأولى مقال نشر على «مستقبل ويب» من دون توقيع يحمل فيه على تفاهم معراب مع التيار الوطني الحر ويصفه بتفاهم الخفافيش والثعابين.
المقال استتبع بحملة واسعة من ردود الفعل بين الطرفين أسقطت الخطوط الحمراء بينهما.
التصعيد الذي بدأته الوسيلة الإعلامية
يأتي كما يقول «قواتيون»، في اطار حملة مبرمجة بدأها «تيار المستقبل» منذ فترة وفجّرها الرئيس المعتذر عن التأليف في مقابلة ليلة الاعتذار.
فالحريري ضرب كل تفاهماته السياسية، وأطاح بتحالفاته مساوياً خصومه بأصدقائه والحلفاء.
قاطعا قنوات التهدئة والتواصل بالمكونات السياسية قبل الذهاب الى المعارضة بخطاب سياسي مدمر لكل العلاقات من اجل شد العصب السني المتراخي حوله، وقطع شرايين الحياة في علاقة «المستقبل» بسائر الأطراف بعد ان اتخذ القرار بخوض الانتخابات النيابية من بوابة المعارضة القاسية.
ما يهم الحريري، يضيف «القواتيون»، بعد ان خسر التكليف ان يسترجع نبض الشارع، باعتماد خطاب متشنج من اجل لمّ شمل جماهيره.
فبعد ان أنهى علاقته بالرئاسة الأولى فتح النار على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع لتغطية فشله في تأليف الحكومة، بعد ان ترنح طويلا وأذته تحالفاته مع فريق ٨ آذار ولم تستطع فرض تشكيلته الحكومية بالقوة على العهد والتيار.
ففي المقابلة التلفزيونية هاجم الحريري بوضوح جعجع، مؤكدا انه لن يسميه لرئاسة الجمهورية، محمّلا معراب مسؤولية وصول ميشال عون الى بعبدا.
يحمل تيار المستقبل فريق «القوات» مسؤوليات عدة، يتهمه بالمساهمة بفرض الحصار وتطويق الحريري وعدم تسميته في الاستشارات النيابية لثلاث دورات حكومية.
ويؤكد المقرّبون من «المستقبل» ان القوات تلقي عليهم تبعات ما فعلته من جراء التسوية التي كان الحريري آخر الواصلين اليها.
بالنسبة الى «القوات»، فان تصعيد «المستقبل» مبرر بسبب نجاح القوات في الحفاظ على علاقاته بدول الخليج والمملكة العربية السعودية.
وتؤكد مصادر «قواتية» ان الرئيس المعتذر ليس رجل ادارة المرحلة، وانه تعثر في مهمة التأليف وفاقد المصداقية.
وبالنسبة الى المطلعين على علاقة جعجع والحريري، يرون ان ما يحدث مؤخرا نتيجة تراكمات من مراحل سياسية مختلفة، بالمؤكد ليس بيان «القوات» الذي اتهمت فيه الموقعين على العريضة النيابية بالتستر على المجرمين الحقيقيين هو السبب والدافع.
فالأمور غير منتظمة منذ فترة طويلة بين الحليفين السابقين، والجرة انكسرت بينهما ولم تعد قابلة للترميم.
فـالقوات سلكت طريقا مختلفا منذ أحداث ١٧ تشرين واختارت التموضع في المعارضة، فيما الحريري كان مرتاحا للتسوية مع العهد والتيار.
بالنسبة الى كثيرين لم يعد ممكنا اليوم العودة الى العلاقة السابقة، نتيجة فقدان الثقة وعدم جهوزية الطرفين، فالعلاقة تأثرت بالأحداث ، وجعجع يحتل المرتبة الأولى في لائحة حلفاء المملكة.
فيما الحريري لا يزال يتخبط بـ «الفيتو» السعودي الموضوع على رئاسته لأي حكومة في المرحلة الحالية.
المصدر: صــحــيــفــة الــديــار