عندما تضيق بنا السبل، وتكثر كوارثنا ومآسينا، لا نرى بدا من فتح دفاتر كبارنا لنتسقط لماذا وصل لبنان الى حالته المأسوية الحالية، ولماذا يشهد لبنان في شكل دوري حروبا كبيرة وصغيرة، واهتزازات امنية بين الطوائف والمذاهب، وتنبت دويلات على هامش الدولة المركزية، ونترك الغريب يتدخل في شؤوننا الداخلية.مرة اخرى اعود الى ارشيفي استنجد به ليكشف لي ما غاب عني في وسط هذه الحياة المقرفة التي يعيشها اللبنانيون، فوقعت على كلام قاله رئيس الجمهورية المرحوم اميل ادة منذ ثمانية عقود ونيف وصف فيه حقيقة لبنان وشعبه، وتنبأ بما سوف يحصل أذا نحن لم نر واقعنا على حقيقته كما فهمها ادة …
قال الرئيس ادة «نحن لسنا شعبا واحدا، نحن مجموعة طوائف، وكل دولة لها الدولة المرشدة… منا من يرى لبنان موطن ارز الرب، ومنا من يراه قببا ومأذن.
لنترك الفرنسيين عندنا، يعلموننا كيف نكون شعبا يستطيع بناء دولة، والا نحن ذاهبون للاقتتال كل عشرين سنة، فنصنع من لبنان ميدان حروب الغير على ارضه». وينهي ادة كلامه بالقول «أنا قد قلت كلمتي واتمنى أن أكون مخطئا».
انا اسأل اللبنانيين، بعد ما وصلنا اليه اليوم من تعتير، هل كان ادة مخطئا ؟
بعد حروب دامية اسقطت مئات الوف القتلى والجرحى، ودمرت لبنان اكثر من مرة، هل كان ادة مخطئا؟
بعدما استباحت اكثر من دولة سيادتنا واستقلالنا، وبعدما تدخلت دول في شؤوننا الداخلية، وبعدما جهدت دول، وما تزال تجهد لضم لبنان اليها، هل كان ادة مخطئا؟
هل بعد ١٠٠ سنة على اعلان لبنان الكبير، اصبح اللبنانيون شعبا واحدا، او ما زالوا مجموعة طوائف وكل دولة لها الدولة المرشدة؟
لقد حان الوقت لاعادة النظر في نظام لبنان، هذا اذا كان حقا يريد جميع من يحمل الهوية اللبنانية أن يروا لبنان قد قام من الموت، بخلاف ذلك نعي لبنان لبنان اليوم لم يعد بعيدا .
الديار