الرئيسية / مقالات / هل انقسام مشيخة العقل كسر الجرّة بين جنبلاط وأرسلان؟

هل انقسام مشيخة العقل كسر الجرّة بين جنبلاط وأرسلان؟

قد تكون الأزمات المتتالية التي حلّت وتحلّ على اللبنانيين وتمسّ يومياتهم وأمنهم الإجتماعي والمعيشي والصحي والإقتصادي هي حديث الساعة الذي يسرق الأضواء في وسائل الإعلام كما في المجالس الخاصّة.

إلاّ أنّ بعض المفاصل الأساسية والتي لا تقلّ أهمّية في الشكل والمضمون، قد تشكّل حدثاً يتناقله المواطنون من خلفية تأثيره على واقعهم الحياتي، والمشاكل الداخلية لدى الطوائف في لبنان، من أبرز تلك المفاصل والأحاديث.

 

 

برزت في اليومين الأخيرين مشكلة مشيخة العقل لدى طائفة الموحدين الدروز، بعد أن كان حصل اتفاق في اجتماع عُقد في دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان حضره، إلى جانبه، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب، قضى “بالتأكيد على العمل المشترك للوصول الى تفاهمات حول كل القضايا التي تتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية انطلاقاً من مشيخة العقل”.

 

 

ووفق ما أكّدته مصادر الحزب “الديمقراطي اللبناني” لموقع mtv، فإنّ “ما تمّ التوافق عليه في إجتماع خلدة، لم يُكتب له النجاح لجهة توحيد مشيخة العقل، بعد معاناة دامت لـ 15 سنة بعد الإنقسام الذي حصل إثر انتخاب الشيخ نعيم حسن لمشيخة العقل بقانون مشبوه، وتعيين الشيخ نصرالدين الغريب شيخ عقل من قبل مرجعيات روحية وآلاف المشايخ، وبدعم من أرسلان وعدد من السياسيين الدروز، كردّة فعل على ذلك”.

هذا الإنقسام، وفق المصادر، “أرخى على كاهل الطائفة مشاكل عدّة، عانت منها بالمقدّمة المرجعيات الروحية والهيئات الدينية والمشايخ، إلى أن بدأت البوادر الإيجابية تظهر في أوساط تلك المرجعيات بعد الإتفاق الذي نتج عن اللقاء الدرزي في خلدة، لولا انقلاب جنبلاط عليه وتطيير فرصة توحيد مشيخة العقل، متحججاً بأسباب واهية ومغلوطة، لا تمت إلى حقيقة السبب الجوهري بصلة”.

 

 

وأكدت مصادر “الديمقراطي”، أن “خطوة جنبلاط المتستّرة خلف المجلس المذهبي الإشتراكي، والتي أفضت إلى ترشيح الشيخ سامي أبي المنى، والذي يُعرف في الأوساط الدرزية، كوجه بارز من الوجوه الدينية المحسوبة على الحزب الإشتراكي، سببها الأبرز هو هاجسه من المشاركة وكسر سياسة الإحتكار التي ينتهجها منذ زمن داخل الطائفة، في حين يظهر جنبلاط حرصاً مطلقاً في الإعلام على التسوية في الملفات الكبرى، وضرورة التنازل لما فيه المصلحة العامّة، إلاّ لدى الدروز، فموقفه يتبدّل”.

 

 

واعتبرت أنّ “الخرق الذي سبّبه جنبلاط لاتفاق خلدة قد لا يفسد البنود الأخرى منه، وخصوصاً فيما يتعلّق بحلّ ذيول الإشكالات الأمنية التي وقعت في مدينة الشويفات وبلدة البساتين – قبرشمون؛ لكن منطق تصنيف رجال الدين ووضعهم في خانة المؤهّل وغير المؤهّل هو منطق مرفوض بالمطلق، وعدم الإحتكام إلى المرجعيات الروحية والمشايخ الأعيان في ملف مشيخة العقل، هو أمرٌ مرفوض أيضاً، فمهما كانت الأسباب والحجج يبقى رأي ومشورة المرجعيات أساس في كلّ الملفات، وتحديداً المتعلّقة بالأمور الدينية”.

 

 

وتابعت المصادر مشيرة إلى أنّ “ما قيل حول تحديد زيارات لعائلات الشهداء ثمّ إلغائها، هي أقاويل مغلوطة، في حين من حدّد الموعد لنفسه وعبر وسائل الإعلام، يتحمّل مسؤولية ونتيجة ما حصل، علماً أن تدخّل المشايخ في هذا الملف كان أوصل إلى نتائج متقدّمة وكلّها ضمن الأصول والقانون والأعراف المعمول بها لدى الطائفة، تماماً كما تمّ الإتفاق عليه”، محمّلة “من طيّر فرصة توحيد مشيخة العقل مسؤولية تبعات هذا الأمر في الأعوام المقبلة وأمام المرجعيات الروحية”.

وختمت المصادر: “بناءً على ما سبق كلّه، لا نعترف ولن نعترف إلا بالشيخ نصر الدين الغريب كشيخ عقل للطائفة”.

 

المصدر: موقعmtv

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …