كتبت صحيفة الديار تقول: سقطت حكومة المهمة التي كانت توصلت اطراف الطبقة السياسية مع الرئيس الفرنسي ماكرون على تأليفها خلال اسابيع لتنقذ الوضع وتقوم باصلاحات سريعة لمنع الانهيار. وهذا الامر تم الاتفاق عليه منذ سنة تقريباً، لكن تشكيل الحكومات سقط وفشل الرؤساء المكلفون. وكل ذلك لان الطبقة السياسية الفاسدة من رؤساء ووزراء ونواب ومديرين عامين وقضاة مما نالهم الفساد وغرقوا فيه لم يسمحوا لحكومة المهمة ان تبصر النور الى ان وصلنا الى سقوط حكومة المهمة وتأليف حكومة محاصصة ومن ازلام الطبقة السياسية الفاسدة على كل المستويات من اعلى الهرم الى قاعدته. كيف نصدق ان الذين سرقونا جاؤوا الان لينقذونا، وما من رئيس وما من وزير وما من زعيم سياسي في الطبقة السياسية الا ويملك المليارات او مئات الملايين من الدولارات، ومنهم من وضع ثروته باسمه ومن وضع ثروته باسم ازلامه وقام بتنظيم ورقة لدى الكاتب العدل غير قابلة للعزل لان الشركات التي تم وضعها باسم الازلام غير قابلة للعزل ويملكها الزعيم السياسي الفاسد كي يخفي ثروته ولا يقولون عنه إنه فاسد سارق. سرقونا حتى لقمة العيش، سرقوا كل قرش في جيوبنا حتى آخر قرش واغرقوا البلاد في الانهيار التام. وهذا حصل في السنة الخامسة من عهد العماد الرئيس عون، لكن سرقات موازنات الوزارات امر يحصل منذ خمسين سنة وما من وزير قام بتلزيم مشروع واجرى مناقصة عليه بمئات ملايين الدولارات الا واخذ من احتياط الموازنة كذلك سرق موازنة وزارته، قلائل الذين بقوا خارج الفساد، لكن بعضهم مما ابتعد عن الفساد استند الى اموال الخارج من الخليج العربي بامر اميركي واحيانا قرار اميركي، وهنالك غير فاسدين ويتلقون اموالا من غير مصادر لتغذيتهم بالاموال من الخليج العربي ومن دول اخرى.
كيف نستبشر خيرا بوزارة كلها محاصصة، وفرض الزعماء الفاسدون ازلامهم في الوزارات فاصبحت السرقة غير مباشرة بدلا من ان تصل الطبقة السياسة مباشرة يقوم ازلامهم بالوزارات بالسرقة ويسلمون كل ما يسلبونه قرشا قرشا، واحيانا يقوم الزعيم السياسي الفاسد من الطبقة السياسية باعطاء بعض الفتات لازلامه الذين عينهم داخل الحكومة. هل يمكن ان نعرف ثروة فخامة رئيس الجمهورية او رؤساء الجمهوريات السابقين؟ هل يمكن ان نعرف ثروة رؤساء مجالس الوزراء والوزراء الذين توالوا على الحكومات طوال خمسين سنة؟ هل يمكن ان نعرف ثروة مديرين عامين وقضاة وموظفين كبار كيف جنوا هذه الثروات، وهل رواتبهم تسمح لهم بجني هذه الثروات؟
اما المضحك المبكي فهو انه بعد سنة من فراغ حكومي وفشل في تأليف حكومة انتصرت الطبقة السياسية انتصارا كاملا لتأتي حكومة محاصصة، ولاول مرة يختار رئيس الجمهورية من 8 الى 9 وزراء من حكومة مؤلفة من 24 وزيراً، ويختار كل تجمع نيابي ازلامه ويضعهم في الحكومة كما فعل رئيس الجمهورية وكما فعل رئيس مجلس الوزراء وكما فعلت الكتل النيابية من الطبقة السياسية الفاسدة.
لا شيء يبشر بالخير في هذه الحكومة، والاصلاحات لن تمر بسهولة ولن تمر كاملة لان كل فريق يريد حصة له من ضمن الاصلاحات، وهنالك صراع بين الخصخصة والقول انها وصاية دولية، وهنالك مشاريع ستجري دون مناقصة ، والرقابة القضائية ستبقى كما هي، والسلطة القضائية لن تكون مستقلة طالما ان وزير العدل هو عوني حتى آخر شعرة من رأسه، وكل وزير تابع لزعيم ايضاً حتى آخر شعرة من رأسه، والوزراء سيتلقون تعليماتهم من الطبقة السياسية وليس من رئيس الجمهورية وليس من رئيس الوزراء. نريد التدقيق الجنائي ليس فقط لمصرف لبنان، نريده ان يجري على حسابات القصر الجمهوري، نريده ان يجري على حسابات مجلس النواب وميزانيته، نريده ان يجري على صندوق هيئة الاغاثة العليا التابع لرئيس مجلس الوزراء، ونريد ان نعرف ثروة رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، ولم يعد مسموحا بعد اليوم ان نغرق في الفساد. على كل حال، لا شيء يبشر بالخير فالذين سرقونا جاؤوا لينقذونا ولن يفعلوا اي شيء من هذا الأمر.