أشار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان الى أن “معانتِنا كلبنانيين وسوريين هي المعاناة التي نتساوى فيها جميعاً وهيَ من نسجِ الإستعمارِ المتجدّد والذي يُحاوِلُ، وعبثاً يحاولْ أن يستعيدَ أزمِنتَهُ الغابرَة وفتوحاتِهِ المتوحّشة واستباحَتَهُ لحقوقِ الشّعوبِ وكراماتِ الأمم”.
وفي كلمة له خلال لقائه مع قيادات درزية الرئيس السوري بشار الأسد، توجه للأسد بالقول :”أنتُم شخصياً، بقيادَتِكُم الجسورَة الحكيمة تقفونَ منذُ أكثرِ من عشرِ سنواتٍ، تقفون وقفةَ العزِّ في دربِ الهجوم الإستعماري المتعدّد الأشكال فتستنهِضونَ بوقفتكم هذه أُمَماً إمبراطوريّة كانت حانيةَ الرأسِ أمام الفجور الأستعماري، فإذا بها تستعيدُ ولو تدريجياً.عافيتَها المعنويّة وصُدقيّتِها بينَ الأممِ المُصمِّمة على عدمِ الخضوعِ للإستعمار والصهيونية.
فانتقلَ العالَمُ بفضلِكُم أنتم من أحاديّةِ القُطُبْ، أي من الديكتاتوريّة الدُوليّة… إلى التعدّدية القطبيّة أي الديمقراطية الدُولية”.
ورأى أن “الصمودَ الأسطوري لسوريا هو الذي شقّ الطريقَ لهذا التحوّل العظيم في المشهد الدُولي والذي لم يكتمِلْ فصولاً بعد. ولكنَّ التاريخَ الذي تصنعونَهُ يغيّرْ مجرى التاريخِ الذي فرضوهُ على عالمِنا العربيّ طيلةِ قرنٍ كاملٍ من الزمن”.
وتابع :”أشهدُ أمام الله والتاريخ ومشايخنا الأجاويد الأجلاء وعلى رأسِهِم، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصرالدين الغريب، شهودٌ على ما سأقول ودائماً تحت عنوان الدين لله والوطن للجميع، هذه القاعدة الوطنية العظيمة التي توّجَ بها سلطان باشا الأطرش نداء الثورةِ ضدّ الإستعمار الفرنسي: أشهدُ شهادةً من صُلبِ مدرسة بطل الإستقلال وبطل حرب فلسطين المغفور له الأمير مجيد أرسلان، إنّ أهلَ التوحيد، أبناء سورية ولبنان وفلسطين الأقحاح، عندهم مشروعٌ واحدٌ لا غير، هو مشروع الوطنيّة والعروبة الحضارية ولا تستطيع ولن تستطيع أي قوّة في العالم أن تجعلَ منهم حرّاس حدودٍ لإسرائيل، أو أحصنة طروادة للإستعمار”.
وشدد على أن “أهلَ التوحيد، في سوريا ولبنان وفلسطين، قدرُهُم ودورُهم التاريخي أن يكونوا دائماً عنصرَ استقرارٍ وانفتاحٍ وحداثة وهم المشهود لهم بحبّهم وتقديرهم للرجال الشجعان والأبطال”، مضيفا :”كل من يُعادي فلسطين يُعادي لبنان وسوريا والعروبة الحضاريّة كلَّها، وكل من يعادي سورية يعادي لبنان والعروبة الحضارية كلّها وما من وطنيٍّ يقبلْ بالقطيعة بين لبنان وسوريا، لأن قطيعةً من هذا النوع تشكّلُ طعناً للبنان في الصّميمِ، وتأمراً على سوريا، وفي هذا المجال لا بد من التأكيد على أهميّة وضرورة عودة العلاقات اللبنانية – السورية إلى طبيعتها، حيث يشكّلُ البلدان معاً تكاملاً إقتصادياً بات ضرورةً ملحّةً لكليهما، وما جرى في الأمس من موافقة ٍسوريا مشكورة لتمريرِ الغاز المصري والكهرُباء الأردنية عبرَ الأراضي السورية إلى لبنان، يؤكّدُ أنّ لا مناصْ من عودةِ هذهِ العلاقات، خصوصاً مع وجودِ الكثيرِ من المِلفات التي تتطلّبُ تنسيقٍ دائمٍ ومتواصل”.
واعتبر أن “ملفُ الإخوة النازحين في مقدّمة تلك المِلفات، إذ يبقى الهدفُ الأساسْ من تركِهِ مُعلّقاً، تنفيذَ أجنداتٍ خارجية. وقد بادَرنا من خلالِ وزيرَيْنا في الحكومتَيْن المُتعاقِبتَيْن إلى التنسيق مع الدولة السورية للبَدءِ في حلِّ هذا الملف، ولاقينا التجاوبْ الكاملْ والتسهيلاتِ من قِبل سيادتِكم، ولكنْ للأسف، على الرغمِ من إقرارِ خطّةَ العودة في مجلس الوزراء اللبناني، فإنّ الحكومة لم تستطعْ أن تُنجِزْها أو تطبّقْها، حيثُ أنّ إرادةَ المجتمع الدولي تمنعُ ذلك”.